وزارة الخارجية في أي بلد هي السلطة الوحيدة التي يُناط بها العمل الدبلوماسي خارجياً سواءً على مستوى المنظمات الدولية أو على مستوى الدول ذات العلاقة مع هذا البلد . مع جُل إحترامي لوزير خارجيتنا عبدالملك المخلافي حينما إستلم هذه الحقيبة الهامة عوّٓل عليه الكثيرين في إنجاح الدبلوماسية اليمنية في الخارج وكذلك تجفيف منابع الفساد في سفاراتنا وقنصلياتنا في الخارج وعلى الأخص في المملكة العربية السعودية، ولكنه في تقديري كان أداؤه رتيباً مخيباً للآمال فلم يتغيّٓر شيئاً مما كان عليه في زمن النظام السابق . فوزارة الخارجية لم تقم بمهامها وفق إحتياجات المرحلة ومتطلباتها لاسيما ونحن في وضع حرب، فكان من الأحرى على معالي وزير الخارجية أن يسخر جُل وقته في كسب الكثير من التأييد للشرعية اليمنية من قبل دول العالم أجمع أو من قبل المنظمات الإنسانية والدولية، أكان عبره هو شخصياً أو عبر سفرائنا في الخارج الذين تحوم حول الكثير منهم علامات سؤال بأنهم يعملون لمصلحة المليشيا الإنقلابية، حتى أن التعيينات الأخيرة لم ترتقي إلى حجم المواجهة . فإذا جئنا ننظر إلى أغلب المعينين سنلاحظ بأنهم أما أنهم كهلة قد وصلوا لسن التقاعد، أو أنهم عديمي الخبرة والكفاءة والأغلبية منهم لا توجد لديهم سياسة واضحة تجاه الإنقلابيين في الدول صاحبة القرار، فكان توزيع السفراء في الخارج قد تم دون الأخذ بعين الإعتبار أننا في حالة حرب، والسؤال في هذا الشأن هو: هل لا يوجد كادر كفؤ قادر على تغطية الفراغ من مؤيدي الشرعية ؟ . أما عن سفاراتنا في الدول ذات الأهمية لم يحدث فيها تغييرات على مستوى السفراء والمستشارين السياسيين والملحقيات المختلفة فجُلهم لا يزالون يتبعون المخلوع صالح، أما فيما يخص طواقم الموظفين المتواجدين داخل الخارجية والسفارات لا يزال القدامى منهم يمارسون عملهم منذُ عهد الوزير العفاشي أبو بكر القربي والتي كانت التعيينات حينها لا تخضع للمعايير الدبلوماسية، فكان يتم إختيارهم حسب ولائهم للمخلوع وكان أغلبيتهم من ذوي القربى، أضف إلى ذلك يقال بأنه تم إستدعاء أكثر من 150 كادر محسوبين على المخلوع صالح من صنعاء إستعداداً لتعيينهم في سفاراتنا في الخارج . هناك الكثير من السفراء والموظفين السابقين وأيضاً الذين تم تعيينهم مؤخراً لا يمتلكون المؤهلات الخاصة بالسلك الدبلوماسي وأيضاً بديوان الوزارة بل يمتلكون مؤهلات لمجالات أخرى، فعلى سبيل المثال وليس الحصر: خريج برمجة وحاسوب تبوأ منصباً في وزارة الخارجية يُعد من المناصب المهمة ذات السلطة والقرار في الوزارة وهو وكيل وزارة الخارجية للشؤون المالية والإدارية . معالي وزير خارجيتنا عبدالملك المخلافي نكُن له كل الإحترام والتقدير ولكنه كيف له أن يقبل إستلام حقيبة مهمة كهذه في ظل ضروف صعبة أيضاً كهذه وهو لم يمارس العمل الدبلوماسي قط، وكان آخر منصب له حسب ظني هو عضو مجلس الشورى . الدكتور محسن شائع سفيرنا في المملكة العربية السعودية رجل دبلوماسي من الطراز الأول، إمتهن العمل الدبلوماسي وإنتهل منه لأكثر من 30 سنة، وكان أول نائب وزير الخارجية بعد الوحدة اليمنية، وشغل منصب سفير في كثير من سفارات الجمهورية اليمنية في الخارج، ويمتلك الخبرة التي من خلالها سيرتقي بالدبلوماسية اليمنية في الخارج لاسيما في هذه الضروف الصعبة التي أُصيبت فيها دبلوماسيتنا بالعُقم، أضف إلى ذلك يستطيع أن يعمل على هيكلة وزارة الخارجية عن بكرة أبيها .. وللحديث بقية .