تعالت اصوات الفلسطينيين المطالبة بإيجاد حلول جذرية للخلافات السياسية الحادة التي طرأت علي الساحة الفلسطينية، خاصة عقب بسط حماس سيطرتها علي قطاع غزة منتصف شهر حزيران (يونيو) الماضي، لحد انها وصلت الي ما بعد تنظيم المظاهرات او رفع اليافطات او اي شكل من اشكال الاحتجاج، وهو تسجيل ونشر الاغاني. وعلي العكس من اغنية شعبان عبد الرحيم المطرب الشعبي المصري التي تغني بها بوحدة فتح وحماس وقال فيها مين كان يصدق نخاف من بعض يوم يا ناس.. او كان يحصل خلاف بين فتح وحماس.. حماس واقفين لفتح.. وفتح واقفين لحماس.. وكان إتنين إخوات اختلفوا عالميراث.. عايزين حماس وفتح يتحدوا من جديد.. علشان القدس تعود ونصلي فيها العيد ، خرجت مجموعة من الشباب الفلسطيني باغنية جديدة تلقي باللوم علي قادة فتح وحماس خاصة وان اغنية شعبان سرعان ما تبددت واصبحت لا يليق غناؤها في الوقت الحالي بسبب تسارع الاحداث كون ان نشطاء التنظيمين وعقب الاغنية بايام نزلوا الي شوارع غزة، ودارت بينهم اعنف اشتباكات شهدتها المناطق الفلسطينية منذ بداية الخلافات، افضت بسيطرة حماس علي غزة. الاغنية الفلسطينية الجديدة الناقدة لفتح وحماس غنتها مجموعة من الشباب الفلسطيني مجهولي الهوية وبينت مدي نقمتهم علي خلافات فتح وحماس، حيث لم ينصروا في اغنيتهم فئة علي اخري، كما اعتاد التنظيمان الفلسطينيان من قبل، من خلال تسجيل اغان ثورية تمجد بقادة التنظيم وخلاياه المسلحة، وتتوعد كل من يحاول المساس به. هؤلاء الشباب وبحس ب صحيفة القدس العربي ان الشباب طالبوا قيادات التنظيمين الذين حملوهم مسؤولية الاشتباكات إما حل الخلاف او الرحيل عن الشعب الفلسطيني. وقالوا باغنيتهم بصوت عال يا بتحلوها يا بتحلوا عنا، حكومة او رئاسة اشعلتوا نار الفتنة .. يا محمود عباس ويا إسماعيل هنية، الشعب بيقاسي من الحرب الاهلية . الاغنية اعتبرت كذلك ان الخلافات التي دارت وتدور بين حركتي فتح وحماس سببها الحفاظ علي المقاعد الحكومية للشخصيات القيادية، علي اعتبار ان الصغار تذهب حقوقهم بصلح الكبار . وقالت طوشة علي الكراسي وعلي الداخلية، وفتح وحماس احيوا الجاهلية، آخرها بوسة راسي ودفع للدية . ولم تنس مجموعة المغنين التأكيد علي ان مجمل تلك الاحداث والخلافات كانت عبارة عن تمثيلية . وقالوا شو هل الكرم العالي، شو هل الانسانية، شو يا قيادتنا، شو آخر هالتمثيلية . وعلي ما يبدو ان هذه الاغنية جاءت فكرتها لدي هؤلاء الشباب، بعد ان تقطعت كل السبل الهادفة لجمع قادة التنظيمين علي طاولة حوار واحدة، بعد ان تشبث كل منهم برأيه. ولم يعرف الشباب المجهولون بأنفسهم ولا بمكان سكناهم، حتي يتسني ل القدس العربي الاتصال بهم، ومعرفة خلفية تسجيل هذه الاغنية، غير انه قد اتضح ان الرسالة التي وصلت ل القدس العربي ارسلها هؤلاء المغنون من الشباب، لعدد آخر من الصحافيين ووسائل الإعلام. يشار الي ان التنظيمات الفلسطينية ركزت خلال الفترة الاخيرة علي تسجيل اغان خاصة بها، وقد ظهرت بشكل كبير هذه الاغاني خلال الاحداث الدموية الاخيرة، حيث خصصت الإذاعات المحلية الفلسطينية التي تتبع حركتي فتح وحماس مساحة كبيرة ضمن بثها اليومي لهذه الاغاني، التي كانت تمجد بالمسلحين، وتطالب منهم تحقيق النصر ، حتي انه من كثرة بث هذه الاغاني علقت في اذهان صغار السن، الذين بدأوا يرددونها بشكل مستمر. ويوضح احد الآباء ان صغاره بدوا اليوم منقسمين داخل المنزل ما بين مؤيد لفتح وآخر لحماس، وان كلا منهما الآن يمجد تنظيمه من خلال ترديده لأغانية الخاصة. ويقول ان هذه الحرب الغنائية بين الاطفال تصل الي حد رفع الصوت بشكل عال، وتحول دون استماعه لنشرات الاخبار التي يتابع بها المواقف السياسية، لافتاً الي انه يعجز كثيراً عن تهدئة اطفاله خلال اندماجهم بالانفعال الغنائي