لم يهدأ النزاع بين «الهند»و«باكستان» حول إقليم «جامو وكشمير» المسيطر عليه هنديًّا -بالرغم من أنه ذو أغلبية سكانية مسلمة- إلَّا بعد أن منحت «نيودلهي» الإقليم -في نهاية حرب 1971- حكمًا ذاتيًّا، بيد أنَّ إلغاء رئيس وزراء الهند الحالي «ناريندرا مودي» تلك الميزة عام 2019 تسبب بعودة التوتر. تطلع «مودي» لنصرٍ وجودي ما من شكّ أنَّ نتائج الحروب الشاملة التي دارت رحاها بين الجارتين النوويتين في الأعوام (1947، 1965، 1971) التي انتهت جميعها -على الرغم من اختلال ميزان القوى لصالح الأولى- نهاياتٍ متعادلة قد شكلت لدى الطرفين قناعةً كاملة بضرورة الوصول إلى حالة سلام نسبي تظل إشكالية الحدود -في ظلها- قضيةً مؤجلة، فكانت إحدى ثمار تلك القناعة المشتركة إعطاء إقليم «جامو وكشمير» -نظرًا لأنَّ أغلبيته السكانية تدين بالإسلام- حكمًا ذاتيًّا يلبي بعض طموحات سكانه الذين يتطلعون إلى نيل الاستقلال التام. إلَّا أنَّ «ناريندرا مودي» -وهو هندوسي شديد التطرف- دشن ولايته الثانية عام 2019 -بهدف استفزاز الجارة الأضعف- بإلغاء الحكم الذاتي الذي تمتع به سكان الإقليم الملتهب الحدود منذ عقود، وباشر حكم الإقليم ذي الأغلبية المسلمة بقبضةٍ حديديةٍ محكمة، راميًا -من وراء اتخاذ تلك الخطوات الاستفزازية وغير البناءة- إلى استدراج «باكستان» لخوض معركةٍ غير متكافئة، فقد دفعه الفارق الهائل في ميزان القوى بين الجارتين الآخذتين بأسباب التعادي لا سيما في الجانب الاقتصادي الذي تتفوق فيه بلاده على جارتها ب{9 أضعاف} إلى النظر ل«باكستان» بنوعٍ من الاستضعاف. ومنذ ال23 من أبريل الفائت تتخذ هند «مودي» -مدفوعةً من أطرافٍ عربية وغربية ناقمة على الجماعات المسلمة- من الهجوم الإرهابي الذي حصل في وادي «بايساران» بكشمير وأسفر -بحسب الرواية الهندية- عن مقتل 26 سائحًا وإصابة أكثر من 20 آخرين ذريعةً لشنِّ حربٍ إقليمية يحرز من خلالها «مودي» على باكستان ما يتطلع إليه من نصرٍ وجودي، فمنذ ذلك الحين وجهت «نيودلهي» أصابع الاتهام إلى «إسلام أباد» في دعم المنفذين مستبقةً نتائج التحقيقات التي قد تسفر عن معلومات لا تدين الباكستانيين. مواجهة ساعة كاملة خيبت آماله بعد مضي قرابة أسبوعين من التحضُّر الهندي لمهاجمة باكستان إشباعًا لتعطش «ناريندرا مودي» لإلحاق هزيمةٍ ب«باكستان» تظل أصداؤها مترددة على مدى الأزمان، شنَّ -يوم الثلاثاء ال6 من مايو الراهن- سلاح الجو الهندي الذي يتفوق على نظيره الباكستاني عدديًّا إلى حدٍّ لا يطاق هجومًا واسع النطاق استهدف بغاراته التي تركزت معظمها في إقليم «البنجاب» منشآت حيوية خدمية بما في ذلك عدد من المدارس والمساجد بذريعة أنها تمثل حواضن للإرهاب، فأسفر الهجوم الجوي الهندي الذي طال مواقع مدنية بشكلٍ متعمد عن استشهاد 26 باكستانيًّا ليس فيهم عسكريٌّ واحد. وفي ردِّ فعلٍ دفاعي باكستاني تصدت مقاتلات باكستانية محدودة العدد للمقاتلات الهندية المهاجمة ملحلقةً بها ما لم تكن تتوقعه من هزيمة، ففي هذا الصدد نقلت شبكة «CNN» -بحسب ما ورد في سياق التقرير الإخباري التحليلي المعنون [معركة جوية غير مسبوقة بين الهندوباكستان شاركت فيها أكثر من 120 مقاتلة] الذي نشره موقع «الدفاع العربي» يوم الخميس ال8 من مايو الحالي- عن مصدرٍ أمنيٍّ باكستانيٍّ رفيع قوله: (إنَّ المواجهة الجوية بين المقاتلات الباكستانيةوالهندية كانت واحدة من أكبر وأطول المعارك في تأريخ الطيران الحديث، مشيرًا إلى أنَّ ما مجموعه 125 مقاتلة شاركت في الاشتباك الذي استمر لأكثر من ساعة، دون أن يتجاوز أيٌّ من الطرفين المجال الجوي الخاص به. وقال وزير الخارجية الباكستاني «إسحاق دار» إنَّ قوات بلاده أسقطت يوم الثلاثاء -بواسطة مقاتلات صينية الصنع من طراز {J-10C}- خمس مقاتلات هندية، في أعقاب غارات جوية نفذتها الهند على ما قالت إنها مواقع إرهابية داخل الأراضي الباكستانية. وذكرت السلطات الباكستانية أنَّ المقاتلات الهندية التي تم إسقاطها شملت ثلاث فرنسية من طراز {رافال}، وطائرة روسية {ميغ-29}، وأخرى من طراز {سو-30}، وقد أسقطتها المقاتلات الباكستانية بمنتهى الاحترافية دون أن تعبر المجال الجوي الباكستاني، واعترفت مصادر هندية بخسارتها 3 مقاتلات، في حين أكد مسؤول استخباراتي فرنسي رفيع -يوم أمسٍ الأول- سقوط طائرة {رافال} واحدة على الأقل). وفي مؤشرٍ قوي على ما حققه سلاح الجو الباكستاني من تفوق على نظيره الهندي استهل التقرير التحليلي المعنون [انهيار سمعة الهند العسكرية.. باكستان تُحطم أسطورة سلاح الغرب في 4 أيام] الذي نشره موقع «مصراوي» يوم أمسٍ السبت بما يلي: (شهدت الهند حالة من الذعر الواضح نتيجة الرد العسكري الباكستاني الاستراتيجي، فبعد الاستفزاز الأولي من جانب الهند، ردت باكستان بهجوم مضاد قوي، مستهدفةً عدة منشآت عسكرية هندية ذات قيمة استراتيجية عالية، وكشف عن ثغرات خطيرة في التخطيط الدفاعي الهندي). وبهذا التفوق الباكستاني الساحق كُسرت شوكة المتمادي « ناريندرا مودي»، فقبل -وهو في حالةٍ من الانكسار- بوقف إطلاق النار.