في الوقت الذي يقول فيه الدكتور ابوبكر القربي وزير الخارجية اليمني ان الوضع في اليمن بحاجة الى رجال ذوي الخبرة وتجربة يفاجئنا اليوم بخبرته المتراكمة في المجال الدبلوماسي بهذه الاتفاقية مع " جمهورية فيجي " الواقعة في قعر المحيط الهادي ، ويقدر عدد سكانها 850 الف نسمة فقط والاهم ان نظام الحكم في فيجي هو مجلس سياسي عسكري والحكم فيه منقسم بين الأب وابنه - حسب ويكيبيديا - .. رئيس الدولة هو الجنرال أبيلي نايلاتيكاو ورئيس المجلس الكبير للزعماء نجله راتو أبيلي نايلاتيكاو .. وانا أقرأ الخبر ضحكت وتذكرت الفنان الكوميدي المصري الشهير فؤاد المهندس في حلقاته الرمضانية التي سأله أحدهم " زرت اليابان يا عمو " .. فهل زرت فيجي يا قربي ؟ . فبدلا عن الانفتاح على دولا نستطيع الاستفادة منها في مجالات اليمن بحاجتها ، يعيدنا القربي الى حكم العسكر والانقلابات التي شهدتها فيجي منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1970 وآخرها انقلاب 2006 وهو نفس العام الذي انقلب فيه نظام علي عبدالله صالح على اول انتخابات حرة فاز فيها المرحوم بن شملان بنتيجة جرى تغييبها وتزوير إرادة الناخبين حينها. أتمنى ان يفسر لنا المنظر في القانون والدبلوماسي وعضو لجنة الدستور السفير مروان النعمان فائدة العلاقة مع فيجي التي يحتاج السفر اليها ربع ميزانية وزارة الخارجية . القربي الذي وافق على توقيع هذه الاتفاقية أمس يجب ان يوجه له أعضاء البرلمان أسئلة عن أهمية هذه الاتفاقية وتوقيت توقيعها مع نظام عسكري في الوقت الذي يتحدث عن الإقصاء والعسكر هم اول من سيقصوا المدنيين كما هو متعارف عليه في قواميس حكم العسكر في اي مكان في العالم .. يبدو ان القربي يشعر بحنين الى حكم صالح واحمد ومقولة ووقرقر وقليقل والذهب والضنين وعلي محسن والقشيبي لانه وصل الى منصبه هذا في ظل حكم العسكر ويريد ان يبقى اليمن في ظل هذا الحكم الأسري العسكري .. يا أستاذنا ابوبكر لا تنهي حياتك السياسية باتفاقية يعلم ابسط يمني انها حبر على ورق وزنقلة سياسية لخصومك في السلطة الحاليين الذين يضعون اسمك في اعلى قائمة التغيير الحكومي القادم. وقعت اليمن اتفاقية لإقامة علاقات دبلوماسية بين مع جمهورية فيجي على مستوى تمثيل غير مقيم. وجرى توقيع الإتفاقية امس في مقر البعثة الدائمة لليمن بنيويورك. ومثل اليمن، في توقيع الإتفاقية، مندوبها الدائم بنيويورك السفير جمال عبدالله السلال وعن جمهورية فيجي، مندوبها الدائم، السفير بيتر تومسون. وعقب التوقيع جرى بحث التوجهات لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.. صحيح ان جزر فيجي ساحرة ولكن ماذا سنستفيد من سحرها ولدينا جزيرة سقطرى تضاهي كامل أرخبيل فيجي .. ولكن سر الاتفاقية هذه وتوقيتها وفائدتها لليمن ما تزال في عقل القربي الذي يفكر هذه الأيام في كيفية البقاء في منصبه هذا منذ 2001 وحتى اليوم . * الكاتب والسياسي العدني : لطفي شطارة