قتل عشرات العراقيين في هجمات وتفجيرات انتحارية استهدف معظمها تجمعات شيعية خلال إحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما. وخلف أعنف هذه الهجمات 26 قتيلا و47 جريحا عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه داخل حسينية علي الأكبر في قضاء بلدروز شمال شرق بغداد، كما قتل ثلاثة آخرون برصاص قناصة بينما كانوا يوزعون الطعام بمناسبة إحياء ذكرى عاشوراء في بعقوبة. وفي خانقين قتل 12 من الأكراد الفيليين (شيعة) وأصيب 39 آخرون بانفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة في حاوية نفايات في هذه المدينة الواقعة قرب الحدود مع إيران. وفي العاصمة بغداد قتل سبعة عراقيين وجرح سبعة آخرون في هجوم شنه مسلحون على حافلة تحمل زوارا شيعة كانوا متجهين من حي العامل لزيارة المراقد الشيعية في حي الكاظمية. كما قتل عشرة عراقيين وجرح 30 آخرون بسقوط أكثر من 25 قذيفة هاون على حي الأعظمية ذي الغالبية السنية. ورجحت مصادر طبية ارتفاع عدد القتلى بسبب خطورة حال عدد من الجرحى. وفي هجمات أخرى قتل اثنان من عناصر الشرطة بينهم ضابط برتبة نقيب وجرح اثنان آخران في انفجار سيارة مفخخة في الموصل شمال العراق. وفي الديوانية جنوب بغداد أعلنت الشرطة مقتل عضو سابق في حزب البعث المنحل أمام منزله في حي الوحدة جنوبالمدينة. في هذه الأثناء نفت جماعة شيعية تقارير أفادت بأنها شاركت في قتال القوات الأميركية والعراقية قرب مدينة النجف جنوب بغداد. وقال أتباع أحمد حسن اليماني الذي يصف نفسه بأنه مبعوث الإمام المهدي المنتظر، إن حركتهم سلمية ولا ترتبط بالجماعة المعروفة باسم "جند السماء" التي شاركت في المعركة، واتهموا السلطات العراقية بتوريط زعيمهم زورا في القتال. وأشار متحدث باسم الجماعة في مسجد وسط البصرة إلى أنه لا يستطيع تحديد مكان اليماني، مضيفا أن زعيمهم كان مهندسا مدنيا وشكل الجماعة في النجف في عام 1999 بعد أن زعم أنه التقى بالمهدي المنتظر، وصار له أتباع في جنوب العراق يقارب عددهم خمسة آلاف شخص. وأدت روايات متناقضة من سياسيين عراقيين ومصادر أمنية إلى زيادة الغموض بشأن المعركة التي جرت، مما جعل من العسير تحديد الجهة التي حاربتها القوات الأميركية والعراقية. ولم تشر القوات الأميركية إلى هذه الجهة إلا بوصفها جماعة مسلحة، ولكن بعض المسؤولين العراقيين قالوا إنهم أعضاء في جماعة جند السماء، وهي جماعة قالوا إنها كانت تعتزم قتل كبار المراجع الشيعية في النجف وكربلاء يوم عاشوراء. وقالت وزارة الدفاع العراقية إن عدد قتلى معركة النجف وصل إلى 263، فيما زاد عدد المعتقلين على 500 نصفهم تقريبا مصابون. وكالات