كل هؤلاء النساء وما مثلنه من صدارة الموقف الراهن هو إدانة كبيرة ،حتى لا يركب البعض الموضة ويعتقد أنها لا تشمله، بل تعني غيره، إطلاقا حين خرجت الباسلات في عدن فهذا معناه ما قال المثل (الحليم تكفيه الإشارة)، ولكن هل توقف شكل وجوهر المعاناة، لا شيء من هذا، ما نحتاجه نحن هو رفع الحصار عنا، وإعادة تطبيق السياسات الواقعية ورفع يد التحالف وفتح حوار بيننا، بعيدًا عن طريقة خلق كيانات تجريبية رئاسية أو حكومية ومجالس صغرى وكبرى ومتاهات تزيدنا تفرقًا ولا تعطي حلولًا ولا كهرباء ولا تخفيض سعر الريال والأسعار عمومًا، نحن في نار تلهب من شدة الحر وغياب الكهرباء الذي نصبح ونمسي عليه وكأننا لسنا بشرًا ولا نستحق ما نطالب به وليس ما هو حقا لنا. من بعدما شاهدنا الرئيس الأمريكي ترامب في الرياض يجلس مع رئيس سوريا أحمد الشرع ويرفع العقوبات عن سوريا في لمح البصر، ويثني على الأمير محمد بن سلمان الذي سعى لرفع الحصار عن سوريا، فهمنا لماذا بكت المتظاهرات في عدن، بكت مرتين مرة من الذي أخفى ملفنا ولم يسعى لنا من حكامنا وهم ساكنون في الرياض أصلا، والمرة الثانية أن هؤلاء الحكام لا وجود لهم بين الرجال وأنهم مجرد أرقام وهمية لا تغني ولا تسمن من جوع، وبسبب هذا أضاعونا ومزقوا أمانينا، فمن يقول لهم أن يبتعدوا عنا، فنحن نعرف طريقنا من دونهم.
البعض هنا سيقول هذه سياسات دول وأن أمريكا والتي هي كل شيء لا تعرف إلا المال والقوة، ومن ليس لديه شيء عليه ألا يطلب أكثر مما يتفضل به غير عليه.
هذا كلام صحيح وحتى نصبح أقوياء ما الذي يجب أن نفعله، نحن كنا دولة قوية ولدينا نفط، ثم أسقطونا بتدخلاتهم وتخلوا عنا وكنا جنبهم، وقيادتنا حاليًّا بعد النكبة تسكن عاصمة القرار العربي الرياض، أما الشعب في عدن وحضرموت فلم نتسول ولم نغادر ديارنا وبقينا نتحمل كل أصناف الظلم علينا وقساوة الظروف في كل شيء، ونحن أصحاب القرار والموقف ومن نبحث عن السلام، فما الذي أخفى ملفنا والحلول التي إن لم تحل الأزمة بكاملها كان على الأقل تخفف عما بنا من ضيق حال في تدني صرف الريال اليمني واستمرار الكهرباء واستقرار المعيشة وطرد الإرهاب من بعض مناطق الجنوب، هذا كان ممكنا وهو من الحلول التي إن لم ينصت لها الرئيس الأمريكي ترامب، يجب أن ينصت لها الأمير محمد بن سلمان، ويتفادى أن تتطور الأوضاع في الجنوب وغيرها وأن تظهر قوى غير التي نتوقع وتدخل المنطقة كلها في متاهات لانهاية لها.
كان لملفنا اليمني أن يدخل ولو ببعض مما به، وهو ما أصابنا بانتكاسة من فعائل قادتنا أولا ومن التحالف ثانيا، ترى ما السر بأن نسونا في قمة الرياض عن قصد، ونخاف ألا يمتد هذا النسيان طويلا. وحينها يصبح الحال بعد ذلك (من مارضي به مظفر، رضي به مكعل).