لعل سياسة التوافق هي الخيار الأفضل والأنسب لكل ثورات الربيع العربي وذلك للأسباب التالية : · أن الديمقراطية سقطت في البلاد العربية بل وفي العالم كله فالذين صدعوا رؤوس العالم بالحديث عن التحرر والتمدن والتطور والرقي في الديمقراطية هم اليوم الذين يمارسون العنف والقتل والإرهاب ومصادرة الحقوق والحريات وحتى الكلمة وساندهم من هم دعاتها ومؤسسيها في المجتمع الغربي فواضح أنهم يؤمنون بالديمقراطية التي توافق هواهم فقط حتى أن الدكتور فيصل القاسم سخر من أحد العلمانيين عندما قال هؤلاء الإسلاميين يسعون الى السلطة فرد عليه ماشاء الله وأنتم تسعون بين الصفا والمروة · يغلب على الأحزاب العربية سياسة الإقصاء والتهميش والكراهية لاسياسة الحب والتعايش والتقارب والتصالح والتسامح فكل يريد إلغاء خصمه وقتله إلا من رحم الله وهذا مستحيل فالبغضاء تبديها الأفواه وماتخفي الصدور أكبر · لاتزال الجيوش العربية مسيسة شعارها نفذ ولاتناقش والاسلام حصر الطاعة في المعروف أما في غير المعروف فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والله أهلك جنود فرعون لأنهم ينفذون ولايناقشون قال تعالى (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين )وقال تعالى (فاستخف قومه فأطاعوه) والمخرج والحل سيكون في أن تتوافق الأحزاب والشعب على رجل رشيد يخرجهم من مآزقهم واختلافهم واليمن لها من الحكمة نصيب فأحزاب المشترك حلوا كثير من إشكالاتهم بالتوافق ونجحوا0 واتفقوا على ترشيح المهندس فيصل بن شملان في انتخابات 2006م ونجحوا في حين أن خصومهم أقسموا أنهم لم ولن يتفقوا فاتفقوا وصفق لهم التاريخ0 والشعب اليمني بكله اتفق على عبدربه منصور رئيسا للجمهورية وخرجت اليمن من عنق الزجاجة وأشاد بهم المجتمع الإقليمي والدولي بالتوافق أعتقد ستحل المشكلات ولاتحتاج ثورات الربيع العربي وقتا طويلا لتتفق على رجل رشيد يحقق للأمة حريتها ويعيدها لمجدها وكرامتها0 وكفى فخرا أنه تبين للعالم أن الديمقراطية الشوروية لم تتحقق الا في عهد الإسلام (قال تعالى :لاإكراه في الدين ) وقال ( لكم دينكم ولي دين) فبقي اليهودي والنصراني حرا والمسلم حرا واللاديني حرا بل وفروا الحماية لهم ولكنائسهم ومعابدهم و يتم دعوتهم للإسلام بالتي هي أحسن ولو كانوا استئصاليين لأبادوهم عن بكرة أبيهم أما عالم اليوم فهو رهن إرادة القوي الي يأكل الضعيف والتاريخ خير شاهد