وجه فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مساء اليوم الثلاثاء خطابا الى شعبنا وامتنا العربية والإسلامية بمناسبة عيد الاضحى المبارك , 26سبتمبرنت تعيد نشر نص الخطاب : خطاب فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الأضحى المبارك 1428ه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الهدى ورسول المحبة والسلام محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين.. الأخوة المواطنون.. الأخوات المواطنات.. المؤمنون والمؤمنات .. في كافة أرجاء المعمورة.. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. يطيب لى في هذه الأيام الجليلة من الشهر الحرام ان أتوجه اليكم بالتهنئة الخاصة بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله على شعبنا وامتنا العربية والإسلامية باليُمن والخير والبركات واخص بالتهنئة ضيوف الرحمن حجاج بيت الله العتيق الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا لأدائهم فريضة الحج امتثالاً لقوله تعالى {وأذن في الناس بالحج ياتوك رجالاً وعلى كل ضامر يا تين من كل فج عميق} الأخوة المؤمنون.. الأخوات المؤمنات.. لا شك أن أهمية هذه المناسبة الغالية والعزيزة على نفوس وقلوب سائر المسلمين في شتى بقاع المعمورة هى أنها تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والمعاني والإيمانية الجليلة ذلك ان عيد الأضحى المبارك لا يعني مجرد مناسبة دينية يتم الاحتفاء بها كواجب ديني مجرد بل هي مناسبة تتحلى فيها معاني التضحية والفداء امتثالاً صادقاً وأميناً لإرادة الله سبحانه .. كما أنها تقترن بادء فريضة الحج تلك الرحلة التعبدية التي تؤكد عظمة وجلال صدق وإخلاص الأيمان وتثبت القدرة لدى الإنسان المسلم في التمسك بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن السلوكيات السيئة والصبر على المشاق والمكارة من اجل الفوز بمغانم وحسنات التجارة العظيمة الرابحة التي لا تبور .. كما ان وقوف حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفة بذلك المشهد الإيماني المهيب هو ابلغ تعبير عن وحدة الأمة الإسلامية وتجسيد حتى لمعاني الالتزام بالتعليم الإسلامية السامية وتعميق عملي للفضائل والقيم الإنسانية الحميدة المليئة بوحدة المشاعر والأحاسيس الروحية الفياضة وتأكيد حقيقة المساواة بتجلياتها الناصعة بما يعمق صلة الإنسان بأخيه الإنسان دون عقدة نقص أو استصغار للذات فالجميع متساوون بغض النظر عن الاختلاف في الأجناس أو الألوان أو الأعراف أو اللغات أو ا لبلدان وما أحواجنا اليوم إلى الوقوف وقفه تأمل وتفكر وتبصر في تجليات ذلك المشهد الروحاني لنستلهم منه معالي الوحدة والقوة والإرادة والعزيمة الخلاقة التي تفرد بها السلف الأول للامة العربية والإسلامية في اوج عطائها وهي تنشر تعاليم العقيدة الإسلامية إلى مشارق الأرض ومغاربها وتؤسس حضارة إسلامية سطع اشعاعها في كل أصقاع الأرض.. حيث ينبغي استحضار كل تلك المعاني العظيمة وإدراك حقيقة أن هذه الأمة إذا اجتمعت كلمتها وتوحد موقفها وسخرت ما تملكه من طاقات وما تدخره من إمكانيات للدفاع عن مقدساتها لقادرة على صياغة مستقبلها المشرق والوضاء وتحديد ملامحه وأفاقه بالشكل الذي يتلائم مع تلك القدرات والإمكانيات.. وتاريخ هذه الأمة يعلمنا بان بلوغ المستقبل المنشود وتحقيق التطلعات المشروعة للأمم لا يتحقق إلا بوحدة القلوب والموقف حيال التحديات القائمة واستنهاض الهمم والعمل من اجل بلوغ الأهداف والتطلعات الكبرى في التنمية والرخاء لشعوبنا وامتنا.. الأخوة المواطنون .. الأخوات المواطنات.. ان أجواء الروحية النقية التي تضفيها على حياتنا أفراح عيد الأضحى المبارك وما تخلقه من مشاعر سامية تصفي القلوب وتطهر النفوس وتوجد حالة من الانتعاش والتهيؤ والاستعداد لمرحلة جديدة في العمل والنشاط والإنتاج والعطاء وهو ما يوجب على الجميع في الوطن التطلع الجاد نحو ما تعزز قوة الحاضر وتمتين بنية التماسك والتلاحم والقوة للمسيرة المباركة لوطن ال 22 من مايو العظيم الذي هو بحاجة إلى جهود كل أبنائه الخيرين في كل المجالات والميادين من اجل البناء والتنمية المستدامة وتحقيق مصالحة العليا.. ولهذا فإننا وفي هذه المناسبة الجليلة ندعو الى مزيد من التآخي والمحبة وتعميق وشائج الالفة والتراحم والتسامح والسمو فوق كل الصغائر ولك مغريات الدنيا الزائلة ومحاربة كافة العلل والأمراض الاجتماعية الدخيلة على مجتمعنا اليمني .. مستفيدين من كل ما حولنا من أحداث مؤسفة وما تبثه بعض وسائل الإعلام من مآسي ومحن وتطورات محزنة في أكثر من مكان توجب المراجعة والتقييم واستخلاص الدروس والعبر منها ومراجعة الذات بمسؤولية وطنية وتجنب نشر ثقافة الكراهية والبغضاء وأي خطاب سياسي وإعلامي مأزوم وغير مسؤول لا يخدم مصلحة الوطن ووحدته الوطنية والسلم الاجتماعي والارتقاء به نحو مجالات مفيدة للوطن ذلك ان الواقع يؤكد بان مثل هذا الخطاب المنفر لا يرتد سوى بالخسران الكبير على من يلجأون إليه لان أبناء شعبنا اليمني على درجة كبيرة من الوعي والإدراك للتمييز بين الغث والسمين .. وأننا في هذه المناسبة نجدد تأكيدنا علي التمسك بالحوار في إطار الحفاظ على الثوابت الوطنية والقوا سم المشتركة باعتباره يمثل الوسيلة الحضارية البناءة للتفاهم ومعالجة القضايا الوطنية وبما يعزز من جهود البناء في الوطن وما من شك فان الحوار لا ينبغي ان تسبقه او تتضمنه املاءات أو اشتراطات مسبقة لان مثل هذه الأساليب قد تحول الحوار من وسيلة للتفاهم والتوافق والتراضي إلى وسلية تفرض مواقف وقناعات مسبقة وهو ما يتنافى مع الحوار وغايته الهادفة إلى التوافق والالتقاء حول قواسم وطنية مشتركة لا مجال للخلاف حولها.. الأخوة والأخوات .. أن المهام الماثلة أمامنا في الوطن كبيرة وفي مقدمتها تكريس الجهود من اجل مواصلة مسيرة البناء والنهوض التنموي وتنفيذ ما ورد في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية ولهذا فان على الحكومة والسلطة المحلية والسلطة التشريعية وكافة أجهزة الدولة بكافة مرافقها وأجهزتها وكوادرها ومنظمات المجتمع المدني وكافة الفعاليات السياسية والاجتماعية في المجتمع تشمير سواعد الجد والعطاء كل في مجال تخصصه ونطاق مسؤوليته من اجل العمل والإنتاج وتنفيذ المهام والواجبات بعيداً عن الاتكالية أو التقاعس والتنصل من المسؤولية أو رميها للمستوى الأعلى فالكل في هذا الوطن مسؤول بحجم دوره ومسؤوليته ووظيفته ومكانته في المجتمع وبناء الوطن هو مسؤوليتنا جميعاً دون استثناء والوطن اليوم بحاجة وأكثر من أي وقت مضى إلى جهود كل أبنائه والى الكثير من العمل والقليل من الكلام ولهذا فان الواجب يفرض أن تتركز الجهود في ميادين التنمية والاستثمار واستكمال مشاريع البنى التحتية وإنجاز المزيد من المشاريع الاقتصادية والاستراتيجية وعلى مختلف الأصعدة الصناعية والزراعية والسمكية والعمرانية والطاقة والسياحة وغيرها وبما يكفل توفير فرص العمل والحد من البطالة وبناء مستقبل أفضل للوطن.. مرة أخرى اكرر التهنئة لكم جميعا واخصها باسمكم لكافة الجنود والصف والضباط والقادة في القوات المسلحة والأمن المرابطين في القمم والسهول والأودية والشواطئ والجز ر عيون ساهرة لحماية الوطن وأمنه واستقراره والمدافعين عنه في كل موقع من مواقع الشرف والبطولة والفداء والحراس الأمناء على المكاسب والمنجزات حماة الحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية والذين هم دائما في كل الظروف والأوقات المثال الحي والصادق في ترجمة معاني ودلالات هذا العيد باعتباره عيد الوفاء والالتزام وعيد البذل والفداء والتضحية فلهم منا كل التحية والتقدير والعرفان. وكل عام والوطن وشعبنا وامتنا العربية والإسلامية في خير وتقدم وازدهار عيد سعيد .. كل عام وانتم بخير .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،