أمآ وقد أعيت التحالف والشرعية الحيل حيال الطرف الإنقلابي فإن القول الفصل لابد أن يكون في الميدان بعد أن طوي سجل الحوار والمشاورات وأحسبها إلى غير رجعة ... لإن الرجوع يعني الإنكسار والتخاذل سيما مع إشهار المجلس السياسي والدعوة لإنعقاد مجلس النواب وسبق ذلك التأكيد المطلق من قبل عبدالملك الحوثي بإنهم لن يسلموا السلاح أبدا وهو مايعد في لغة التفاوض " قلب الطاولة " ! الفريق علي محسن الأحمر أدرى بشعاب صنعاء وهو يعلم يقينا بإسرار صنعاء ليس في الشأن العسكري فحسب بل كل صغيرة وكبيرة تدب في دهاليز الحكم وبالتالي فإن التهويل من مغبة دخول صنعاء ليس محبطا فحسب بل مضحكا إلى حد بعيد . وبما أنني لست خبيرا عسكريا حتى لا أهرف بما لاأعرف إلا أنني ومن خلال متابعاتي لذوي الإختصاص أجد أن الإستشهاد بإحداث التأريخ فيه الكثير من العبر التي يمكن إستلهامها في شحذ الهمم ورفع المعنويات ولعمري أن الجانب المعنوي والتعبوي هو من الثوابت الحربية التي تبنى عليها الإنتصارات العظيمة بصرف النظر عن العدة والعتاد لإي من الجيوش المتحاربة وليست الهزيمة النكراء التي ألحقتها مدينة عدن الباسلة بجيوش الغزاة من حرس جمهوري وقوات مسلحة وأمن مركزي وقومي وميليشيات مران ممن كانو في معسكرات عدن المحيطة بها وممن قذف بهم المخلوع والحوثي إلى فوهة بركانعدن "CRATER" وقبلها حين إقتربو من قاعدة العند إستمتعت إلى خبير إنجليزي من خلال إذاعة لندن والذي إستبعد إمكانية سقوطها وعدها من المستحيلات ومع ذلك سقطت العند ولم يجدي عنادها نفعا . سكان صنعاء ليسو ملائكة ليتم الرفق بهم كما وأن سكان المدن المحروقة والمدمرة في الجنوب ليسو شياطين حتى يكف البعض عن إطلاق نداءات الرحمة والإستغاثة للمغلوب على أمرها صنعاء التي حوت كل الطغاة والقتلة وعاثت في الأرض الفساد وليعلموا أننا قد شربنا بالعز كأس الحنظل فإن عليهم اليوم أن يتجرعوه بالذل والهوان وكما وأنه بات لزاما على صنعاء أن تكفر عن ذنوبها وتتطهر من الرجس الذي عاش في أعطافها من أراذلها وأذنابها وسفهائها وليعلموا أن الجروح قصاص وأن الأوان قد حان لإخراجهم من صياصيهم . آن الأوان لإنصاف الرجال في "اليمن"أن يكملوا النصف الضائع وعليهم أن يسمعونا من ساحات الوغى التحليل المنطقي بالكيفية التي تنتزع الحقوق والحريات من براثين آكلات الجيف وماعدا ذلك فإن " نجوى قاسم " كفيلة بتغطية الأخبار من دون حاجة للإتصال بفلتان أو زعطان أو حتى محمد عبدالمجيد " القباطي ". *- صالح الدمبي الطوسلي – عدن