تنتخب باكستان رئيسها الثاني عشر غدا الثلاثاء خلفا للرئيس آصف على زرداري الذي تنتهي فترة ولايته مطلع شهر سبتمبر المقبل. ولا ينتخب الرئيس في باكستان بالاقتراع الشعبي لكن تنتخبه لجنة مصغرة تضم اعضاءً في مجلسي النواب والشيوخ في البرلمان الباكستاني واعضاء الجمعيات الاقليمية الأربع يفترض ان يرسخ سلطة رئيس الوزراء الباكستاني الجديد نواز شريف. وقدمت المحكمة العليا الباكستانية موعد هذه الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في السادس من اغسطس. وانتقد هذا القرار حزب الشعب الباكستاني الذي انتقل الى المعارضة في اعقاب هزيمته في الانتخابات النيابية التي فاز بها حزب الرابطة الاسلامية بزعامة نواز شريف. واعلن حزب الشعب الباكستاني، ابرز احزاب المعارضة الذي ازعجه قرار القضاء، مقاطعة هذه الانتخابات الرئاسية التي لا تتوافر له امكانية للفوز بها، في اي حال. وكان الرئيس ورئيس حزب الشعب الباكستاني، آصف علي زرداري، ارمل المرأة الوحيدة التي تسلمت منصب رئيسة الوزراء في تاريخ البلاد بنازير بوتو التي اغتيلت في ديسمبر 2007، اكد انه لن يترشح لولاية جديدة بعد هزيمة حزبه في الانتخابات الرئاسية. وبعد هذه المقاطعة وانسحاب بعض المرشحين ورفض بعض الترشيحات، ما زال اثنان فقط يتنافسان للفوز بلقب رئيس. وسيواجه ممنون حسين، احد اقطاب الرابطة الاسلامية والذي جمع ثروته في قطاع النسيج وتولى فترة وجيزة منصب حاكم اقليم السند الجنوبي في 1999، وجيه الدين احمد، القاضي السابق المتقاعد في المحكمة العليا والذي كان يدافع عن حزب حركة الانصاف وهي الحزب الصاعد الذي اسسه بطل الكريكت السابق عمران خان. وسجلت حركة الانصاف نتائج جيدة في الانتخابات النيابية الاخيرة وانتقلت الى المرتبة الثالثة على الصعيد السياسي خلف الرابطة الاسلامية وحزب الشعب الباكستاني، ولكن لا تتوافر لها اي فرصة عمليا للفوز بالانتخابات الرئاسية الثلاثاء، طالما ان دعم الرابطة الاسلامية مهم. من جهة اخرى، ادى تعديل دستوري في 2010 الى نقل جزء من صلاحيات الرئيس الى مجلس النواب، وعزز بالتالي صلاحيات رئيس الوزراء. وعلى رغم هذا التعديل، نجح الرئيس زرداري في التحكم في زمام الامور في السنوات الاخيرة وفرض شخصيته على رؤساء الوزراء. لذلك يرمي اختيار ممنون حسين الذي يعتبر مواليا لنواز شريف الى تعزيز سلطة الاخير في وقت تواجه باكستان تحديات كبيرة. وتواجه باكستان البلد المسلم الذي يبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة، ازمة طاقة غير مسبوقة تغضب سكانها وتعرقل نموها الاقتصادي، واعتداءات متكررة يشنها متمردو طالبان، والملف الشائك لانسحاب قوات الحلف الاطلسي من افغانستان المجاورة الذي من شأنه ان يربك التوازن الاقليمي الهش. وسيتخلى الرئيس زرداري عن منصبه في نهاية ولايته مطلع سبتمبر، ويتوقع المحللون ان يمضي القسم الاكبر من وقته خارج باكستان بسبب تهديدات موجهة اليه - قتل رئيس حرسه الشخصي هذا الشهر في اعتداء وقع في كراتشي (جنوب)- وللنجاة من احتمال توجيه تهم بالفساد اليه. وكالات.