قتل 25 شخصا عراقيا على الأقل في هجومين استهدفا بلدتين عراقيتين شمال شرق بغداد، بينما حذرت منظمة خيرية طبية أميركية من نزوح جديد لأكثر من مليون عراقي إذا ما استمر التدهور الأمني.. وأفادت الأنباء في أربيل بأن ثمانية أشخاص قتلوا وجرح 30 آخرون في انفجار عبوة ناسفة قرب إحدى الحسينيات في مدينة خانقين شرق بعقوبة. وفي بلدروز قالت الشرطة إن 23 شخصا قتلوا وجرح آخرون عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه داخل حسينية في المدينة. وفي بغداد قالت الشرطة إن أربعة أشخاص قتلوا وجرح ستة آخرون بنيران مسلحين، وفي الموصل قتل اثنان من أفراد الشرطة وجرح آخران في انفجار سيارة مفخخة. وفي الديوانية اغتال مسلحون عضوا سابقا في حزب البعث أمام منزله. وفي تطورات الاشتباكات بالنجف أعلن محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اليوم أن الحصيلة النهائية للعملية التي استهدفت الجماعة الدينية المسلحة المعروفة ب"جند السماء" قرب النجف بلغت 263 قتيلا و502 أسير بينهم 210 أصيبوا بجروح. وفي الجانب الأمريكي لقي جنديان في كل من الأنبار غربي العراق والناصرية جنوبية مصرعهم.وقال بيان عسكري أميركي أمس إن جنديا تابعا للمارينز توفي متأثرا بجروح أصيب بها في مواجهات مع مسلحين بالأنبار، دون أن يعطي أي تفاصيل إضافية، وقتل جندي آخر في انقلاب عربته العسكرية شمال غرب الناصرية، وبذلك يرتفع عدد قتلى الولايات المتحدة في العراق منذ الغزو في مارس/ آذار 2003 إلى 3075. في الإطار تعتزم الولايات المتحدة إرسال مئات من المستشارين العسكريين للعمل إلى جانب القوات العراقية التي تسعى واشنطن إلى تأهيلها لتولي المهام الأمنية في العراق.ويجري تدريب المستشارين العسكريين الأميركيين في قاعدة رايلي العسكرية بولاية كانزاس. أ وفي إطار أزمة النازحين اعتبرت منظمة خيرية طبية أميركية أن أكثر من نصف مليون فروا من ديارهم بالعاصمة العراقية بغداد العام الماضي بسبب العنف الطائفي وأن أكثر من مليون آخرين قد يضطرون للنزوح بحلول منتصف العام.وقالت منظمة القوات الطبية الدولية التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها ولها أكثر من 300 موظف في العراق إن حركة المواطنين النازحين في تزايد بمعدل مأسوي، خاصة في العاصمة العراقية التي يقطنها نحو ستة ملايين نسمة.وقالت رئيسة المنظمة نانسي أوسي "إنه موقف صعب للغاية، هناك موقف أمني مروع مع تزايد عدد الأشخاص النازحين".وخلصت دراسة أجرتها المنظمة إلى أن 80% من بين نحو 550 ألف عراقي مدني فروا من ديارهم منذ تفجير مزار شيعي هام في سامراء في فبراير/ شباط 2006 هم من سكان بغداد.وقالت أوسي لرويترز إن هناك حاجة للتركيز أكثر على ذلك، بغض النظر عن رأي أي شخص في الحرب هناك أناس يعانونوتقول الأمم المتحدة إن هناك نحو 1.7 مليون نازح داخل العراق بالإضافة لنحو مليونين لجؤوا إلى خارج البلاد وغالبية اللاجئين فروا إلى خارج البلاد قبل الغزو الأميركي في مارس/ آذار 2003.ومضت أوسي تقول إنها أزمة إنسانية متصاعدة ذات أبعاد هائلة. وأوضحت المنظمة أن حركة النازحين تعيد تقسيم أحياء بغداد على أساس طائفي وتضر بالاقتصاد الهش بالفعل والنسيج الاجتماعي لتلك المجتمعات التي تستضيف النازحين.وعلى خلاف عمليات النزوح السابقة التي أعقبت الغزو الأميركي يبدو النزوح الحالي دائما حيث يتخلى الناس عن ديارهم أو يبيعونها، ولا يحصل عدد كبير من الناس على الحصص الغذائية والمؤن التي توزعها الحكومة بشكل غير منتظم نظرا لتدهور الأمن. على صعيد آخر بلغت أمس الاحتفالات الشيعية مداها، وتوافد الآلاف من الشيعة على مرقد الحسين بن على (رضي الله عنه) في مدينة كربلاء جنوب العراق مؤدين طقوسهم الخاصة في ذكرى استشهاده في يوم عاشوراء -الذي صادف أمس حسب التقويم الذي أقرته المرجعية الشيعية في النجف- حيث يضربون أجسادهم بالسلاسل والسيوف وغيرها. وبمناسبة احتفاليات الشيعة بشهر محرم جدد رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم دعوته إلى إنشاء أقاليم فدرالية في البلاد. ووصف الحكيم ذلك بأنه الحل الأمثل لكثير من مشكلات العراق.