خارطة الطريق اليمنية : الجميع في الطريق إلى باب اليمن في تصريح لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قال فيه : (﴿ أن خارطة الطريق للحل السياسي في اليمن أصبحت جاهزة .. وأعرب عن استعداد المملكة للعمل وفقًا لها ، معربًا عن أمله في التوقيع عليها في أقرب وقت ممكن ﴾) . خارطة الطريق تعني ((الحل على مراحل)) أي ستكون فترة تهدئة وتأهيل وفترة انتقالية ، وكل فترة تحتاج إلى وقت يطول أو يقصر حسب النتائج على الأرض ، ثم تأتي الدولة المفقودة!! .
- أين الجنوب ؟ : خلال هذه المراحل لابد من معرفة موقع قضية الجنوب ! أين هي؟ هل سيكون الجنوب ضمن الدولة اليمنية المنتظرة؟ أم إقليم مستقل ؟ لكن الذي انا متاكد منه أن استعادة الدولة الجنوبية ، أو استقلال الجنوب لن يكون ضمن خارطة الطريق هذه ، لأن من وضع الخارطة لايريد ذلك أو ليس باستطاعته منح الجنوب الإستقلال أو إستعادة الدولة ذات السيادة كما يطالب البعض . أشار المبعوث الأممي في تصريح إلى الخطوة الأولى في الخارطة وهي : الالتزام بوقف إطلاق النار ، استئناف تصدير النفط والغاز ، ودفع الرواتب ، وفتح الطرقات ، ورفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة .
وكل ما ذكره المبعوث الأممي ، هو البند الأول من تلك الخارطة تمهيداً لتنفيذ باقي البنود التي بالتأكيد ستكون التوافق على تشكيل حكومة انتقالية محاصصة ، بين الحوثيين وما يسمى " الشرعية " وبعض المكونات الأخرى . بمعنى أدق خارطة الطريق الموجودة تؤدي إلى باب اليمن .. الشرعية أبدت موافقتها المبدئية عليها والحوثي أيضاً مع بعض التحفظات .. لكن أين الجنوب وقضيته ؟ كمواطن جنوبي أسأل قيادة المجلس الانتقالي : أين موقع قضية الجنوب في خارطة الطريق ؟ هل واقت قيادة المجلس وممثلو الانتقالي في الشرعية على الخارطة ؟ إذا وافقوا عليها .. فذلك يعني العودة إلى باب اليمن .. !. - موقف التحالف العربي من الخارطة : التحالف العربي يدعم جهود السلام في اليمن ويؤيد خارطة الطريق ، ويسعى إلى إنهاء الصراع في اليمن بعد أن تعذر ﴿ استعادة الشرعية ﴾ . وموقف التحالف من القضية الجنوبية ترسمه التصريحات الرسمية التي تصدر من مسؤوليه في كل مناسبة .. ومن يعتقد منا كجنوبيين أن التحالف سيمنحنا دولة مستقلة في هذه الظروف ! واهم ! نعم واهم ، لأن التحالف وإن أراد ، مقيد بقيود ومواثيق دولية تمنعه من ذلك .. هذه النظرة التشاؤمية نابعة من مشاهدات وسماع وقراءة وتحليل لواقعنا وظروف بلدنا . ويجب أن نعترف أننا في الجنوب إلى الآن لسنا جاهزين لبناء دولة مستقله !! حتى وإن منحناها من اي طرف دولي أو إقليمي .. لأن البيض ورفاقه عام 90 عملوا على اذابتنا في دولة صنعاء ! فلا عملة ولا جيش ولا موارد ولا حتى وظائف كبيرة ، كما أن الجنوب اليوم مشتت بين مكونات وأحزاب وتجمعات متباينة ومختلفة ، وكنا نأمل في المجلس الانتقالي أن يلفلف شمل الجنوب ويوحد مكوناته ويتيح الفرصة لكل من همه الجنوب وقضيته أن يشارك في الرأي والقيادة والقوات العسكرية .. لكن إلى الآن لم يحدث ذلك ! وحتى قيادات الانتقالي بعضها مهمشه ولا نذيع سر إذا سألنا أين نائب رئيس المجلس الانتقالي احمد سعيد بن بريك ونائب الرئيس هاني بن بريك وغيرهم بإمكاننا سرد أسمائهم، لكن لماذا منحوا مرتبة نواب رئيس المجلس و همشوا ؟؟؟؟ . في الختام أن خارطة الطريق لن تعيد الجنوب.. وإن الجنوب بحاجة إلى مكون يستوعب الجميع فلا تهميش ولا إقصاء ولا مناطقية ويجب أن يكون الكل سواسية تحت مظلة واحدة " المجلس الانتقالي " بشرط أن توسع دائرة المشاركة وتتم محاسبة الفاسدين المحسوبين على الانتقالي دون تمييز .