يصوّت الناخبون المصريون الاثنين في التجديد النصفي لأعضاء مجلس الشورى الذي يتمتع بصلاحيات استشارية, في اقتراع اتسم بحملة اعتقالات استهدفت جماعة الاخوان المسلمين. وقالت اللجنة الانتخابية ان 27 مليون ناخب مصري دعوا للتصويت في هذا الاقتراع. وسيتم التجديد ل 132 عضوا من أصل 264 مقعدا في مجلس الشورى، الذي يملك صلاحيات فعلية اقل من التي يتمتع بها مجلس الشعب, كما يحصل كل ثلاث سنوات. وينتخب المصريون 88 عضوا فقط للمجلس، من بين 665 مرشحا, في حين يعين الرئيس المصري حسني مبارك (79 عاما) الذي يتولى السلطة منذ ربع قرن, 44 عضوا آخرين في المجلس. أما جماعة الاخوان المسلمين, ابرز قوة معارضة في مجلس الشعب ب 88 مقعدا (أي ما يوازي خمس عدد النواب) فقررت ان تتحدى السلطة بشعارها "الاسلام هو الحل" الذي اصبح غير قانوني. إذ ان الدستور الذي يتضمن احكام الشريعة, بات ينص في مادته الخامسة على انه لا يحق لاي حزب ان يكون الدين اساسه ومرجعيته. وكانت الجماعة تعرضت لحملة ملاحقات، أدت لاعتقال 10 أشخاص قبل يوم واحد من الانتخابات، لينضموا إلى 790 مسجوناً سابقاً منها، وفق ما أفاد المسؤول الثاني فيها محمد حبيب. واضاف "منذ النجاح الذي حققناه في الانتخابات النيابية, نعاني واحدة من اسوأ عمليات القمع". وكانت المحكمة الإدارية العليا في مصر رفضت الأحد 10-6-2007 طلب اللجنة العليا للانتخابات شطب ثمانية من مرشحي "الاخوان المسلمين". واستند الطلب على تعديلات دستورية وقانونية أجريت هذا العام، ونصت على شطب المرشح الذي يستخدم شعارات دينية في حملته الانتخابية. وقالت المحكمة في أسباب الحكم إنه "ثبت أن الاوراق والمستندات لم تقطع بأن الشعارات المستخدمة قد قام بها المرشح أو أحد تابعيه أو مؤيديه دون معارضة منه الامر الذي ينتفي معه مناط توقيع الجزاء وهو ثبوت الواقعة في حق المرشح على وجه الجزم واليقين". وكان الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ومباحث أمن الدولة تقدما بطلبات الى اللجنة العليا للانتخابات لشطب 18 مرشحا اخوانيا، لكن اللجنة تقدمت الى المحكمة بطلب شطب ثمانية مرشحين فقط. وتقول جماعة الاخوان ان الحزب الوطني الديمقراطي يستعمل كل الوسائل لمنع مرشحيها من الفوز. وأشار عضو فريق الدفاع عن مرشحي الاخوان المحامي جمال تاج الدين قبل النطق بالحكم إنه، "وبرغم احتجاجنا الشديد وتحفظنا الشديد على اعتبار شعار "الاسلام هو الحل" شعارا دينيا... فإن المرشحين "المشطوبين" لم يرفعوا هذا الشعار ولكن رفعوا شعارات أخرى ومع ذلك لم يعجب هذا أيضا الحكومة". وتابع أن الحكومة "قامت بتمزيق اللافتات وبمنع الدعاية وبالقبض على المندوبين وبالقبض حتى على المرشحين"، معتبراً أن الحكومة "لا تريد الاخوان المسلمين سواء رفعوا شعارات دينية أو لم يرفعوها".