أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع عقده في الكرملين، بتقدم القوات الروسية في الجبهة الشمالية الشرقية، معلناً تحرير مدينة سيفيرسك وعدد من القرى المحيطة بها. وقال بوتين إن القوات الروسية باتت تملك "المبادرة الاستراتيجية" في مناطق العمليات. وخلال الاجتماع، طلب بوتين من رئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف تقديم إحاطة حول الوضع الميداني، حيث أكد الأخير أن القوات الروسية سيطرت على قريتي كوتشيروفكا وكوريلوفكا، مشيراً إلى أن العمليات هناك تمت بالتزامن مع تضييق الخناق على القوات الأوكرانية. وأوضح غيراسيموف أن تحرير سيفيرسك جاء وفق الخطة الموضوعة، وأن القوات الروسية تواصل التقدم في عدة محاور، فيما تستمر الاشتباكات داخل مدينة غوليابولي في مقاطعة زابوروجيه. بوتين من جانبه شدد على أهمية تعزيز المنطقة الأمنية في مقاطعتي سومي وخاركوف، مؤكداً أن القوات الروسية في المحور الجنوبي لعبت دوراً محورياً في تنسيق الهجمات وتحقيق اختراقات ميدانية. وأشار الرئيس الروسي إلى أن خصوم موسكو كانوا يعتقدون أن السيطرة على سيفيرسك ستشكل نقطة ضعف للقوات الروسية، "لكن النتائج أثبتت العكس"، على حد قوله، مؤكداً أن النجاحات الأخيرة تمهد لتقدم إضافي في مناطق أخرى. هذا التطور العسكري يعكس رغبة الكرملين في إظهار أن العمليات العسكرية تسير وفق خطط مدروسة، وأن السيطرة على مناطق جديدة تمثل خطوة لتعزيز الموقف الروسي ميدانياً وسياسياً. وفي الوقت نفسه، فإن التركيز على مقاطعتي سومي وخاركوف من قبل الروس يوضح أن روسيا تسعى لتوسيع نطاق نفوذها وتأمين خطوطها الدفاعية، في ظل استمرار المعارك في محاور أخرى مثل زابوروجيه، وبذلك، تبدو الرسالة الروسية مزدوجة: تثبيت المكاسب الميدانية من جهة، والتأكيد على أن التقدم العسكري يفتح الباب أمام تحولات أوسع في مسار الحرب من جهة أخرى.