للصبيحة دورها المحوري والرئيس في كل الانتصارات التي تحققت منذ بدء الحرب حتى اليوم ، ومازالت تقدم جل التضحيات الجسام في محراب الحرية والكرامة ، وقد عملت ذلك بدافع الوطنية المتجردة عن الاطماع والمصالح الزائلة ، وهي التي حررت اهم المواقع الاستراتيجية على مستوى البلد برمته ، ولكنها وبقيادتها المترفعة عن الذات تركتها وذهبت لتحرر مناطف جديدة وتذود عن حياض الوطن وعاصمته المهدد بقطعان الحوثية وجيش المخلوع ، ومن الغريب أن تصبح الصبيحة ومقاومتها في ذيل قائمة الاهتمام الرسمي ، ويلاقي رجالها الابطال جزاء سنمار .. فاسر شهدائها لم يتحصلوا حتى اليوم على مايسد رمق الافوه الجائعة التي فقدت معليها ، وجرحاها يئنون من جور الاهمال ويلحق بعضهم برفاقهم الذين سبقوهم بسبب الجروح التي لازمتهم الفراش ثم فارقوا الدنيا والحسرة تذبح صدورهم لان احدهم لم يقم بالواجب الاخلاقي تجاهم .. ومازال المقاومون يبحثون عن من يعينهم لمواجهة أعباء الحياة وهم الذين لازموا الجبهات وثبتوا وتحملوا المكاره في سبيل الوطن والحرية والانعتاق من الذل ، ومقابل هذا هناك من يستثمر تلك التضحيات ويصنع بدمائهم مجداً شخصياً أقل ما يمكن وصفة بالخيانة العظمى . وما جدته من خلال لقائاتي بقيادات معسكر الخور اللواء 17 وافراد المقاومة تساؤلات مريرة عن ما يلاقوه من النكران والجحود لمواقفهم الحقة ، تسمع منهم شكوى يعتصرها الوجع من ظلم ذوي القربى حول عدم الاهتمام بهم وباسر شهدائهم وجرحاهم ويصفون المعاملة التمييزية التي يلاقونها من قيادة المنطقة الرابعة تحديداً ، ودورها في اثارة الكثير من المشاكل بين القيادات العسكرية في الصبيحة ، ومحاولتها لاضعاف دورهم في الجبهات .. وهو ما يظهر جلياً من خلال استثناء المقاومة في الصبيحة وخصوصاً في الخط الساحلي والمضاربة والوازعية وطور الباحة من اي استحقاقات . كالرواتب مثلاً وحقوق اسر الشهداء والجرحى . كما إننا نلمس إن هناك دور مشبوه يعمل جاهداً لتهميش المقاومة في الصبيحة التي كان لها الدور الابرز في فك الحصار على العاصمة عدن ، وتحرير قاعدة العند ومن ثم باب المندب ، ومديرية الوازعية ، فما الذي يعنيه استقدام لواء الصولبان بقيادة العقيد عبد الغني السروري على رأس قوة نظامية من المتدربين الجدد الى باب المندب والذين نقلوا على ظهر اطقم ومعدات اماراتية جديدة الى جبهة ذباب في الوقت الذي منعت قيادة اللواء 17 والمشرف على الخط الساحلي من استلام المعدات التي خصصت له . ما الذي يعنيه وصول اللواء وافراده ثم تركهم بدون اي امكانات عسكرية او لوجستية او حتى قيادة ، مما دفعهم ذلك للانسحاب ليتم توزيع بقية المعدات والسيارات على الاقارب والمشائخ وخلق حالة من الانقسام في المقاومة والقبائل المساندة لها بدون اي مبرر منطقي لذلك .. أليس من الاجدر والمنطقي أن يتم تعزيز المقاومة المتواجدة هناك والتي كان لها شرف تحرير باب المندب ، وتسليم قيادتها للمعدات التي اوقفها قائد المنطقة الرابعة وذلك بعذر اقبح من ذنب من خلال تقوله على قبائل الصبيحة الاقحاح كذباً وبهتاناً بأنهم ينون التقطع للمعدات العسكرية وهم الذين قدموا ارواحهم واعز ما يملكون قرابين دفاعاً عن الوطن دون أن يطلب منهم احد ودون أن ينتظروا من احد جزاءً او شكورا .. وهو ما ادى الى ايقاف تسليم المعدات للعميد احمد عبد الله تركي بحسب المعلومات التي حصلت عليها من قيادة اللواء . كل هذا عكس نفسه على الوضع العام في الصبيحة ، وتنامي حالة التذمر والاحباط من قرارات المنطقة الرابعة والتي يبدوا إنها اثرت على قيادة التحالف في تعاملها مع المقاومة في الصبيحة واللواء 17 . لهذا ومن باب الواجب الوطني فإننا نرفع للقيادة السياسية والعسكرية والتحالف هذه الملاحظات كما سمعناها ولمسناها .. لعلها تجد طريقها للإهتمام لتلافي اي ردود فعل قد تحدث في ظل هذا التجاهل التام لمطالب المقاومة في الصبيحة وتقدير دورها الريادي وتضحياتها الجسام في تقديم مئات الشهداء والجرحى منذ بدء الحرب .. بشهادة قيادة التحالف وخصوصاً قيادة الجيش الاماراتي بعدن . ونأمل أن يولى هذا الامر جل الاهتمام فقد يشكل هذا التجاهل الذي يستهدف الصبيحة ومقاومتها من قبل قيادة المنطقة الرابعة كما تصفه قيادات كبيرة في الصبيحة الى حالة من اليأس والقنوط والتذمر ومن ثم التراخي عن تنفيذ المهام العسكرية وذلك لعمري ضربة قاسمة لكل ما تحقق من انتصارات . فهل هناك من يستشعر الخطر ويعيد الامور الى نصابها قبل حلول الكارثة . د. محمد الزعوري المتحدث الاعلامي