بعد إستهداف السفينة الإماراتية المدنية سويفت المخصصة للإغاثة و الاعمال الانسانية لليمن في مضيق باب المندب أحد أهم الممرات الملاحية الدولية من قبل مليشيات الحوثي بصاروخ حراري إيراني مباشر ، دخلت مليشيات الحوثي مرحلة جديدة وهي مرحلة الانتحار السياسي بعد إنتحارها عسكريا و ماليا كونها أصبحت مليشيات إرهابية بحسب التوصيف الدولي للإرهاب وذلك بعد إستهدافها لهدف مدني للحصول على مكسب سياسي . بتلك الفعلة النكراء ستخسر تلك المليشيات جميع أنواع التعاطف و الدعم المباشر أو الغير مباشر من بعض تلك الدول كونها تجاوزت جميع المعاهدات و الأعراف و المواثيق الدولية التي تحرم و تجرم تهديد الممرات الملاحية الدولية كونها تشكل خطر على جميع دول العالم و خصوصاً التي تستفيد من تلك الممرات لنقل البضائع أو الوقود أو غيرها من النشاطات الاخرى . نادراً مايتم إستهداف مباشر للسفن المدنية بصواريخ من قبل مليشيات و خصوصاً في مضيق باب المندب الحيوي ولن ينسى التأريخ ذلك الانتهاك الصارخ من قبل مليشيات إيراناليمنية ، ستتدخل عدة دول عظمى لحماية مضيق باب المندب حفاظاً على مصالحها الحيوية كالولايات المتحدةالامريكية و الصين و فرنسا و غيرها فمرور أربعة ملايين برميل من النفط و 57 قطعة بحرية مختلفة الأنواع يومياً أمر بغاية الأهمية ، و سيتم تأجيل النظر بذلك الانتهاك لوقت أخر بسبب زحمة الصراعات و الأزمات و الحروب في كثير من دول العالم ، ولكني أُجزم بأنه سيكون الاستهداف الاول و الأخير في مضيق باب المندب فالعالم لن يسكت مرة أخرى أمام تهديد ممر ملاحي دولي هام قد يعرض الاقتصاد العالمي لإزمة جديدة ، أكانت بإرتفاع أسعار النفط أو بتصنيف مضيق باب المندب من قبل شركات التأمين العالمية بعالي المخاطر وسينتج عن ذلك زيادة كبيرة في رسوم التأمين أو سلوك خط ملاحي بعيد جداً وهو رأس الرجاء الصالح الذي سيكلف الشركات الملاحية مبالغ طائلة بسبب الزيادة في إستهلاك الوقود مما سيرفع أيضاً من رسوم النقل بشكل عام . أرادت تلك المليشيات أن توصل رسالة للعالم بأهميتها و قوتها و أنها أصبحت رقم صعب ليس في المعادلة اليمنية فقط ولكن أيضاً على المستوى الإقليمي و الدولي و أنها أصبحت قادرة على تهديد دول الجوار و حتى الممرات الملاحية الدولية أيضاً ، كل تلك الرسائل التي أرسلتها المليشيات الانقلابية كانت كلها خاطئة و نتائجها كانت عكسية عليها ، من الإعلان الدستوري الانقلابي و حتى تشكيل اللجنة الثورية العليا و إستبدالها بالمجلس السياسي و أخيراً تشكيل حكومة إنقاذ وطني كلها رسائل تبين لك تخبط واضح للمليشيات سياسياً و عسكريا و مالياً بعد قرار نقل مقر البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن . بدأنا بالعد التنازلي الحقيقي لإنتهاء الإزمة اليمنية و بداية مفاوضات حقيقية و جادة ، فكلنا نعلم بإنهيار معنويات الانقلابيين بمفاوضات الكويت و إنسحاب الوفد الشرعي تارةً و إعتراضه تارةً أخرى ووجود وفد الانقلابيين في مسقط و عدم قدرته على العودة إلى صنعاء حتى يومنا هذا كلها مؤشرات تدل على نهاية وشيكة للمشروع الإيراني في اليمن . *- أحمد سعيد كرامة