دعا سياسي وكاتب صحفي شبواني أبناء المحافظة إلى ضبط البوصلة مذكرا أن هناجرهم هنا، وأعدائكم أيضاً هنا، وكفاكم إنقياد واستسلام لعصبية المنطقة والقبيلة والفخر الأجوف، فهذه مفاتيح وثقوب يدخل منها الأعداء ويغذونها ليستمروا في نهبكم وسرقة خيرات أرضكم، وأنتم تصفقون لهم وتضحكون، وهم يضحكون عليكم ويستثمرون آلامكم وآمالكم..! وقال الكاتب "محمد حبتور" في موضوع تلقاه محرر "شبوه برس" وجاء نصه : سأحمل سوطي اليوم، وقد وضعته منذ فترة إكراماً لأحدهم، فليعذرني..! قبل ايّام قليلة تم تصدير شحنة جديدة من نفط شبوة من ميناء النشيمة، 650 الف برميل من النفط..!
هذه هي الأرقام المُعلنة، وبكل تأكيد هناك أخرى لا تُعلن ولا ندري عنها، تُشفط وتُباع ويتقاسمها الهوامير والسماسرة...
ملايين الدولارات تُنهب وشبوة عالقة في عصور التاريخ الوسطى، يعاني أهلها الأمرّين في كل شيء، فشلت سلطة الفيد والنهب في المحافظة في كل الملفات الخدمية والتنموية، ولكنها نجحت نجاحاً باهراً في الملف النفطي، ولذلك أسباب معروفة، فالذهب الأسود له بريقاً يسر السارقين..!
هذا هو "هنجرنا"، هذه هي قضيتنا نحن أبناء شبوة، وهي التي بحاجة إلى تفاعلنا وتضامننا الحقيقي معها، لأنها تمس الجميع وتهم الجميع، فلماذا لا نرفع أصواتنا ونلتفت لها ونثيرها، أين تذهب ملايين الدولارات والمحافظة مشلولة وبائسُ حالها..؟
لا نُنظّر هنا ولا نرمي أحد بالتُهم جزافاً، ولكنها حقائق مخيفة مؤلمة مفزعة، يحاول إعلاميي الدفع المسبق طمسها ودفنها بالأكاذيب والتدليس والإستخفاف بالعقلية الشبوانية..!
محاولة تضخيم بعض القضايا الشخصية ونفخها إعلامياً، لتوجيه الرأي العام الجمعي لها، أظهر لنا حقيقة أن هناك من يدير هكذا ملفات، ويستغلها بذكاء لإخفاء سوأته داخل المحافظة، ولإذكاء نيران الفتنة بين الجنوبيين واشغالهم بقضايا هامشية فارغة الجدوى..!
في شبوة، لا يزال أهلنا في بيحان يموتون من الإهمال، حُمّى الضنك منتشرة هناك، ولا مرافق صحية تستوعب المصابين بها، لك أن تتصور أن بيحان الغنية بالنفط والغاز والتي ترفد خزينة الدولة بالمليارات منذ سنوات طويلة، لا يوجد فيها مستشفيات تستطيع معالجة حُمى الظنك..!
هل أدركتم الكارثة التي تعيشها شبوة..؟ هل استوعبتم مدى فساد وقُبح وفشل سُلطة المحافظة في شبوة..؟
تلفتوا من حولكم، فتّشوا عن نجاح، حدثوني عن الكهرباء، عن المياه، عن المدارس، عن الطُرق، عن الزراعة، عن الأشغال، عن الوظائف، عن الأمن...
كلها ملفات فشل وخزي ووصمة عار في جبين كل من ينتمي لسلطة شبوة
ثم يتبختر أحدهم بأن المحافظ الفذ الهُمام، مهاتير شبوة تفضّل بمقابلة أحد الناشطين وتضامن معه بسبب خلاف على "هنجر" في عدن، مبدياً حرصه على مصالح أبناء شبوة داخل المحافظة وخارجها..!
وهنا نجد أنفسنا أمام بعض القضايا في الداخل الشبواني، ونتسآئل:
هل تضامن المحافظ مع أسرة الشهيد سعيد تاجرة الذي قُتل أمام الجميع..؟ هل تضامن مع العسكري المسكين الذي قام ضرمان بضربه على بوابة العقلة..؟ هل تضامن مع طلاب شبوة الذين فُصِلوا من جامعة عدن قبل ايام قليلة..؟ هل تضامن مع أهالي الموتى في بيحان بسبب مرض حُمى الضنك..؟ هل تضامن مع التاجر با جمال الذي نُهبت مخازنه قبل أيام قليلة من عساكر الفيد..؟ هل تضامن مع أبناء منطقة الغيل بمديرية الروضة الذين يعانون من التسربات النفطية ويقتلهم التلوث ولم يتركوا باب مسؤول إلا وطرقوه دون جدوى..؟
في شبوة، لا يُسمح للمواطن البسيط أن يقابل المحافظ، ويُطرد الكثير من أبناء المحافظة من أمام بوابة بيته دون عذر ولا اعتذار..!
أي اسفاف هذا وأي رياء وأي خداع، مستويات أخرى من الإستخفاف بالمواطن الشبواني المحروم من كل شيء، والمنهوبة حقوقه على مرأى ومسمع من الجميع..!
ماهذه الجرئة المُقرفة التي سمحت لهؤلاء الحمقى أن يُقزِموا شبوة ويختزلونها في "هنجر"..!
اضبطوا البوصلة يا أبناء شبوة، فهناجركم هنا، وأعدائكم أيضاً هنا، وكفاكم إنقياد واستسلام لعصبية المنطقة والقبيلة والفخر الأجوف، فهذه مفاتيح وثقوب يدخل منها الأعداء ويغذونها ليستمروا في نهبكم وسرقة خيرات أرضكم، وأنتم تصفقون لهم وتضحكون، وهم يضحكون عليكم ويستثمرون آلامكم وآمالكم..!