لن تتعب في تفسير تصرفات البعض ممن عملوا مخلصين لنظام المخلوع واستماتوا من أجل بقائه إذا عرفت السر الكامن في نفسياتهم المحبطة من واقع التغيير المرير والمفاجئ لهم طبعاً بعد هطول سحابة الربيع العربي على ربوع اليمن السعيد .. الحقيقة أن هؤلاء أو بالأحرى أكثرهم بدأ حياته باعتماد ذاتي على النفس حتى في الطريق الخطأ حتى قادتهم خطاهم العاثرة ليكونوا مسئولين فاسدين في العهد العفاشي ومن حينها بدأ المنصب والكرسي الذي يجلسون عليه وتغير وضع هذا الكرسي في قرارة نفوسهم حتى صار صنماً يعبد .. هم متشبثين بهذه المناصب لأكثر من الأموال التي ينهبونها والمشاريع التي يسرقونها ! نعم فهناك قناعات تشكلت بداخلهم بأنهم بدون مناصبهم صفر من اليسار ولا قيمة لهم في مجتمعهم . علاقاتهم اتصالاتهم ارتباطاتهم حتى وشائج القربى بنوها على أساس المنصب قطعوا كل ارتباط الى ارتباط المنصب تخلصوا من كل مسئولية عائلية واجتماعية الى ما يخص بقائهم وتشبثهم بهذا المنصب الذي أنزلهم إلى أسفل طبقات التفكير الإنساني والتعايش المجتمعي . قبل الثورة كانوا يدفعون الاموال ويشترون الاصوات في الانتخابات ويوالون ويعادون على أساس مصلحتهم الخاصة في الوصول أو البقاء في منصب ماء , وفي أثناء الثورة تبلطجوا وتلطخوا بدماء الثوار و ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذه المناصب أيضاً , والآن بعد نجاح الثورة وسقوط المخلوع لا زال كثير منهم في طغيانهم يعمهون للأسف فتراه أما إمامياً في الشمال أو إنفصالياً في الجنوب أو مخرباً للكهرباء والنفط أو الغاز أو قاطعاً للطريق كل هذا من أجل المنصب حفاظاً أو انتقاماً إن سلب منه هذا المنصب بعد أن حولهم عفاش الى مسخاً بشرياً في شكل مناصب فقط يعيشون ويموتون من أجلها ..