قال الله تعالى: (واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون) الآية 24 من سورة الدخان.. كذلك قال تعالى: (وأوحينا إلى موسى أن اسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى) الآية 77 من سورة طه، صدق الله العظيم .. مضامين الآيتين الكريمتين أعلاه، تشير إلى خطة حربية متكاملة لصناعة وتقدير وتقييم وإقرار الموقف الحربي الجهادي، والعسكري القتالي، استراتيجيا وتكتيكيا، ليلا ونهارا، في كل الظروف والأوقات والأزمان !! هكذا كلم الله نبيه موسى عليه السلام ،ليس وحيا فحسب ، بل خطابا مباشرا وكلاما لحظيا قائما مصاحبا للنبي موسى كليم الله.. وخطة باقية ومصاحبة للمؤمنين حتى قيام الساعة. لا شك أن سُنن الله باقية في الأرض، ومشيئة الله ماضية في الناس بين الأمم والشعوب والقبائل، وقضاء الله نافذ لا مرد له، وقصص الرسل والأنبياء والقرون الخالية لا تزال تاريخا يُعاد بعثه وإقامته ونشره وتأسيسه من جديد.. ولكن وفق قواعد وبنيان القرآن المجيد الذي هو في لوحٍ محفوظ !!! اليوم.. وفي هذا العصر العالمي الراهن، وهذه اللحظة الدولية المفصلية، أراد الله لأهل اليمن بعثاً قرآنيا جديدا ومجيدا، ومشروعا نبويا محمديا استراتيجيا، هو خير شريعة، وأحسن شرعة، وأقوى شِراع لركوب البحر وتأمين الفُلك، وتثبيت الألواح، وانطلاق السفينة إلى الأفق المحيط أرضاً، وفي الآفاق العُلى سماءً، فبعث الله في اليمن الميمون أحد عباده المؤمنين الأولياء من أولي البأس الشديد قبل خمسة وعشرين عاما، فكان ذلكم هو الشهيد المؤسس حسين بن بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه، قائدا إسلاميا يمانيا مجاهدا وداعيا ومرشدا لصناعة فُلك النجاة للعالم من الغرق، صناعة الفُلك الموعود والمصاحب لطوفان الأقصى لإنقاذ البشرية من خطوات الشيطان وخطيئة اليهود وخطايا الصهاينة وشركائهم الغرب الأمريكي الأوروبي الذين كفروا من بني إسرائيل.. من أجل ذلك استجاب أهل اليمن لأمر الله، وداعي الله، في الجهاد والقتال في سبيله كأنهم بنيان مرصوص مع إخوانهم المجاهدين على أرض غزة الكرامة والعزة والرجولة والفداء، الذين يواجهون أعداء الله، وأعداء موسى حيث قال الله (فليلقه اليمّ بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له).. هنا محور عنوان هذا المقال أعلاه، البحر والساحل سيبقيان حتى قيام الساعة، وعدو الله وعدو موسى باق إلى قيام الساعة، وعدو أهل دين الإسلام باق كذلك، ونحن في اليمن مع قيادتنا الجهادية البارزة اليوم، مع الأخ السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، الذي واصل مسيرة الجهاد بعد شهادة أخيه القائد المؤسس، وقاد طيلة عشرة أعوام معركة الصمود والنفس الطويل في وجه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، ثم معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس المناصرة والمؤازرة والظهر والعضد والساعد الأيمن لمعركة طوفان الأقصى الفلسطينية، وذلك وجها لوجه مع العدو الإسرائيلي الصهيوني والأمريكي منذ عامين وحتى اللحظة اليوم التي أصابنا فيها العدو في (ضربة حظ) طغيانية!!! تمكن فيها من قتل كوكبة من القادة السياسيين المدنيين يتقدمهم رئيس الحكومة الأخ المجاهد الشهيد أحمد غالب الهروي، وعدد من الوزراء الشهداء . الخلاصة : لن يبقى البحر بعد اليوم ( رهواً ) !! بل سيكون " طريقاً يبساً " !! سالكاً لقواتنا وقدراتنا وعتادنا المادي والبشري للوصول إلى الأعداء حيث يكونون حتى يدركهم الموت والعذاب والخزي بأيدينا وأيدي المجاهدين في سبيل الله ... نقول للعدو الإسرائيلي وشركائه المخططين والمنفذين لهذا الفعل الإجرامي المستكبر : لقد وقعتم في " الخطيئة الحربية الكبرى " ، وعليكم الاستعداد والنفرة !!! ولكن ليس إلى مواقع القتال وملاجئ التحصينات !! بل إلى الحشر والجلاء والخروج من بيت المقدس والمسجد الأقصى وأرض فلسطين وبلاد العرب .