ينتظر آلاف الحجاج اليمنيين في معبر "الوديعة"، المنفذ الحدودي الوحيد بين اليمن والسعودية، أي فرصة للدخول إلى الأراضي السعودية لأداء فريضة الحج، وربما هربا من ظروف إنسانية صعبة تواجهها بلادهم. أمام البوابة الرئيسية للمنفذ، تصطف عشرات حافلات نقل الحجاج لساعات طويلة وسط حر الصحراء الشديد، ويضاعف من معاناة الحجاج بطء الإجراءات في المنفذ الذي بات سبباً في المعاناة، خصوصاً وأن بينهم كبار سن وأطفالا. وقالت الحاجة أم عبد الواسع، ل"العربي الجديد"، إنها عالقة في المنفذ منذ مساء الأربعاء الماضي، في ظروف بالغة الصعوبة، مضيفة: "لا أستطيع تحمل حرارة الصحراء والشمس تلفح وجهي معظم النهار. كما لا أستطيع مغادرة سيارتنا إلى استراحة أو مطعم، فلا توجد محال تجارية ولا فنادق أو استراحات في المنطقة". وعن أشكال معاناة اليمنيين في منفذ الوديعة الحدودي، تشكو أم عبدالواسع، من ارتفاع درجة الحرارة وعدم توفر الغذاء وأماكن النوم والراحة. "ينام الرجال بين الحافلات رغم الرياح المحملة بالغبار، وتنام النساء داخل الحافلات". في السياق، أوضح مدير مكتب الأوقاف بوادي حضرموت، مراد صبيح، أن منفذ الوديعة الحدودي يشهد توقف تفويج الحجاج منذ الأربعاء، "أمامنا ما يزيد على 60 حافلة متوقفة منذ فجر الأربعاء"، لافتاً إلى عدم توفر أبسط الخدمات التي يجب أن تقدم لتخفيف معاناة حجاج بيت الله. وأشار المصدر إلى أن عدد الحجاج اليمنيين الذين دخلوا إلى الأراضي السعودية حتى الآن لم يتجاوز ثمانية آلاف حاج من إجمالي عدد المسجلين وهم 19400 حاج، وأكد أن "أوضاع الحجاج اليمنيين على المنفذ صعبة جدا. نحن بحاجة إلى اهتمام ومتابعة خاصة من الحكومة اليمنية؛ لأننا نعجز عن تقديم أي شيء لهؤلاء الحجاج". وعن مشكلة الحجاج القادمين من محافظة مأرب الخاضعة لسيطرة القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بيَّن المصدر أن أكثر من ألفي جواز سفر من محافظة مأرب لم تحصل على تأشيرات دخول للحج حتى الآن "ولا نعرف أسباب