أصدرت سيده الأعمال الجنوبية "جهاد عباس " بياناً هام بمناسبة ذكرى إعلان الحرب اليمنية على الجنوب العربي ، واجتياح الجنوب في ال27 من إبريل والتي ترتَّب عليها تحرُّك جيوش الجمهورية العربية اليمنية صوب الجنوب ، لتنفيذ مسلسل اعتداءات وحشية من سفكٍ وتشريدٍ وتسريحٍ ونهب أراضي دولة الجنوب المستقلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً كبقيَّة بلدان الأرض حد تعبيرها. كما أهابت السيدة "عباس" بمستوى المشاركة الفاعلة لأبناء وطننا المسلوب والذي مثل في كل فعالياته حالة وعي كبيرةٍ نحو القضيَّة ، والتي كانت عند مستوى المسؤوليَّة هذا لأن الشعب عظيم كما قالت . كما أكدت "عباس" إلى اللُّحمة ورصِّ الصفوف والوقوف على قلب رجلٍ واحدٍ ، لا يهمُّهم من خذلهم ، وإنما عدالة قضيتهم التي يستمدون منها الألق الذي رسموه في الميدان هي من يتكفل بكل شيء ، كما لم تنسى الإشارة إلى تلك الفتوى الظالمة . وأشادت سيده الأعمال الجنوبية "جهاد عباس" بسلميتهم المعهودة منذُ انطلاق الثورة التي فاح أريجها في كل البلدان الأخرى ، وأشارت "عباس" وتجاوزهم كل الخلافات والمنقِّصات حد قولها.. فيما يلي نص البيان : يا أبناء شعبنا.. أبناء جنوبنا العربي .. وأنتم ترتصُّون ككتلة لحمٍ بشريٍ واحدٍ ، رافعين أكفَّ ضراعتكم مع كل صوتٍ ، ممزوج بمبدئكم وشعاركم " القرار قرارنا والميدان ساحة حوارنا " قائلين لمن له سمعٌ أو بصر : نحن هنا .. نحن هنا ، ولن يستطيع كائنٌ من كان أن يتجاوزنا .. ، ها أنتم ذا تعيدون صياغة معادلة مجدٍ جديدة ، تُضوِّعون أحرفها .. وتحفرون مطلبكم الحق في الأحجار والحديد وفي كل مكان ، حتى لا تتفلَّت من أيديكم أو تنسى ، غير آبهين بالعصي الغليظة ، التي يريدون أن يسوسونكم بها ومن خلالها وكأنكم قطعان أغنام ، منذُ تلك الحرب البربرية الآثمة ، أرادوا أن يغرزوا خناجرهم في أصلاب القضية ، ولكن لا خوف والقضية أنجبت شباباً مثلكم ، بدَّدوا الألم ورسموا بدلاً عنه الأمل ، واستطاعوا أن يبعثوا فيها الرَّوح من جديد وكتبوا لها ولهم عمراً جديداً ومديداً باستمراريَّتهم في الحراك الثوري طيلة السنوات الماضية ، بصورة سلمية وحضارية مشرقة تعكس وعي شباب الثورة وعزمهم الصادق على مواصلتها حتى تتحقق أهدافها.. يا أبناء جنوبنا العظيم .. آن لمطالبكم أن ترى النور ، وآن لشمسكم أن تشرق بصباح يومٍ جديد ، كتحيَّة سلامكم التي يحلو لكم - دائماً - تَردادها في كل مجلس تجلسوه " تحية الحريَّة والاستقلال " يا أبناء شعبنا ، وقد احتفلتم في عدن وأثناء بقائكم فيها ، ربما تسرَّب احساسٌ جميلٌ بأنكم على ظهرها فقد آنستم وحشتها ، وقبَّلتم جدرانها التي احتفظت ببصمات أيديكم عليها ، وأنتم ترسمون أعلام دولتكم التي ارتشف دماءها ثلَّةٌ من مصاصي الدماء ، وقد حملتم على أنفسكم عهوداً بارَّةً بها ، لتوفوا بمعانقتها ووعدها بقرب الانعتاق من ذلك المحتل المتغطرس ، الذي صبغ نفسه بصبغة الفتوى الظالمة والمجحفة بحقكم وحق وطنكم ، والذي طال مكوثه فيما بيننا ،وجاثماً على صدرونا ، إننا هنا نقول له إن الوضع قد تغيَّر فما عاد يطيب مقامك بيننا ، لقد شربنا إكسير الحرية والكرامة قبلها ، ولن نتراجع عن مطالبنا قيد أنملةٍ .. أنتم يا أفراد شعبنا .. فراداً وجماعات ، رجالاً ونساء ، شِيبانا وشيوبا ، بعد أن صدحتم في ميدان الحرية بأناشيد ،وغنيتم أهازيج التحرير ، وتناسيتم كل الخلافات والمنقَصات التي تكدر صفو القضية ، مؤكدٌ أن كل ذي عقل ولب قد وعى رسائلكم بوضوحٍ تامٍ ، سواءاً في الداخل أو في الخارج ، بأحقيَّة مطالبكم السَّلمية والحضارية والشرعية في كل النظم والدساتير ، وهو الفكاك من عقد الزواج الآثم ، والمكتوب بصيغة الطلاق من بدايته ، والذي فيَّد الوطن وأهله ولم يجعل هناك فرقاً بينه وتلك المقبرة ، من حيث دفن أحلام أبنائه ، تحت دعوى جاهلية القبيلة المدنية المزعومة ، لتلك الرؤوس المتحجَّرة التي تسكن فيها أدمغةٍ متجمِّدة ومتصلَبة كأنها رؤوس الشياطين ، ألا بورك فيكم وفي غبار الأرض الذي صعد خلفكم ، فربما كان على طريقته يحتفي بمجيئكم أيها الإبرار لقد هالنا ما سمعناه عنكم ورأيناه ، وأثلجت صدورنا حناجركم بصرخاتها المدوِّية ، والتي ضلَّت تطالب بلا كللِ أو مللٍ حتى نهاية المشوار، و سيكتب التاريخ نضالكم وصبركم وسلميتكم بأحرف من نور ، يضئ للبشرية طريق العزَّة والكرامة .. حمي الله الجنوب من كل سوءٍ وبارك في شبابه ، الذي جدَّدوا الدٍّماء وأزالوا الغبش عن وجهه الوضَّاء ، جرَّاء ما لحق به من غبارٍ، تراكم حتي أوشك أن يغير ملامح هذا الوجه العظيم وعاش أبناء جنوبنا الأحرار..