يدور في هذه الأيام , بعد تعيين قائد للمنطقة العسكرية الثانية ,حديث بالشارع اليمني عموما والحضرمي على وجه الخصوص بان أنصار الشريعة (القاعدة) أو من يطلقون على أنفسهم ( أبناء حضرموت ) – وحضرموت منهم براء – أنهم سيغادرون مدن ساحل حضرموت وسيسلمونها إلى أهلها على حسب وصفهم ، يعود بناء هذا الحديث إلى الوراء قليلا وبالتحديد عند استيلاء هذه العناصر على مدن ساحل حضرموت عندها قالوا بأنهم قاموا بتطهير مدن ساحل حضرموت من الحوثيين وسيسلمون المدن بعد طردهم إلى أهلها ، وهذا ما جعل حلف قبائل حضرموت يقوم بتحريك مسلحيه لاستلام مدينة المكلا الا أنهم اصطدموا برفض تنظيم القاعدة التسليم ويرافقه تحذير شديد اللهجة من الاقتراب من أي منطقة تمت السيطرة عليها من قبل التنظيم ليعود بذلك مسلحي الحلف أدراجهم مكتفين بما أخذوه من أسلحة من بعض المعسكرات الصغيرة بمدينة الشحر والغيل وغيرها وفي هذا التصرف رسالة واضحة وصريحة أن المكلا وما يرافقها من المناطق التي تمت السيطرة عليها لن تسلم بردا وسلاما كما يعتقد البعض .. وبعدها يرسل التنظيم رسالة أخرى أكثر وضوحاَ من سابقتها حيث قام مسلحي التنظيم بطرد مسلحي حلف قبائل حضرموت من ميناء الشحر الاستراتيجي بعد السيطرة على ميناء الضبة النفطي بحجة قيام مسلحي الحلف باستخدام ميناء الشحر لتهريب الممنوعات والمشتقات النفطية القادمة عبر البحر وبيعها بأسعار خيالية على المواطنين كما تحدث بذلك احد قادة التنظيم في لقاء أجرته معه قناة العصرية المحلية بعد استيلائهم على الميناء مباشرة وأجاب القائد عندما سأله المراسل في ذات المقابلة عن إذا ما سينسحبون من مدن ساحل حضرموت " نحن أهل هذه الأرض ولن يستطيع احد طردنا من أرضنا " ويحاول التنظيم منذ سيطرته على مناطق ساحل حضرموت تثبيت دعائم إقامة إمارة في مدينة المكلا وذلك بتعيين أمير لها وهو / خالد باطرفي الذي أُطلق من السجن المركزي بمدينة المكلا و بفتح دار القضاء في مبنى المؤسسة الاقتصادية سابقا وكذا فتح معسكرات تدريبية في مقر معسكر اللواء 27 ميكا ( معسكر الريان) يستقطب فيه عددا كبيرا من الشباب للانضمام إلى صفوفه وكذا فتح مكتب لما يطلق عليه (إدارة الحسبة ) وإقامة الحد على من يطلقون عليهم صفة العملاء بالإعدام والصلب و على شاربي الخمور وغيرهم بالجلد في الساحات العامة وأمام الناس … (محاولة للتمدد) بعد ظهور خلايا لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش) بمحافظة حضرموت ساحلا وواديا طفت على السطح الخلافات بيم التنظيمين حيث استطاع تنظيم داعش استقطاب الكثير مِن مَن ينتمون لتنظيم القاعدة إلى صفوفه وانشأت داعش معسكرات لها في صحراء حضرموت وان كانت ليست بالحجم الكبير كما تحدث بذلك اللواء عبد الرحمن الحليلي قائد المنطقة العسكرية الأولى والمرابطة بوادي حضرموت في لقاء صحفي له مع صحيفة (المدينة ) السعودية قائلا " رصدنا تحركات لعناصر داعش بمحافظة حضرموت خارج المدن الرئيسية" وصرح أكثر من قيادي بتنظيم القاعدة بأن المعركة القادمة ستكون للسيطرة على وادي حضرموت وبهذا يحقق التنظيم أكثر من هدف فمن جانب سيكون قد بسط سيطرته على المحافظة الأكبر والأكثر ثراء في اليمن ومن جانب آخر يقطع الطريق كليا على تنظيم داعش من أن يكون له موطئ قدم في محافظة حضرموت ، وهذا ما تترجمه الهجمات الأخيرة في ما يسمى بالجمعة الدامية الذي حاول من خلالها التنظيم استنزاف وإرباك القوات المرابطة بوادي حضرموت تمهيدا للاجتياح الكامل في سلسلة تفجيرات بدأت بتفجير انتحاري في نقطة وادي سَر أعقبه زراعة ما يقارب خمس عبوات ناسفة استهدفت من خلالها الأطقم والمصفحات التابعة لقيادة المنطقة … فهل من يحاول التمدد سيقبل بالتسليم …؟