توغّلت قوّات الأمن العراقية داخل مدينة المدائن صباح الأحد، وبدأت في تمشيط المنطقة منزلا منزلا بحثا عن مواطنين شيعة، قالت تقارير إنّه جرى اختطافهم من قبل مسلّحين سنّة في مداهمة لمسجد شيعي السبت.وفيما مازالت التقارير متضاربة بشأن عدد الرهائن في مدينة أم المدائن، قالت مصادر الأمن العراقية لCNN إنّ العدد يترواح بين أربعة وستة أشخاص كانوا داخل مسجد الرسول في الحسينية ساعة مهاجمته. وتنفّذ القوات العراقية عمليتها مسنودة بتغطية جوية من قبل مروحيات أمريكية..ولقي الضابط في الداخلية العراقية عمار حسن الدخيلي مصرعه أثناء العملية، عندما تمّ إطلاق النار عليه، فيما غادرت عدة عائلات إلى مدينة الكوت، بعد اشتداد العنف.وقال متحدث باسم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية إنّ الشيعة "تحت حصار إرهابي" يفرضه عليهم السنة العرب.وأضاف المتحدث هيثم الحسيني إنّ السنة اختطفوا عشرات الشيعة وطلبوا منهم، ومن المنتمين لطائفتهم، مغادرة المدينة.غير أنّ متحدثا باسم رئيس الحكومة المؤقتة إياد علاوي قدّم رواية أخرى للأحداث.وقال ثائر النقيب إنّ عشيرة سنيّة قامت باختطاف العشرات من أعضاء عشيرة شيعية، وفي ردّ على ذلك، قامت هذه العشيرة الشيعية باختطاف العشرات أيضا من السنّة.وقد بدأ العنف في المدائن، الواقعة على بعد حوالي 30 كيلومترا جنوب شرق بغداد، الخميس عندما وضع مسلحون سنة متفجرات داخل مسجد، على حد قول هيثم حسيني، المتحدث باسم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، والذي يعد أكبر حزب شيعي في العراق. وقال حسيني إن المتمردين عادوا الجمعة لاختطاف الرهائن.وأضاف "كان هناك حوالي مائة رجل ملثم، يستقلون سيارات، يجوبون المدينة.اختطفوا رهائن من الشباب والعجزة، وطلبوا من الشيعة مغادرة المكان"وأطرد حسيني قائلا إن "عائلات (المخطوفين) اتصلت بنا أمس وطلبوا منا مساعدتهم. فقد ساد الآن رعب بين النساء والأطفال".ومن جهته، أوضح ثائر النقيب أنّ وزارة الداخلية أرسلت وفدا يضمّ مسؤولين رفيعي المستوى وضباطا لإجراء مفاوضات تستهدف حلا سلميا "للأزمة بين العشيرتين."وقال مسؤولون أمريكيون إنّهم على علم بأنّ هناك اضطرابات في المدائن، غير أنّ المسؤولين العراقيين طلبوا منهم عدم التدخل.وقال مسؤولون عراقيون إن هذه هي آخر عملية من سلسلة اختطافات انتقامية فيما بين الشيعة والسنة في هذه البلدة.ويأتي هذا الحدث وسط احتدام مجدد للعنف عبر العراق، عقب فترة هادئة نسبيا تلت الانتخابات التي جرت في يناير/ كانون الثاني.