لستَ بحاجة إلى عقل أنشتاين وعبقريته في اكتشاف نظرية (النسبية) ولا إلى استدعاء كل قدراتك العقلية المذهلة التي أكتشفها معهد أبحاث (سانفرد) لتعرف من خلالها طبيعة السياسة اليمنية وتكتشف عمقها الاستراتيجي الا محدود، وتستخرج ومكامن الوطنية فيها كما تستخرج الأحجار الكريمة من أعماق البحار. فإذا وردت على وادي الكذب المزورع بحشائش الخداع والمراوغة، ورأيت الانتقام الصارخ كأنك تشاهد فيلماً من أفلام (هوليود) الخيالية المثيرة ، وأذهلك الاثخان في الخصومة التي تسبح في بحر لجيٍّ من الفجور السافر ، وأغمضت عينيك خجلا من شدة العري الخالي من ملابس الوطنية والإنتماء؛ فمرحبا بك على متن السياسة اليمنية. كنت قد قرأت أن السياسة هي: "رعاية شئون الشعب داخليا وخارجيا وسلامت تسيير أموره ، وحفظ كرامته" وهذا التعريف غير مرحب به في الأراضي اليمنية التي لها قاموس آخر في تعريف السياسة ففي كل عام تبني شيئاً تهدمه في العام الذي بعده ، لا يهمك أمر الأجيال الحالمة بالرخاء والتنمية فعليها أن تستيقظ من النوم. السياسة اليمنية أشبه بعجائب الدنيا السبع وربما هي الثامنة فإذا وصل لذهنك يوما أن الديناصور انقرض لأنه لم يستطع التأقلم مع ظروف عصره فهاهنا ديناصورات استعصت على الانقراض كونها مسخ غريب لا ينتمي لبني الإنسان ولا لغيره من الكائنات الحية. السياسة اليمنية مزيج من عناصر ومركبات كيميائية متعفنة لديها القدرة على التحول لوحوش خيالية مرعبة على طريقة أفلام (بن تن) الكرتونية لتظل في مخيلتنا أفلام رعب بشعة كلما أدركتنا سِنة من النوم. السياسة اليمنية مخترع عجيب لديه القدرة على صنع الأزمات وإطلاق الألعاب النارية إحتفالا بصنعها ، ويوجد المشكلة ثم يتسآءل كيف يمكن حلها ، ويلقي باللوم على مرتكبها، ويحلم بالإسئثار بالكعكة كلها ثم يوجه دعوات الشراكة لحضور تقطيعها. في السياسة اليمنية لامانع أن تتحالف مع الشيطان ضد أبناء بلدك طالما وأنت تريد مصلحتهم التي يجهلونها ، وأن تصفي حساباتك بمزيد من الجثث والدماء التي ستصنع منك بطلا أسطوريا مغرورا كأسلوب الثعلب الذي اتجه لساحل البحر مغمض العينين وبعد أن أكمل (بوله) فتح عينيه أمام البحر وصرخ "يااااااه كل هذا البحر من بولي". السياسة اليمنية أرجل متسخة ترقص على جراح شعب منهك ، يحلم بمستقبل ذكي لأبنائه يعوض ذلك الحرمان الذي عاشه الآباء ، سياسة تقتل نفسها كالعقارب التي عندما لا تجد شيئا تلسعه سوى جسدها فلايهمها حينئذ أن تفرغ فيه السم طالما وذلك يشعرها باللذة. السياسة اليمنية (Game) قذرة كم حاول أطهار غسلها فمسطاعوا تنظيف الأوحال. مبادرات، واتفاقات ، وموتمرات ، وحلول يقتل بعضها بعضا ويمسح أخرها أولها منذ خمس سنوات ولم نعثر إلى الآن على المصباح السحري. نعم إنها السياسة اليمنية التي صنعتها أحزاب خرافية حمقاء، وصبت عليها كمية من الإتهامات والكذب المحكم ، وقدمتها طعمة للآكلين. كيف استطاع العالم الحر بملايينه وأراضيه الممتدة أن يصهر كل آرائه وخلافاته وتنوعه في قدر كبير ويصنع منها خلطة سحرية تبني تلك المساحات الهائلة وتترك للإستقرار أن يشق طريقه يصنع الحضارة وينجب الإبداع. شاهت وجوه الأوغاد. من صفحته على الفيس بوك