غادرت امس اللجنة الدولية المعنية بمتابعة معرقلي التسوية السياسية والتي تتكون من ستة خبراء في القانون ومحقق سابق في الشرطة البريطانية " الاسكوتلاند يارد" ومهتمين بفض النزاعات والصراعات وجمع المعلومات ويتعاون مع اللجنة الدولية خبراء يمنيين لكشف خيوط الانتهاكات والأعمال الإرهابية في اليمن شمالا وجنوبا في عهد المخلوع علي عبدالله صالح وكذا خلال مرحلة التسوية السياسية التي تولى فيها وما يزال الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني حتى اليوم . السؤال الذي لم اجد له اي تفسيرا هو عدم تفاعل الحراك مع زيارة اللجنة الدولية ونشاطها الذي يجب ان يكون من أولويات اهتمام مكونات الحراك الجنوبي السلمي ، أليس من الأجدر استغلال مثل هذه اللجان المكلفة من قبل مجلس الأمن الدولي لجمع الأدلة عن الجرائم والانتهاكات التي اقترفت بحق اليمنيين في الشمال والجنوب في عهد المخلوع صالح للمحققين الدوليين ، للأسف مكونات الحراك السلمي لا ادري بماذا هي مشغولة طالما لجان دولية جاءت إلينا وستساعدنا لتوصيل كل الانتهاكات التي اقترفها نظام صالح بحق شعب الجنوب الى اعلى سلطة دولية " مجلس الأمن الدولي " .. شباب الثورة جاهزون بملفات .. الحوثيون جاهزون بوثائق عن الانتهاكات والحروب التي افتعلها نظام صالح ضدهم .. الجنوبيون للأسف مكونات حراكه ما تزال تردد تلك العبارة السمجة " لا يعنينا " .. لا ادري ما هي الأمور التي تعني مكونات الحراك الجنوبي للوصول الى استعادة دولة الجنوب .. لا يريدوا ان يتحركوا باتجاه المجتمع الدولي ومنظماته المختلفه .. لا يريدوا اي جنوبي ان يتحرك بالاتجاه السياسي الصحيح .. جعلوا من شعار الاستقلال واستعادة الدولة شماعة لابتزاز الناشطين الذين تربطهم علاقات بالمنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية حتى لا يتحركوا باتجاهها لأنهم لا " ينطقون بالشهادتين " كما يعتقدون وهي - التحرير والاستقلال - .. أين دعاة التحرير والاستقلال او جماعة " لا يعنينا " من هذه اللجنة الدولية ولماذا صمتوا عند وصولها وهو الأجدر بهم الذهاب اليها والاعتصام امام الفندق الذي تقيم فيه حاملين معهم صور الشهداء والجرحى الذين سقطوا على يد نظام صنعاء الذي أراد وفشل في تفتيت الحراك او تشويه قضية شعب الجنوب والذي كان سباقا في الخروج الى الشوارع وقدم قافلة من الشهداء قبل ان تنهض دول عربية بما فيها الشمال بما يسمى ثورات الربيع العربي .. أين تلك المكونات والزعامات التي تتزاحم على المايكرفونات في المليونيات وتتصارع على رفع الصور لمن كانوا سببا في المعاناة التي يعيشها شعبنا في الجنوب منذ 1990 وحتى اليوم .. للأسف الحراك الذي يتصارع في لملمة قياداته لم يستطيع ان يتحرك سياسيا حتى اليوم ، وكل ما نقوم به هي جهود فردية للتعريف وطرح قضية شعب الجنوب لا قضية المكونات الجنوبية التي لا تزال حتى اليوم ترفع شعار في وجه كل ناصح لها بالتحرك سياسيا خطوة الى الامام بعبارة " هذا لا يعنينا " نحن نريد استعادة الدولة دون العبور عبر هذه الجسور الدولية التي ستقصر مسافة استعادتنا للدولة .. لن تنتصر قضيتنا اذا لم نحدد أولوياتنا والاستفادة من كل فرصة سياسية متاحة لنا حاليا .. لجنة التحقيق الدولية جاءت وسافرت وستعود وستغادر دون ان نقول لها السلام عليكم لان هذا عند الكثيرين في الحراك " امر لا يعنينا " وثورة ثورة يا جنوب .. هذا ما يستطيعوا فعله لفرض حق تقرير المصير واستعادة الدولة . والله المستعان والرحمة على أرواح الشهداء والجرحى والمعتقلين