قال مصدر عسكري في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لرويترز ان الحركة افرجت عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط يوم الثلاثاء في صفقة لمبادلة مئات السجناء الفلسطينيين منهية ملحمة تابعها الاسرائيليون على مدى الاعوام الخمسة التي قضاها شاليط محتجزا في قطاع غزة.
وذكر المصدر ان شاليط (25 عاما) اقتيد عبر حدود قطاع غزة الى سيناء المصرية حيث سلم الى مسؤولين مصريين سيقومون بنقله الى نقطة حدود اسرائيلية قريبة.
ولم يرد تأكيد على الفور من مصر أو اسرائيل انه تم الافراج عن شاليط.
وتفرج اسرائيل يوم الثلاثاء عن 477 سجينا فلسطينيا. وسيتم نقل بعض الفلسطينيين الى سيناء في مصر. وسينقل بعض هؤلاء السجناء الى قطاع غزة الذي تديره حماس بينما ينفى نحو 40 الى تركيا وقطر وسوريا.
ويتوجه شاليط بطائرة هليكوبتر الى قاعدة جوية في اسرائيل ليلتئم شمله مع عائلته. وسيكون في استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعدها سيطير الى داره في شمال اسرائيل.
وتذهب مجموعة صغيرة من السجناء الفلسطينيين المقرر الافراج عنهم من اسرائيل الى الضفة الغربيةالمحتلة حيث يستقبلهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأسرهم.
وفي المرحلة الثانية المنتظر أن تجري في غضون نحو شهرين سيتم الافراج عن 550 سجينا فلسطينيا متبقين.
وجهزت الحركة الاسلامية استقبالا يليق بالابطال للسجناء البالغ عددهم 295 المقرر اعادتهم الى القطاع. وتحتجز اسرائيل ستة الاف سجين فلسطيني.
وسادت حالة من البهجة اسرائيل حيث يصور شاليط على انه "ابن للجميع" وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة يديعوت احرونوت أن 79 في المئة من الجماهير يؤيدون الصفقة مع حماس التي تحصل اسرائيل بموجبها على رجل مقابل نحو الف فرد رغم ان من بينهم كثيرون أدينوا بشن هجمات أسفرت عن سقوط قتلى اسرائيليين.
وأعطت المحكمة العليا الاسرائيلية يوم الاثنين اشارة البدء لتنفيذ صفقة مبادلة السجناء مع حماس بعد ان رفضت طعونا تلتمس منع اتمام المبادلة التي تشمل مئات السجناء الفلسطينيين والجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.
وقدم الطعون اقارب اسرائيليين قتلوا في هجمات شنها بعض السجناء الذين سيفرج عنهم. وقالت المحكمة ان الامر قرار سياسي خارج نطاق اختصاصها.
وكان نشطاء قد أسروا شاليط عام 2006 بعد أن تسللوا عبر نفق من قطاع غزة الى اسرائيل وفاجأوا طاقم دبابته وقتلوا اثنين من زملائه. ويبلغ عمر الجندي الاسرائيلي الان 25 عاما.
وظلت دوما اعادة الجنود الاسرى سواء كانوا أحياء ام أمواتا قضية مشحونة بالنسبة للاسرائيليين الذين خدم كثيرون منهم في الجيش. لكنهم منزعجون مما يعتبرونه ثمنا باهظا يدفعونه مقابل الافراج عن شاليط.
وكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي رسالة نشرها مكتبه ووجهها للاسر الاسرائيلية التي فقدت أحد أفرادها "أتفهم الصعوبة في تقبل أن المنحطين الذين ارتكبوا الجرائم البشعة بحق أحبائكم لن يدفعوا كامل الثمن الذي يستحقون أن يدفعوه."
وشددت اسرائيل التي سحبت جنودها ومستوطنيها من غزة عام 2005 حصارها على القطاع الساحلي بعد أسر شاليط.
واحتشد الفلسطينيون في القطاع والضفة الغربية في انتظار وصول السجناء وقالت عزيزة القواسمة التي كانت تنتظر عند نقطة تفتيش في الضفة الغربية ابنها عامر الذي قضى في السجن 24 عاما "هذه فرحة كبيرة للشعب الفلسطيني."
من نضال المغربي جلعاد شاليط في سطور جلعاد شاليط من مواليد 28 أغسطس/آب عام 1986بمدينة نهاريا. التحق عام 2005 بالجيش الإسرائيلي لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية برتبة عريف وبعد أشهر من الخدمة وتحديدا في 25 يونيو/حزيران من العام 2006 كان جلعاد شاليط مع فرقة مدرعة مرابطين في منطقة كرم أبو سالم فباغتهم مقاتلون فلسطينيون بعملية أودت بحياة جنديين وأسر جلعاد شاليط.
تبنت العملية "كتائب عز الدين القسام" و"ألوية الناصر صلاح الدين" و"جيش الإسلام" وسميت "الوهم المتبدد" وقد أهدتها الفصائل الفلسطينية آنذاك إلى جميع أسرى الاحتلال الإسرائيلي.
تم اقتياد جلعاد شاليط إلى مكان ما في قطاع غزة وبعد ثلاثة أيام قامت إسرائيل بعملية "صيف مطر" لاسترجاعه دون جدوى.
خلفت العملية الإسرائيلية عدة ضحايا داخل القطاع وبعدها قامت مصر بالتوسط بين "حماس" والحكومة الإسرائيلية لإطلاق سراح جلعاد شاليط دون أن يؤدي ذلك إلى نتائج ملموسة.
التطور الذي حدث في ملف هذا الجندي الإسرائيلي هو ظهوره في شريط فيديو عام 2009 طالبا من حكومة بنيامين نتانياهو الموافقة على شروط "حماس" في إخلاء سراح الأسرى الفلسطينيين .
بدأ ملف جلعاد شاليط يعرف بعض الانفراج بعد أن تدخلت ألمانيا في جهود الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأيضا بسبب الحملة الدولية التي قامت بها عائلة جلعاد شاليط التي تحمل الجنسية الفرنسية إلى جانب الجنسية الإسرائيلية