أكد المشاركون في المؤتمر الفرعي الموسع للسلطة المحلية بمحافظة عدن دعمهم المطلق لدور فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية, الريادي في قيادة مسيرة بناء الدولة الوطنية الحديثة وتعميق مضمونها الديمقراطي وتسريع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة على طريق تعزيز وترسيخ وحدة الوطن اليمني أرضا وشعبا. جاء ذلك في برقية شكر وعرفان رفعها المشاركون في المؤتمر امس الخميس الى فخامة الرئيس عبروا فيها بقولهم "وبهذه المناسبة يسرنا أن نجدد لكم العهد يا فخامة الرئيس على أننا سنظل أوفياء للتاريخ الوطني المجيد لمدينة عدن الباسله وللتضحيات التي اجترحها أبناؤها في مختلف مراحل الكفاح من أجل الحرية والاستقلال والوحدة" . وقال المشاركون "لن نفرط بهذا التاريخ الذي يلهم الأجيال الجديدة من شعبنا اليمني العظيم مزيدا من البذل والعطاء في سبيل حماية المكاسب الوطنية ، التي تعمدت بالدماء الزكية والتضحيات الجسيمة ومواصلة العمل الدؤوب لتحقيق المزيد من الانجازات والتحولات على طريق بناء اليمن الجديد والإنسان الجديد في ظل وحدتنا اليمنية المباركة". وأضافوا " ولئن كان مؤتمرنا هذا ينعقد في ظل تحديات غير مسبوقه تستهدف ضرب وحدتنا الوطنية وطمس هويتنا اليمنية وتمزيق النسيج الوطني والاجتماعي لشعبنا من خلال محاولات إحياء العظام الرميمة للمشاريع الاستعمارية الأنجلو سلاطينية التي قاومها شعبنا والسعي لتسويق ثقافة الكراهية بين أبناء الشعب اليمني الواحد فإننا نعاهدكم - يافخامة الرئيس", متعهدين بأن تظل مدينة عدن مثلما كانت مقبرة لكل المراهنات الخاسرة والأوهام المريضة والمشاريع الصغيرة التي تستهدف مصادرة حقوقنا المشروعة في حياة آمنه وكريمة ووطن حر وموحد. وتابعوا" لقد قاومت مدينة عدن في الاربعينيات مشروع الكومنولث الاستعماري الذي استهدف التمييز ضد قسم من أبناء اليمن والتحريض ضد حقهم في العمل والعيش في مدينتهم عدن بما هي جزء اصيل من وطنهم اليمني الواحد أرضا وشعبا وتاريخا وحضارة, كما تصدت في الخمسينات بالمظاهرات والاضرابات والكتابات والأعمال الأدبية والفنية ومختلف وسائل المقاومة السلمية لمشروع أتحاد إمارات الجنوب العربي الذي استهدف تطويق شعارات الاستقلال الناجز والوحدة اليمنية وتشرفت منذ وقت مبكر بدورها الريادي في خوض أولى وأشرف معارك الدفاع عن الوحدة والهوية ضد هذا المشروع الاستعماري الأنجلو سلاطيني الذي استهدف نزع الهوية اليمنية عن مدينة عدن وسائر مناطق الجنوب المحتل آنذاك وتلفيق هوية بديلة على طريق تجزئة الوطن إلى كيانات ودويلات". واردفوا قائلين " كما تصدت مدينة عدن في الستينات من خلال ثورة 14 أكتوبر الخالدة إلى جانب غيرها من المدن اليمنية في جنوب الوطن المحتل آنذاك بكل وسائل المقاومة الوطنية المشروعة وبضمنها الكفاح المسلح ضد ضم عدن إلى اتحاد الجنوب العربي ووقف أبناؤها وعمالها ومثقفوها وتجارها وشبابها رجالا ونساءا وقفه واحدة ضد قانون تسجيل الأجانب الذي كان يعتبر المواطنيين اليمنيين من أبناء مناطق المحافظات الشمالية والغربية أجانب في وطنهم وساندوا بلا حدود ثورة 26 سبتمبر الخالدة التي قضت على النظام الإمامي الاستبدادي في شمال الوطن وأقامت على انقاضة أول جمهورية في شبه جزيرة العرب وفتحت الطريق لمواصلة النضال ضد الاستعمار على طريق التحرير الكامل واسعادة الوحدة الشاملة". واستطردوا " وكما كان لمدينة عدن تاريخها الوطني الزاهر ودورها الريادي البارز في رفع بيارق الكفاح من أجل الحرية والاستقلال والوحدة وإفشال المشاريع الاستعمارية الأنجلو سلاطينية التي استهدفت طمس هويتها اليمنية ، وتجزئة الجنوب إلى ثلاثة كيانات انفصالية وهي اتحاد الجنوب العربي وسلطنات حضرموت والمهره وسقطرى التي أراد لها المستعمرون ان تظل خارج كيان ما كان يسمى (الجنوب العربي) المزيف .. فقد كان لمدينة عدن ايضا شرف الريادة في طرد المستعمرين والسلاطين من كافة أراضي الجنوب المحتل ، وإصدار شهادة وفاة ما كان يسمى (اتحاد الجنوب العربي ) وتثبيت الهوية اليمنية للجنوب المتحرر يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م المجيد وصولا إلى تشرفها بالسبق في رفع علم الجمهورية اليمنية الموحدة يوم 22 مايو 1990م الخالد". واستدرك المشاركون بقولهم " ان تاريخا خالدا ومعمدا بالتضحيات والدماء والبطولات كهذا الذي تتميز وتفخر به مدينة عدن الباسله ، لا يمكن ان تطمسه أوهام المراهنين على إعادة عجلة الزمن إلى الوراء وتزييف وعي الأجيال الجديدة من خلال الانغماس في اللعبة العمياء لمشاريع الشوارع ، وممارسة التخريب والتحريض ضد وحدة الوطن والشعب .. وبالقدر نفسه فإن مدينة عدن باسله وفخورة بتاريخها وهويتها ورصيدها الوطني". وخلصوا الى القول " ومثل عدن لا يمكن ان تكون صيدا سهلا للشياطين والاشباح وذوي الضمائر الميته والرؤوس الغارقة في غيبوبتها والأايادي الملطخة بدماء جرائمها في حق الوطن والشعب .. ولسوف تظل مدينة عدن وإلى الأبد مدينة كل أبناء وبنات اليمن وواحدة من القلاع الوطنية التي ستتكسر وتتحطم عليها حراب المتأمرين على وحدة الوطن وحريته واستقلاله". وفيما يتعلق بمشاركتهم في المؤتمر قال المشاركون أنهم تدارسوا خلال المؤتمر الفرعي العديد من الاوراق والتقارير والابحاث التي جسدت عمق الانجازات والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها محافظة عدن في ظل الجمهورية اليمنية . وأضاف المشاركون إن المؤتمر خرج بالعديد من التصورات والتوصياتت التي تسترشد ببرنامج فخامة الرئيس الانتخابي وتؤكد الحاجة الى معالجة كوابح المركزية الشديدة بما هي واحدة من أبرز الاخطار التي تسيء إلى صورة الوحدة ، وتضاعف مصاعب النمو وتؤدي إلى اهدار الزمن والجهد والإمكانيات. وعبروا عن تطلعهم في ان تتحول توصيات هذا المؤتمر وسائر مؤتمرات السلطة المحلية في عموم محافظات الجمهورية إلى أعمال مملوسة تترجم إرادة القيادة السياسية ورؤيتها الثاقبة التي أكد عليها برنامج فخامة الرئيس الانتخابي وبمايسهم في توفير المزيد من الحوافز لمواصلة ترسيخ أسس الدولة اليمنية الحديثة وتوسيع المشاركة الشعبية في إدارة الحكم المحلي بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة وتعزيز الوحدة الوطنية. واكدوا قدرتهم على مواجهة مختلف التحديات التي تواجه مسيرة الوحدة من خلال تعزيز عملية الانتقال إلى الحكم المحلي واسع الصلاحيات, الذي يتطلب تغييرا جوهريا في طريقة عمل أجهزة الدولة على المستويين المركزي والمحلي وفي ثقافة القائمين عليها وأسلوب تعاملهم مع المواطنيين. واشاروا الى ان الأهداف المنشودة من خلال الانتقال إلى نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات لن تتحق الا من خلال بلورة رؤية استراتيجية وطنية شاملة لبناء نظام حكم محلي قادر على تحقيق التنمية المحلية في إطار التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة يتمتع بكامل الاستقلالية المالية والإدارية, ويخضع في الوقت نفسه للرقابة الشعبية والمساءلة القانونية في ظل سلطة القضاء.