أصدرت الحكومة العراقية مذكرة باعتقال وزير الثقافة أسعد كمال الهاشمي بتهمة الضلوع في أعمال إرهابية من بينها محاولة اغتيال النائب مثال الألوسي في فبراير/شباط 2005 في هجوم أودى بحياة اثنين من أبنائه وأحد حراسه. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الألوسي قوله إن الهاشمي أعطى أوامر بقتل اثنين من أبنائه بتمويل وإشراف شخصي منه عندما كان خطيبا وإماما بأحد مساجد بغداد، مشيرا إلى أن مخططي محاولة الاغتيال ومنفذيها اعترفا بأخذ الأوامر من الهاشمي. وأوضح الألوسي أن مذكرة صدرت أيضا بتوقيف عدد من أفراد حماية الهاشمي "الأمر الذي اضطره إلى الهروب من منزله والاختباء لدى أحد المسؤولين". وقال مؤتمر أهل العراق في بيان له إن قوة تابعة للأجهزة الأمنية العراقية داهمت منزل الهاشمي فجرا واعتقلت جميع حراس الوزير وعددهم 42 شخصا. وحذر المؤتمر الحكومة العراقية من مغبة ما أسماه اللعب بالنار باستمرار سياسة الكذب لإبعاد المسؤولين والسياسيين السنة، وقال إنه لن يقف مكتوف الأيدي إزاء الإجراءات التي تتخذها حكومة نوري المالكي التي قال إنها تنفذ أوامرها "بتوجيهات إيرانية فارسية". كما هدد بكشف المستندات والوثائق التي تفضح مسؤولين في حكومة المالكي وحتى مراجع "متورطين بقضايا إبادة وتهجير أهل السنة". وأعرب وزير الثقافة العراقي في اتصال مع الجزيرة عن دهشته مما حدث واعتبر الاتهامات باطلة، كما اعتبر أن الإجراء يهدف إلى "تصفية رجالات جبهة التوافق" العراقية. في تطور آخر قال قيادي في حركة الوفاق التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي إن المباحثات لتشكيل جبهة وطنية عراقية حققت تقدما ملموسا لتغيير مسار العملية السياسية بعيدا عن المحاصصة الطائفية. وقال النائب ستار الباير إن المحادثات جارية الآن مع أطراف مختلفة منها جبهة التوافق ومجلس الحوار الوطني وحزب الفضيلة والحركة الديمقراطية لتحرير العراق وقوى من المجتمع المدني. من جانبه قال رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي إن نواب الجبهة لن يشاركوا في اجتماعات مجلس النواب ما لم يعد محمود المشهداني إلى رئاسة المجلس، كما طالب الكتل البرلمانية بالامتناع عن مناقشة قضايا مهمة في غياب نوّاب جبهة التوافق. سياسيا يصل الرئيس العراقي جلال الطالباني إلى إيران اليوم في زيارة رسمية لم يوضح الناطق باسم الخارجية الإيرانية مدتها. ويتوقع أن يبحث الطالباني مع المسؤولين الإيرانيين المحادثات بين طهران وواشنطن بخصوص المشاكل الأمنية في العراق. وعلى صعيد التطورات الميدانية قتل خمسة أشخاص وأصيب 14 آخرون في اشتباكات عنيفة بين قوات عراقية وأميركية وبين مليشيات جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الديوانية بوسط العراق. وقالت مصادر أمنية عراقية إن المواجهات اندلعت عقب هجوم تعرضت له دورية أميركية في حي الضباط شمالي المدينة أدى إلى إصابة عربة من طراز همفي. وأفاد شهود عيان أن مروحيات قصفت أحياء ينتشر بها مسلحون من جيش المهدي ويتخذون منها مخابئ، بينما أعلنت السلطات المحلية حظر التجول وإغلاق منافذ المدينة مانعة الخروج منها والدخول إليها حتى إشعار آخر. تأتي هذه الاشتباكات الجديدة في المناطق التي تقطنها غالبية شيعية في حين كشفت صحيفة "ذي صن" البريطانية اليوم عن أن القوات البريطانية رصدت قوات من الحرس الثوري الإيراني تعبر الحدود إلى جنوب العراق. ونقلت الصحيفة عن مصدر في الاستخبارات البريطانية لم تذكر اسمه قوله "لدينا دليل قاطع على أن قوات الحرس الثوري الإيراني عبرت الحدود لمهاجمتنا". وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إن هناك دليلا على استخدام متفجرات ضد قوات بلاده في جنوب العراق مصدرها إيران. وفي مناطق أخرى من العراق قتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب آخرون في هجمات متفرقة أبرزها هجوما بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة استهدف قاعدة الأسد في المدائن وأسفر عن مقتل شرطيين وإصابة 22 آخرين. كما اغتال مسلحون حامد عبيد الشجيري، أحد شيوخ عشيرة الشجيرات السنية المنتشرة في الصويرةجنوب شرق بغداد وشخص آخر كان برفقته. وقالت مصادر الشرطة إن الحادث وقع في منطقة السيدية. وقتل مسلحون المسؤول في كلية النهرين نهاد عبد الرحمن لدى مروره في حي البياع ببغداد. من جانبها قالت الشرطة العراقية إنها عثرت على 16 جثة عليها آثار أعيرة نارية في أماكن متفرقة من بغداد. وأعلن الجيش الأميركي اليوم مقتل اثنين من جنوده وجرح ثلاثة آخرين في هجومين منفصلين في منطقة بغداد أمس لترتفع خسائره منذ مطلع الشهر الجاري إلى 74 قتيلا.