اثارني ما غرد به الاخ عبدالملك المخلافي اخيرا عن تعز وتناقله بعض المحسوبين على الناصريين في مواقع التواصل الاجتماعي دون وعي بتاريخ الرجل داخل التنظيم الناصري ودور المشبوه، فقد اعتبر بعض الناشطين ان ما غرد به المخلافي يعد اعادة للاستهلاك الاعلامي والتلميع فقط واظهار موقف جديد يعيد له بعض من ألقه المنتهي، والسياسيون عندما يشعرون أنهم فقدوا مصداقيتهم وحرقت اوراقهم يعودون ليتبنون قضايا الناس وهمومهم لاعادة انتاجهم بصور أخرى ،وقد راينا كيف هب الفاسدون بثورة الشباب عام 2011 للالتحاق بها وتم تبيض اوراقهم من ضمنهم قيادات الاحزاب ،وسرعان ما عادوا الى غيهم وفسادهم بعد الثورة وكشفت كل أوراقهم بثمان سنوات من الحرب ولايماننا كمواطنين بسطاء نعيش ظروف الحرب بكل ابعادها فلم يعد في اليمن ما يستحق ان ندافع على احد زورا ممن شاركوا بصناعة هذا الواقع ،حتى لو كان اخا لنا او عزيزا علينا .... الحقائق المنطقية تقول ان كل من شارك في السلطة منذ عقود وسكت في الثمان السنوات الماضية وهو على هرمها يعتبر مشارك في كل ما يحصل بتعز وغيرها من المدن ، وينبغي ألا نترك لهم فرصة لاعادة انتاج انفسهم بكلام او مديحا حتى لو كان حقا يراد به باطل، والوطني الثائر كيّس فطن وليس كيس قمح، أو قرطاس تمر او بضع ريالات.
حتى ارحم الراحمين لا يقبل توبة العبد قبل ان يحتضر فقال: "حتى اذا جاء احدهم الموت قال إني تبت الآن" صدق الله العظيم
اضافة إلى ما سبق فاننا نذكر البعض من شرفاء التنظيم الناصري في اليمن بعضا من التاريخ الاسود للمخلافي وجنايته بحق تنظيمهم المناضل ومن تاريخه من بداية العلنية حتى اليوم نورد الاتي:
- تقزيم انتشار وتوسع عضوية التنظيم وعرقلة كل الجهود في تقوية بنية التنظيم وانتشاره ليصبح حزبا جماهيريا تماشيا مع توجهات النظام السابق
- فقبل انتخابات 1993 قاد المخلافي محادثات مع نظام صالح ضد الحزب الاشتراكي ضمن فيها النظام عدم تنسيق التنظيم الناصري مع الحزب الاشتراكي في تلك الانتخابات بمقابل مصالح مادية واسرية ،وكان القادة الميدانين حينما يقتربون للننسق ميدانيا مع الحزب ببعض الدوائر يمكنونا هذه الدوائر مضمونة للتنظيم حسب وعود النظام انذاك، منه وحصد التنظيم مقعدا واحد في البرلمان ,واتضح من خلال نتائج التنظيم والحزب وعند تحليل الارقام التي حصلنا عليها فيما بعد ان التنظيم لو نسق مع الحزب الاشتراكي كان سيرفع تمثيله بالبرلمان على الاقل إلى 25 نائبا، لكن لعبة المخبرين داخل التنظيم حالت دون ذلك وكان من نتائج تلك الخسارة للحزب الاشتراكي والتنظيم ان حصلوا جميعا على عدد لم يتجاوز 63 مقعدا في البرلمان من 301 نائبا وحصل المؤتمر والاصلاح على الاغلبية المريحة وبالتالي اعلنت الحرب على االجنوب تحت غطاء الشرعية وكانت الخسارة في البرلمان لقوى اليسار هي التي اعتمد عليها النظام لغزو الجنوب وتشويه تجربة الوحدة اليمنية التي قامت بشكل سلمي وباتفاق بين شركاء الوحدة المؤتمر والحزب الاشتراكي
في الانتخابات البرلمانية عام 1997م وهي اخر انتخابات برلمانية حصلت،كان التنظيم والحزب الاشتراكي واحزاب اخرى قد كونوا مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضة وكان الاتفاق والتعبية الاعلامية في التنظيم وكان كل ما ينشر في صحيفة الوحدوي حينما كان رئيس التحرير المناضل الشهيد احمد طربوش توجه اعضاء التنظيم نحو المقاطعة للانتخابات، حينها قام الامين العام عبدالملك المخلافي بالاتفاق مع النظام بالمشاركة بمقابل الاتي: وعد للتنظيم بان يتيح المؤتمر الشعبي الفرصة للتنظيم ليفوز ب 12مقعدا، ففاز التنظيم بثلاثة مقاعد برلمانية فقط، ثم تم تسليم بالظاهر خمسين مليون ريال للتنظيم من غير المستحقات القانونية فتم توزيع ذلك المبلغ بين المتنفذين والشلة التي تتبع المخلافي في المحافظات والمناطق واشتغل اعضاء التنظيم وكوادره من جيوبهم كما تم بالمقابل تعيين المخلافي عضوا في اللجنة العليا للانتخابات ومنحه الكثير من الهبات منها تسليمه فلة ضخمة في حي الاصبحي والمعروفة للناس جميعا... بينما كان يمكن للمخلافي ان يستفيد من تجربة انتخابات 1993م ليقوي التنظيم جماهيرا بدلا من تمييع مواقفه وخسارة ثقة القوى السياسية والجماهيرية الاخرى.
واخيرا نسأل فقط ما عضوية التنظيم في قرية المخلافي بالحصين وفي عزلته ومديريته إنها ارقام صفرية حسب نتائج كل الانتخابات النيابية والمحلية التي اجريت وحتى اليوم، حتى افراد اسرته في تلك المديرية اغلبهم ينتمون لاحزاب يمنية وليس له أي تأثير يذكر.
من هذه الحقائق يتضح لنا أن عبدالملك المخلافي يتاجر بمواقف التنظيم وبدماء شهدائه ويستغل تضحياته من اجل مصالحه ومصالح شلته داخل التنظيم وهذا ما افرزه الواقع والايام وخصوصا أيام الحرب وللحديث بقية لكشف ما انجزه المخلافي من خلال تعينه كوزير للخارجية وكمستشار للرئيس وعضو اللجنة الاستشارية الحالية