كم هي رائعة كلمة التصالح والتسامح في معانيها وحروفها في نطقها ولفظها , وتكتمل روعتها وقيمتها عندما تصبح واقعا ملموسا بين الجاني والمجني عليه بين المعتدي والمعتدى عليه بين الجلاد والضحية, فهنا تكتمل الروعة عندما يأتي المجني عليه والمعتدى عليه والضحية ويطلب هو بنفسة من الجاني والجلاد الصلح والمسامحة, ويتنازل ويسامح عن مظالمة سواء كانت اموال او اراضي او دماء , هنا تكتمل الفرحة ونشعر بروح التصالح والتسامح وتتقارب النفوس ونشعر با الاخوة والمحبة وهذا الخلق العظيم من اخلاق الاسلام الحنيف قال تعالى ((واما من عفى واصلح فاجره على الله)) . اما ما نسمعه اليوم من اخواننا في الحراك المسلح من شعارات عن التصالح والتسامح واحتفالات وغيرها , تصالح وتسامح مع من وبين من و من , اليس هؤلاء هم من سفكوا الدماء ونهبوا الاموال وهتكوا الاعراض وشردوا المواطنين ,هذا ما قبل الوحدة , اما بالأمس من احرق ساحة عدن و المكلا و اعتدى على الامنين في المنصورة والشيخ عثمان , ومن اعتدى على مسيرة شباب الثورة في عتق وغيرها .
فالأولى لهم ان يبحثون عن الاسر التي شردت والايتام الذين فقدوا آباؤهم والارامل الاتي فقدن ازواجهن والمواطنين الذين سلبت اموالهم وتجاراتهم .
فأي تصالح وتسامح يتغنون به وهم اليوم يتوعدون من يخالفهم الرأي والفكر بالويل والثبور , ان الذي لا يقبل بالأخر ويريد ان يفرض رأيه بقوة الساعد والسلاح لا يمكن ان يكون خلق التسامح شعاره .
ثم اني اسأل اخواني في الحراك المسلح لماذا عداءكم اليوم ضد من ازاحوا نظام عفاش و أولاده ؟
لماذا توقفتم وسكتم عن انشطتكم في عزان وابين ايام وجود القاعدة فيها ؟
لماذا تتهمون بعض القيادات الجنوبية ممن نالتهم مجازركم وسياساتكم بالعملاء والمرتزقة بسبب انهم لم يوفقونكم على سياساتكم ووسائلكم ؟
والحقيقة ان شعار التصالح والتسامح اليوم هي كلمة حق يراد بها باطل لان الجلاد يتصالح ويتسامح مع نفسه بعيدا كل البعد عن الضحية.
والمطلوب مننا اليوم كجنوبيين الا نغتر بشعارات من تاريخهم اسود قد تلطخوا بجرائم لا تنتسى ولا تسقط بالتقادم .