يأتي تنظيم الدورة الجديدة من المعرض الدولي للصيد والفروسية هذا العام (أبوظبي 2011) في أعقاب إنجازات هامة حققتها دولة الإمارات مؤخرا، تمثلت بشكل رئيس في إدراج مدينة العين كأول موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي للبشرية، وكذلك تسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو. وأكد سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي رئيس اللجنة العليا المنظمة، في مؤتمر صحافي عقدته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ظهر الاثنين، أن المعرض يعتبر ملتقى تراثياً ثقافياً شاملاً، وركيزة أساسية في استراتيجية صون القيم والعادات والتقاليد التي يعتز بها أبناء الإمارات والمنطقة العربية، والترويج عالميا لحضارة ممتدة تتوارثها الأجيال منذ عقود طوال. وينظم المعرض نادي صقاري الإمارات بدعم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات، ويُقام خلال الفترة من 14 ولغاية 17 سبتمبر الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. حضر المؤتمر الصحافي كل من السيد عبدالله القبيسي مدير المعرض ومدير إدارة الاتصال في الهيئة، السيد طلال الهاشمي ممثل مجلس أبوظبي الرياضي والسيد محمد الهاشمي ممثل شركة أبوظبي للاستثمار كرعاة للمعرض، ولارا صوايا مدير مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد للخيول العربية الأصيلة. وأوضح المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن المعرض يحظى بمشاركة دولية واسعة من المنظمات والمؤسسات المعنية بالترويج لرياضات الصيد والحفاظ على الأنواع، وفي مقدمتها جمعية مستشاري الحياة البرية الدوليين IWC، الرابطة العالمية للصقارةIAF، والمجلس العالمي للحفاظ على الصيد والحياة البرية CIC، والذين أشادوا بنجاح قيادة دولة الإمارات لأضخم عملية تسجيل لعنصر من عناصر التراث المعنوي على مدى تاريخ اليونسكو، لنحتفي اليوم بالاعتراف العالمي بالصقارة - التي تعود لأكثر من 7000 سنة - كتراث غير مادي للإنسانية. وقال إننا نستذكر بهذه المناسبة قول "ديتر شرام" الرئيس الفخري للمجلس العالمي للحفاظ على الصيد الذي يضم في عضويته 84 دولة: إنه لا يسَع المجتمع العالمي للصيادين المُناصرين للبيئة، إلا أن يقدر عاليا الدور الحاسم الذي نهضت به الإمارات لتحقيق هذا النجاح الباهر، كأحد نماذج الحفاظ على التراث الإنساني المشترك بين بلدان العالم، فمن خلال اهتمام الإمارات المعروف على مستوى العالم بتراث العرب وقيمهم وهويتهم، حصلت الصقارة على أفضل وأوسع اعتراف عالمي بوصفها تراثا ثقافيا إنسانيا. وأكد أن المعرض الدولي للصيد والفروسية يحقق في كل دورة جديدة نجاحات متميزة، وتعطي الجودة العالية للمنتجات المتوفرة وتشكيلتها المتنوعة للمعرض والمقدّمة من قبل 596 شركة من 28 دولة على مساحة إجمالية تصل إلى 31000 م2، مرتبة ريادية رفيعة على مستوى العالم في مجالات الصيد والفروسية والرياضات ذات الصلة، لا سيما على الصعيد التجاري. وتتفرّد هذه الدورة بأجنحة وطنية مُشاركة لكل من الولاياتالمتحدة، بريطانيا، ألمانيا، السويد، هولندا، بولندا، أستراليا، تنزانيا، وجنوب إفريقيا. كما ويشارك في المعرض كبرى مضامير الخيل العالمية، وذلك في أعقاب نجاح فعاليات المؤتمر العالمي لخيول السباق العربية (هولندا 2011) يونيو الماضي، واختتاح سباقات مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للخيول العربية الأصيلة لهذا العام، إذ لطالما كان للخيول العربية دور هام في دولة الإمارات وكافة أنحاء العالم، ومن ذلك الدور يعطي المعرض الدولي للصيد والفروسية زواره الفرصة ليروا مستقبل هذه الرياضة، والاحتفاء بماضيها وحاضرها ومستقبلها. ولعل أكثر ما يعكس زيادة شعبية رياضة الفروسية هو نمو عدد المشاركين في الدورة التاسعة للمعرض. وتتصدر المشاركة الإماراتية قائمة العارضين من خلال هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ونادي صقاري الإمارات ومستشفى أبوظبي للصقور ومراكز إكثار الحبارى وهيئة البيئة، وغيرها من الجهات التراثية والبيئية المرموقة في الدولة، والتي تركز على أهمية التنوع البيولوجي وصون الأنواع، وتقدم جهودا ملموسة في الأنشطة التراثية التوعوية والموجهة لمختلف الشرائح العمرية وخصوصا فئة الناشئة والطلبة. وتساهم المسابقات المتنوعة التي تقام خلال المعرض في توعية وترفيه وإلهام الزوار والمتسابقين، وهي مسابقة إعداد القهوة العربية، مسابقة الشعر النبطي، مسابقة أفضل بحث في الصيد والفروسية عند العرب، مسابقة أجمل اللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية، ومسابقة أجمل وأكبر الصقور المكاثرة في الأسر، والتي تهدف جميعها لتوعية الأجيال الجديدة بثقافتهم وتراثهم وبيئتهم وبأهمية الحفاظ عليها. وأوضح رئيس اللجنة المنظمة أنه ومن جديد المعرض هذا العام مسابقة تحدي منتجع الفرسان الرياضي الدولي للرماية الحية ورماية الأسهم، والتي تتيح فرصة الاشتراك بها لزوار المعرض البالغين من العمر 16 عاماً أو أكثر. كما تنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلال فعاليات الدورة التاسعة عددا من الفعاليات التراثية والثقافية الموجهة لمختلف الفئات العمرية وأفراد المجتمع، وتستضيف منطقة مخصصة لشرح أهم إنجازاتها ومتحفا عن الصيد بالصقور ومنطقة للألعاب التقليدية ومنطقة للأعمال اليدوية، فضلا عن عروض للعيالة والحربية من خلال فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية التي أسستها الهيئة. وأشار إلى أن المعرض يهدف إلى الاحتفاء بالتقاليد الإماراتية المتجذرة، والترويج لها لدى الجمهور الجديد وتعزيز وحماية الكثير من القيم العريقة، كالصقارة والفروسية والصيد البحري. وتمثل الأجواء الاجتماعية وشبكات التعارف بين العارضين والزوار أحد مواطن القوة المتنامية داخل المعرض. ومن خلال هذا الحدث الدولي الفريد، تواصل اللجنة المنظمة مُساهمتها في نشر رسالة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ، في الاعتناء برموز تراثنا والحفاظ على الإرث الحضاري الغني للإمارات. وتمثل الرعاية الكريمة للمعرض من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي ورئيس نادي صقاري الإمارات، العامل الأساس في تحقيق هذا النجاح الإقليمي والعالمي المشهود، وخاصة في ظل الدعم اللامحدود الذي يحظى به من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والاهتمام الكبير الذي يوليه سموه لجهود المحافظة على التراث وصونه. وتوجه المزروعي في الختام، بالشكر والتقدير لجميع الرعاة والداعمين لهذا المعرض الدولي الهام، ولحضور واهتمام ممثلي وسائل الإعلام، وتمنى لجميع الضيوف من كافة أنحاء العالم مشاركة مثمرة، وإقامة طيبة، وللزوار الاستمتاع بالمعرض وبفعالياته المختلفة التي تشهد غنى وتطوراً عاماً بعد آخر. من جهته ألقى السيد طلال الهاشمي كلمة سعادة محمد إبراهيم المحمود أمين عام مجلس أبوظبي الرياضي، مؤكدا فيها أنه انطلاقا من الدور الوطني والنهج الثابت في دعم استراتيجية إمارة ابوظبي، يقدم مجلس أبوظبي الرياضي الدعم والرعاية لرياضة الخيل والفروسية تماشيا مع رؤية وأهداف المجلس الرامية إلى أنجاح الإحداث والفعاليات الرياضية التي تقام في العاصمة أبوظبي. وقال يسعدنا في مجلس أبوظبي الرياضي بالعمل على تعزيز ودعم الخطوات الرائدة لتحقيق التقدم والنجاح في معرض الصيد والفروسية الذي يقام تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات، ولرعاية سموه الأثر البارز في تحقيق النجاح اللافت في الدورات المنعقدة سنويا للمعرض . وأكد حرص مجلس أبوظبي الرياضي على مواصلة الدعم والرعاية لمعرض الصيد والفروسية بدورته الجديدة بما يتماشى مع خطط المجلس الهادفة والتي توصي بتقديم الدعم والاهتمام لرياضة الفروسية والعمل على أنجاح فعالياتها وأحداثها المتنوعة لتعزيز النجاح والتقدم في جميع نشاطاتها التي تسهم في أحياء التراث الوطني والمحافظة على القيم والتقاليد الرصينة لمجتمعنا العزيز . وأشار إلى أن انعقاد معرض أبوظبي للصيد والفروسية بدورته الجديدة في هذا العام يؤكد للجميع بأن أبوظبي تواصل مسيرتها الرائدة في احتضان واستضافة أبرز الأحداث الدولية لاسيما في الجانب الرياضي ليكمل عقد البطولات العالمية المقامة خلال الفترة المقبلة ومن أبرزها جولة أبوظبي الختامية للفورمولا 1 في نوفمبر المقبل ، مما يجعل الأنظار العالمية تتجه نحو العاصمة أبوظبي باعتبارها إحدى الوجهات السياحية والرياضية المهمة على الخارطة العالمية، وليتماشى مع خطط واستراتيجيات إمارة أبوظبي بتحقيق الازدهار والتقدم والانتعاش السياحي والاقتصادي لجميع شرائح المجتمع. من جهتها أعربت شركة أبوظبي للاستثمار عن فخرها لكونها راعيًا لمهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة ، و معرض الصيد و الفروسية لهذا العام، وذكرت في بيان صحافي لها أن شركتنا فخورة بتراثها الإماراتي العربي الأصيل و بنطاقها العالمي في الاستثمار، ومن دواعي سرورنا أن نرى كيف أصبح هذا المهرجان مؤثرًا. ونوهت إلى كيفية تقبل الجمهور وانبهاره بهذا الحدث و ذلك من خلال عملائنا ومعارفنا الدوليين، وكيف ازداد اهتمام الناس و إشادتهم برياضتنا التراثية وحرصهم على المزيد من المعرفة عن مختلف أنواع الخيول العربية الأصيلة، وعليه فإنه لمن دواعي سرورنا وفخرنا أن تكون شركتنا مرتبطة بمهرجان هذا العام، و أن نرى هذا المهرجان ينتقل من مرحلة إلى مرحلة متقدمة أخرى. وأشادت الشركة بجهود العاملين والقائمين على المهرجان, كونه أكبر دليل لازدهار أبوظبي و دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام.