مجدداً يعود 11فبراير ويحمل معه ذكرى ثورة شباب اليمن على الاستبداد والطغيان غير انه يعود هذه المرة مصحوباً بطعم الحسرة والمرارة والالم على بلد يسقط وينهار ويهدم بمعاول الحقد والانتقام ، لاشك أن ثورة فبراير بطهرها ونقاءها وسمو أهدافها وروعة شبابها قد رسمت أجمل صورة لوجه اليمن المشرق حين خرج فتية أمنوا بربهم ووأحبوا بلدهم وحلموا بمستقبلهم فتركوا بيوتهم وافترشوا الساحات وتحملوا كل مايطاق ومالايطاق و هيأوا أنفسهم للفداء الضخم بكل شيئ استمسكوا بالسليمة رغم البطش الذي فاق كل تصور ، صنعوا من ساحاتهم وطناً صغيراً يرسمون فيه أحلامهم ، وطن لاسلاح فيه ولا أحقاد ولا ثارات وطن نظيف كل منهم أخذ السلاح الذي يحسن ذاك يرسم علم وآخر يخط بريشته شعار وهذا ينظم قصيدة لليمن وهذا يغني وآخر يزرع شجرة وهذا يؤلف ، الطبيب في المشفى والخطيب في المنبر وذاك يلتقط أجمل صورة تحكي للأجيال حكاية الشباب الذي ثار ..تسابقوا على الموت يوم الكرامة واستبسلوا في كنتاكي وحرقوا أحياء في تعز وسقط أول شهيد لهم في منصورة عدن ومع كل ذلك مضوا في سلميتهم يهدون مطلق الرصاص عليهم ورود السلام ، لم يهتفوا بعنصرية ولا طائفية بل هتفوا لليمن فقط ،حين سار الساسة في طريق التسوية كحل اقل كلفة ساروا معه خرجوا بالملايين يصوتون لهادي وهم يفخرون أنهم أسقطوا القاتل لم يكترثوا كثيراً بالبديل بل اعتقدوا أن من خرجوا يحتفلون به سيكون الى جانبهم .. مضت الايام كان هناك من لم يعحبه الحال واعتقد ان تلك الثورة ان نجحت فسيتغير حال اليمن وذاك تهديد لهم وقديما قالوا ان (الحماقة أعيت من يداويها) فتشوا عن (كلمة السر) للثورة فاعدوا لذلك مصفوفة وبنك أهداف يجب النيل منها ، عقدوا لذلك حلفاً كحلف الأحزاب فتشوا عن لافتة يحققون بها هدفهم فوجودها في كهوف الجهل الغارقة في الظلام وكم هو الفرق هائل بين ان نتطلق ثورة 11فبراير من الجامعة وطلابها وبين من خرجوا من عباءة الجهل والتخلف ،تحالف الداخل والخارج ومن يهتف بالموت له والهاتف فكان مكراً تزول منه الجبال . تعود الذكرى الرابعة للثورة وقد نجح حلفهم في أسقاط اليمن وتدميره والعودة به عقود الى الوراء،عادت الذكرى واشلاء القشيبي تحت الارض والفرقة اضحت معتقل للثوار وقائدها نجا من مصير رفيقه وارحب مستباحة وكثير من نشطاء الثورة مهجرين خارج البلاد والاصلاح يدفع فاتورة مساندته للثورة ، عادت الذكرى والرئيس المنتخب محبوس والحكومة محاصرة وسفهاء القوم في دار الرئاسة وطهران تلف حبالها على عنق الاشقاء .. لكنها ايضاً تعود وهناك من يعض اصابعه ندماً في انه استغفل ليكون من هذا الحلف وأنه قد غرس خنجره في ظهر شباب الثورة ،عادت الذكرى والجنوب مجدداً في مرمى الغزاة الذين يهددون بالاستباحة لانتزاع الثروة بعد ان كان شباب الثورة مستميتين في الانتصار للجنوب وتضميد جراحه ، عادت الذكرى ايضاً وهناك ملامح أصرار على الرفض وأن اليمن أكبر من أن تكون ولاية فارسية وهي أكبر ايضاً من أن تسعها الكهوف ..