نستطيع الادعاء بأن الشعب الفلسطيني بمجمله ....شعب مسيس ويحمل فكرا سياسيا ... ولا ننكر أن هناك من أبناء شعبنا من هو ليس مسيسا وهم قلة ... وليس بالضرورة أن من يحمل الفكر السياسي ... أن يكون منتميا لحزب أو فصيل معين ... أي بمعنى أن هناك شريحة عريضة من الشعب الفلسطيني تعد مستقلة ... ولكن عندما تصبح الاستقلالية المدعاة ... قناعا يتخبئ خلفه من يريد أن يصنع اصطفافا معينا لحساب جهة أو فريق على حساب فريق أو جهة ... فيجب علينا مناقشته وتفنيده والتحذير منه بل والتصدي له ... انطلاقا من قناعتنا بأن لا يكون هذا المتضرر من يتبنى التمسك بالثوابت الفلسطينية ...!! نقولها مباشرة دون خجل أو وجل ... بأن المقاومة تشكل نخاع معظم صفوف الفصائل الفلسطينية التي انطلقت من أجل العودة والتحرير قبل احتلال الضفة والقطاع ... وكما فال الأخ القائد فاروق القدومي ابو اللطف أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني \"فتح\" في تصريحاته المتعددة ... بأننا لسنا مع إقصاء أي حركة تتبنى المقاومة ... ونرفض قطعيا بتساويها مع من يؤمن بأن الحياة هي فقط مفاوضات ... وما زالوا يرفضون الاعتراف بدولة الاحتلال ... وما زالوا باقون ويرفعون البندقية في وجه الاحتلال ... مقاومين لوجوده ويرفضون مشاريع التسوية التصفوية المهترئة ... وهذه هي بالمناسة أيضا استراتيجية حركة التحرير الوطني الفلسطيني \"فتح\" كما وردت في نظامها الأساسي ... ولم تتغير في نصوصه لغاية اللحظة ... بل غيرها على الأرض من يقبض ويكتم على أنفاسها ... رغم أنف من أبى ...!! وفصائل المقاومة... ما تزال ترفض أي اتفاقيات مذلة تفريطية ومتنازلة عن فلسطين بالجملة والمفرق في أسواق المزادات .... ولم تنسق مع العدو أمنياً ... لكي تقتل الشعب وتغتال المقاومين من كل ألوان الطيف الفلسطيني ... وتعمل ضمن منظومة استيراتيجية متكاملة أساسها واضح ... ولم تتبنى المفاوضات كاستراتيجية وحيدة ... مقتنعة بأن الحياة هي فقط مفاوضات ... وذلك حسب ما صرح به صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات الفلسطينية والتي استحدثت مؤخرا ويدعى ايضا بكبير المفاوضين الفلسطينيين ... وأصدر بناء على ذلك كتابه المشهور بعنوان الحياة مفاوضات ...!! وبما يتعلق بالشان الفلسطيني المنقسم ... فنحن بالتأكيد ضد أي اعتقال سياسي ... ولسنا مع تكميم الأفواه ... ولا مع الاقصاء وتهميش الآخرين ... ولا نحن مع إلغاء وجود من يخالفنا الرأي ... ولا نعتقد أيضا بصحة ما يروج له البعض السطحي في تفكيره واستيعابه ويستخف بعقول الاخرين بطرحه ... بأن هناك من يتم اعتقاله فقط لمجرد أنه يريد أن يرفع العلم الفلسطيني ... أو أنه يرتدي الكوفية الفلسطينية ... وأظن أن هذا المنطق هو بعيدا عن المنطق ... فهو ناقصا ومجتزأ ومنحازا بل وموجها ... بل هو الفتنة بعينيها الاثنتين ... ويزيد من اتساع الهوة المتسعة أصلا بين الأخوة أبناء الوطن الواحد والهم والمصير الواحد ... بغض النظر عن الجهة المعنية بهذا الطرح ....!! وأما بشأن الاعتقالات السياسية... فنحن لا نريد أن نعرج كالعادة على تجاهل الاعتقالات لأصحاب الرأي المخالف ... واختطاف النساء والتعذيب لصحفيين وإعلاميين ... ولا نتردد لحظة واحدة في إدانتها أيا كان من يمارسها ... ونقولها على رؤوس الأشهاد ... رغم عدم علمنا بتفاصيل وأسباب تلك الاعتقالات التي تجري في ظل حصار خانق والكل مستهدف ...!! فلم يعد مقبولا من الحزبي ... أن يقدم مصلحته ومصلحة الحزب الذي ينتمي إليه على مصلحة الوطن العليا ... ولا بد من عودة قضية الوطن وقضية الشعب الواحد للوطن الواحد ... على أساس واضح لا لبس فيه ... أساس الميثاق القومي الوطني الأساسي ... وأساس التمسك بالثوابت .. كل الثوابت الفلسطينية دون اجتزاء ... ففلسطين هي من النهر إلى البحر ومن الجنوب إلى الجنوب ... وهي في نظرنا ليست فقط أرض الضفة الغربية والقطاع ... وليس الشعب الفلسطيني هو من يقيم في الضفة والقطاع فقط ... ولا يتجاوز تعدادهم ثلث الشعب الفلسطيني ... والثلثين المتبقيين من هذا الشعب يعد في حسابات من جلس يفاوض باسم هذا الشعب المشرد ... يعد في نظرهم مشطوبا ولاغيا ... ولا يدخل في الحسابات التفاوضية كما يقال في العلن أحيانا ... وممارساتهم تدل على ذلك ... ووثائق ويكيليكس التي نشرتها قناة الجزيرة الفضائية لهي الدليل المادي على هذا القول ... فعلى ماذا تتفاوضون وماذا تريدون ... وإلى أي نقطة تريدون الوصول إليها بنا ...؟! فشعار إنهاء الانقسام ... يجب أن ينطلق من أجل فلسطين وليس من أجل تمرير أجندات ذاتية وأيديولوجية ... وليس من اجل المرور بها من البعض .. فقط من داخل النفق الذي حبس فيه نفسه ....فلا يوجد عاقل يستطيع القول بأنه لا يريد إنهاء الانقسام ... وإننا متفقون على أن الانقسام أمر معيب ويجب أن ينتهي ... ولكن على أي أرضية وكيف ... فالنوايا الطيبة فقط لا تنفع في السياسة ... فإن إنهاء الانقسام يكمن في الاصلاح والعمل الفوري والجدي من الجميع على تذليل كل الصعاب التي تقف في وجه إنهاء هذه الحالة المقيتة ... على أرضية صلبة واضحة ... حتى يذهب إلى غير رجعة ... فالإصلاح الحقيقي في الحالة الفلسطينية سيقود بالضرورة إلى المصالحة الحقيقية ... وإن زوال الأسباب التي أدت إلى الانقسام وإنهاءها ... وهي معروفة وواضحة ولا داعي لتكرارها ... سيفضي بالضرورة إلى إنهاء الانقسام ... ويكون زواله بذلك هو تحصيلا حاصلا ... وسيكون الكل الفلسطيني صفا واحدا وجبهة واحدة ... يتصدى لهذا العدو الصهيوني الممعن في احتلاله لأرضنا ...!! إن القول بأن الشعب يريد إنهاء الانقسام ... إنما هو قول بالتأكيد حق لا يستطيع أن يقف في وجهه أحدا ... وهو مطلب كل أحرار الأمة ... ولكننا نجزم القول أيضا بأن هناك من قام باستعلاله... بالدعوة لنزول إلى الشارع تحت هذا الشعار أحيانا ... وباعتلاء المنابر أحيانا أخرى ... ليدعي باطلا ويزور الحقائق ويخادع الجمع .... فقط لركوب الموجة بالترويج لهذه البضاعة ... والظهور بمظهر من يلبي حاجة ورغبة الجماهير ... في ظل وجود المتغيرات الجديدة التي اتت بها رياح الثورات العربية المجيدة ... وهم في الحقيقة ممن عاشوا وترعرعوا على الانشطار والانقسام وكرسوه ... بعقلية فئوية انشطارية تقسم حتى الانقسام ... لأن الانقسام يعزز وجودهم ... ويغذي نزعاتهم الانتهازية والاسترزاقية باسم القضية ... فحتى تنتهي حالة الانقسام القائمة والمعيبة ... لا بد من التزامن في الإبقاء على حالة التصدي لسياسات هؤلاء القوم وتحطيمها ... وهذا ما هو قادم بإذن الله ... وهم يشعرون بذلك ويقرأون المرحلة بكل تفاصيلها ... هؤلاء أهل السياسات الانهزامية ... مهندسي وصانعي سياسات المفاوضات التصفوية للقضية الفلسطينية ...!! وعندما تناقش كيفية الوصول لحالة إنهاء الانقسام ... نجد أحيانا ... بأن المفاهيم عند البعض قد تغيرت ... حيث التحدث بنطاق محدود ... والمناكفة وعدم القدرة على النقاش هي الهدف من الحديث ... وذلك للعجز المتأصل في تلك النفوس ... لأن المطروح هو أكبر من قدرة البعض على استيعابه ... بأن قضية فلسطين هي القضية المركزية العربية والاسلامية ... وأن الصراع هو صراع مع مشروع استعماري فريد من نوعه ... وبكل أبعاده ... ولكن التاريخ سيشهد ... بأن الاصطفافات والحسابات الخاصة الضيقة الأفق ... والتي كما يبدو هي ليست من أجل تحرير فلسطين ... ستسقط حتما ... أي كانت تلك جهته...!! إننا نرى ... بأن ما هو قادم سيزلزل الأرض تحت أقدام المحتل في العمق ... وكذلك المستفيدين من وجود الاحتلال واستمرار الوضع الحالي على ما هو عليه ... ولا ننسى قدرات وطافات وإمكانيات أهلنا في العمق الفلسطيني ... أهلنا في الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948 ... فهم نواة الفرج القادم من هناك ... من الذين ما يزالون يقبضون على الجمر ... ولم تتلوث قناعاتهم بامتداد أيادي أهل الحسابات الرخيصة إليهم والتمكن منهم ... وسيكون موعدنا في إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية ... يوم 15 . 05 لتمتد إلى كل مكان ... وستقلب الطاولة على النهج التفاوضي ... وستكون ولادة الانتفاضة الثالثة بإذن الله ... ليس فقط ضد الاحتلال فحسب ... ولكن ضد من يستفيد بالامتيازات الخاصة من وجود الاحتلال ... وضد النهج التفاوضي غير المتكافئ ... النهج المذل ... نهج الاملاءات ... وستدفن المفاوضات التصفوية ... وسيوضع العدو على المحك وأمام مسؤلياته كمحتل ... بأن يعلن احتلاله القائم في الضفة كمحتل غاصب ... ويتحمل أعباء ومسؤولية تسيير أمور الناس القابعين تحت الاحتلال ... ولن يجد الاحتلال سوى التصدي له ... بكل أنواع المقاومة وتسمياتها ... وبكل ما أوتي شعبنا من إمكانيات وقدرات ... ويتم تشكيل مجلس وطني تعددي قيادي في الضفة .. يضم الجميع ... ويدير شؤون الشعب الفلسطيني الذي يعاني ...ويهتم بقضاياهم المتعددة ... فلم تعد الصيغة الفلسطينية السياسية القائمة مجدية ... ولا بد من الانتهاء من الصيغة الحالية للسلطة ... التي أصبحت بآدائها عبئا على الشعب الفلسطيني... ويجب اعادة القضية للشعب ... أي لأصحابها الأشد حرصا عليها ... واعتماد النضال والكفاح من أجل سيادة هذا الشعب ونيل حريته واستقلاله ... لأننا نحن الشعب ... وطريقنا هي طريق الحرية ... طريق العودة والتحرير ... وهي طريق الاحرار الفلسطينيين ... كما هو طريق شعوب المنطقة ...!!