في الوقت الذي تتعرض فيه حركة حماس لهجوم واسع من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله، وآخرها اتهامات رئيس السلطة، محمود عباس، لها بأنها سهلت وجود تنظيم القاعدة في قطاع غزة، أصبح الإسرائيليون أكثر استعداداً لإجراء محادثات مع الحركة من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار.ففي مقابلة صحفية، كشف الرئيس محمود عباس أن لدى السلطة الفلسطينية "مؤشرات إلى وجود لتنظيم القاعدة في غزة والضفة."وأعرب في المقابلة التي أجرتها صحيفة الحياة اللندنية، عن قلقه، بالقول: "إذا تمكنوا من الدخول ( القاعدة) بلا رقيب أو حسيب ستكون النتيجة تخريب كل المنطقة."وأضاف: "إنها المرة الأولى التي أتحدث فيها عن هذا الموضوع. هذا أمر خطير جداً."غير أن حماس، وعبر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لوزارة داخليتها، حصلت CNN بالعربية على نسخة منه، نفت "بشدة أي وجود لتنظيم القاعدة."وقالت الحركة في بيانها، إن "التحقيقات التي قامت بها الوزارة أظهرت أن هذه المجموعات تتبع للمخابرات الفلسطينية السابقة، وبينت اعترافاتها أنه تم الاتفاق بين أفراد من الأجهزة الأمنية السابقة في غزة مع الرئيس عباس، و"حكومة رام الله" للتسويق بوجود تنظيم القاعدة وجماعات متشددة في القطاع، لإظهار القطاع وكأنه غير آمن ويشكّل خطرًا على المنطقة، وإعطاء الاحتلال الصهيوني الذرائع لضرب غزة وتشديد الحصار عليها."وعبرت الحركة عبر وزارة داخليتها عن استغرابها لما وصفته ب"تناغم تصريحات الرئيس عباس مع إجراءات الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة، لاسيّما أن تصريحاته بمثابة توفير ذرائع للاحتلال الصهيوني لضرب غزة وزيادة الحصار، والتي كان آخرها الإعلان أنّه لا حل للحصار إلاّ بوقف صواريخ المقاومة."من ناحية ثانية، كشف استطلاع إسرائيلي للرأي الأربعاء أن معظم الإسرائيليين يرون أن على حكومتهم إجراء محادثات مع حركة حماس، من أجل التوصل لهدنة، وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.وكشف الاستطلاع، الذي نشرته صحيفة "هآرتس" أن 64 في المائة من الإسرائيليين يفضلون إجراء محادثات مع حركة حماس.وقالت الصحيفة: "وفقاً لنتائج الاستطلاع، فقد ضاق الإسرائيليون ذرعاً بسبع سنوات من تساقط الصواريخ على سديروت والبلدات القريبة من غزة، وكذلك من حقيقة أن جلعاد شاليط مازال في الأسر منذ أكثر من عام ونصف العام."وكان شاليط قد أسر إثر عملية عسكرية نوعية نفذتها مجموعة فلسطينية مسلحة في الخامس والعشرين من يونيو/ حزيران عام 2006، بعد أن حفرت نفقاً يصل إلى الأراضي الإسرائيلية، وهاجموا معسكراً للجيش بالقرب من المثلث الحدودي بين غزة وإسرائيل ومصر.وتفرض إسرائيل حصاراً على غزة منذ ذلك الوقت، وتطور الوضع إلى حصار شبه كامل مع قطع إمدادات الوقود بشكل كلي في بعض الأحيان، الأمر الذي أدى إلى قيام الفلسطينيين إحداث ثغرات في الجدار الحدودي مع مصر، تدفق على إثره عشرات الآلاف إلى مصر، إثر تشديد الحصار.وتوجه منظمات حقوق الإنسان اللوم إلى إسرائيل، على ما وصفته "العقوبات الجماعية" ضد المدنيين، وكذلك قادة حماس.وشهد قطاع غزة الاثنين احتجاجاً قادته الحركة الإسلامية في القطاع ضد الحصار، على شكل سلسلة بشرية امتدت على طول شوارع غزة.وتصر إسرائيل على أن الحصار سيستمر طالما أن الصواريخ تتساقط على بلداتها في الجنوب "بشكل شبه يومي." (CNN)