الغطرسة الترامبية إلى أين تتجه بالعالم، تاريخها مليء بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، ومليء بالإجرام بحق الإنسانية، وملطخ بدماء الضحايا، ولا ندري إلى أين يقود هذا المعتوه العالم في ظل قراراته المتناقضة وتصريحاته الخرقاء وغطرسته، وعنجهيته الحمقاء، وحقده الدفين تجاه العرب والإسلام ضارباً الصفح عما يحدث في قطاع غزة من إبادة جماعية ومجازر نكراء وجرائم شنعاء يرتكبها العدو الصهيوني بحق أطفال ونساء وشيوخ غزة الأبية.. هذا المعتوه المأفون يقف اليوم مصرحا بأن غزة غير صالحة للسكن، ولا بد من ترحيلٍ وتهجير أهلها إلى دول عربية ناسياً أو متناسياً أن غزة أرض عربية فلسطينية أباً عن جد، وغزة حدودها من السحاب إلى التراب، بل غزة تجري في عروق وشرايين الغزاويين كمجرى الدم رغم المعاناة والقصف والنزف والجوع والحصار وشظف الحياة، إلا أن رجالها لا يعرفون الضيم، وحرائرها كرجالها ذات همم عالية وقلوب عامرة بالإيمان، ليعلم ترامب وغيره من المأفونين أن غزة أرض مقدسة لا تُجاري ولا تُبارى مهما كان حجم التحديات والأزمات، وأن غزة ستظل منارة العرب والمسلمين، سماؤها حبلى بالمفاجآت وأرضها واعدة بالانتصارات، ورجالها يعشقون الموت، وحرائرها قلوبهن عامرة بالإيمان والثبات والصمود.. بالرغم من الموقف العربي والإسلامي المتخاذل تجاه ما يحدث في غزة.. أية عروبة هذه.. وأية أخوة إسلامية تلك..؟ّ! إخوانهم يبادون ويحرقون ويقصفون بالقنابل والصواريخ والمسيرات ليل نهار، ولا يحركون ساكناً، سوى الشجب والتنديدات الجوفاء التي لا تغني ولا تسمن من جوع، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى هم العدو فأحذروهم.. المؤسف المعيب أن حكام وملوك وأمراء العرب في واد آخر عما يحدث في غزة، غزة تباد عن بكرة أبيها، وهم كأنهم سكارى وما هم بسكارى، ولكنَّ عذاب الله شديد، أين النخوة العروبية والإسلامية، بل أين الشهامة والمروءة التي تلاشت في زمن بعران الخليج، أمة المليار والنصف لا يستطيعون أن يشعلوا شمعة واحدة في سماء غزة، بل ولا في أحيائها المظلمة، آلاف الجثث من الأطفال والنساء والشيوخ يصرخون ويصطرخون تحت الأنقاض وركام العمائر وامعتصماه ولا حياة لمن تنادي، كأنهم خُشب مسندة.. مشاهد تقشعر منها الجلود والفرائص، وتنفطر منها القلوب، فضحت حكام وملوك وأمراء العرب الذين يرفعون شعار الإسلام زوراً وبهتاناً، أما رجال غزة الأبية فقد أثبتوا للعالم أجمع أن الأرض التي تربوا وترعرعوا ورضعوا من لبانها النقية الصافية تظل في عروقهم ودمائهم عصية على كل غازٍ ومعتدٍ ومحتل، أما الإرهابي الحقيقي هو النتن والمعتوه ترامب اللذان أبادوا أطفال ونساء وشيوخ غزة بدم بارد على مرأى مسمع من شعوب العالم، ولم يكتفوا بذلك بل يريدون ترحيلهم وتهجيرهم من أرضهم في زمن انقلبت فيه كل الموازين رأساً على عقب تساوى فيه الجلاد والضحية في غياب ضمير العالم العربي والإسلامي والأجنبي. صفو القول: المنطقة على شفا هاوية عميقة وغزة هي البركان الذي سيزلزل كل الأنظمة العميلة والتدخل الأمريكي السافر في شؤون غزة سيقود المنطقة إلى جحيم لا يطاق ستدفع ثمنه كل الدول العربية والإسلامية شاءت أم أبت، وسيمتد من البحر إلى النهر، الكل سوف يغرق.. فغزة ليست أفغانستان أو الصومال وليكن في علم الأنظمة العربية والإسلامية أن الكل سيدفع ثمن الصمت تجاه ما يحدث في غزة من إبادة وسحق وسحل، فأسلوب التهديد والوعيد أو التدخل الأمريكي في الشأن الفلسطيني لا يزيد النيران إلا اشتعالا، والأزمة تأزيماً فغزة عصية وستلقن كل غازٍ ومعتدٍ ومحتل دروساً في الفداء والتضحية والتكتيك والبطولة لم تدرس في أرقى أكاديميات العالم العسكرية..!! ومضات خاطفة نطير إلى الأعالي إليك يا غزة كقطرة حبلى في فضاء فسيح مرتشفين نسائم النصر بشوق مستهام رغم الجرح والجراح وأنين الصبايا ستظلين أيقونة الزمان تومضين حباً ووفاء