مثلت سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنيةصنعاء وتمددهم غير المسبوق في العديد من المدن الرئيسية الأخرى الواقعة في شمال اليمن مناسبة استثنائية أمام تنظيم "القاعدة" لإعادة فرض حضوره مجددا على واجهة المشهد الاجتماعي والأمني في البلاد كمعادل "اضطراري" لقوات الجيش التي تراجع حضورها ودورها المفترض كقوة ردع متاحة للحد من توسع الحوثيين، في وقت هدد مصدر قبلي بحلف قبائل حضرموت، شرقي اليمن، بإسقاط ميناء الضبة النفطي ومطار الريان غرب مدينة المكلا، إثر سيطرة رجال من القبائل على ميناء الشحر للاصطياد السمكي . من جهة اخرى، ذكر مصدر حكومي يمني أن المسلحين استهدفوا انبوب النفط في كيلو "14" وعلى مسافة قريبة من موقع منطقة صافر النفطية ما أدى إلى اشتعال النار فيه . وفيما تمدد الحوثيين إلى محافظاتالحديدة، إب، ذمار، البيضاء ومأرب بعد سيطرتهم على عمران والعاصمة صنعاء وحجه والمحويت، مثّل ذلك فرصة استثنائية لتنظيم "القاعدة" لتحقيق تمدد مماثل في العديد من المحافظات عبر إنتاج خطاب ديني موجه للمجتمعات المحلية والقبلية البسيطة اتسمت مفرداته بالدعوة إلى الجهاد والاصطفاف في جبهة "سنية" لمناهضة المد الشيعي والحد من توسع الحوثيين وسيطرتهم بقوة السلاح على المحافظات ومساعيهم للترويج لمذهبهم الفكري، الأمر الذي دفع إلى الواجهة نشوء تحالفات غير معهوده في تاريخ العلاقة بين التنظيم والمجتمعات القبلية اليمنية من قبيل تأسيس "حلف القبائل السنية" في مديريتي العدين وحزم العدين ونشر لجان شعبية في كلا المديريتين، وإنشاء تحالف مماثل مع قبيلة "مذحج" ثالث كبرى القبائل اليمنية بمحافظة "البيضاء" . واعتبر الباحث اليمني المتخصص في دراسة ظاهرة تنظيم "القاعدة" عبده سيف احمد اللساني في تصريح ل "الخليج" أن توسع الحوثيين واستخدامهم لقوة السلاح في السيطرة على العديد من المحافظات، وفر للتنظيم غطاء أخلاقيا وعقائديا لإعادة الانتشار بشكل غير مسبوق في العديد من المحافظات وتفعيل أدواته في الاستقطاب للقبائل المناهضة للنزعة التوسعية الحوثية استنادا لخطاب ديني ذي طابع مذهبي يتعاطى مع تمدد الحوثيين باعتباره "حربا مذهبية" دشنها الحوثيون من طرف واحد بسيطرتهم على العاصمة صنعاء ومن قبلها عمران وتمددهم في العديد من المحافظات الأخرى لتحقيق أهداف إيرانية . وأشار سيف إلى أن "القاعدة" يحاول استغلال توسع الحوثيين كجماعة تمثل أقلية شيعية ومحاولاتها التوغل بقوة السلاح في محيط قبلي واجتماعي سني لتحقيق أهداف مزدوجة من قبيل الانتشار والتمدد في مناطق قبلية جديدة، والهروب من كماشة الحملات العسكرية المتلاحقة والانحشار المزمن في تلال وأجراف القرى القبلية النائية في محافظاتشبوة وأبين ومأرب إلى جانب استقطاب حالة من التعاطف الشعبي تعيد رسم الانطباعات القاتمة عن التنظيم التي كرستها في أوساط المجتمعات المحلية العديد من الهجمات وعمليات الاستهداف التي أودت بحياة الكثير من المدنيين وسكان القرى البسطاء . الظهور والانتشار غير المسبوق للرايات السوداء "للقاعدة" في عواصممحافظاتإبوذماروالبيضاء ومديريات العريش ورداع، لم يسبق للتنظيم الاقتراب من تخومها، والتحاق العديد من القبائل بصفوف مقاتلي التنظيم للمشاركة في مواجهة تقدم الحوثيين، مثّل أحد أفدح التداعيات التي فرضها توسع الحوثيين وتمددهم المسلح . وأكد الناشط السياسي البارز في محافظة البيضاء ناصر على عبد الرحمن العواضي، أن "القاعدة" كان وإلى ما قبل قدوم الحوثيين إلى البيضاء ومحاولتهم بسط سيطرتهم عليها بقوة السلاح يمثل لدى الكثير من القبائل بهذه المحافظة جماعة إرهابية لا تحظى بالحد الأدنى من التعاطف أو التأييد، لكنه الآن ونتيجة لغياب الدولة وقوات الجيش التي كان يفترض أن تتصدى لنزعة التوسع الحوثية، أصبح يمتلك حاضنة قبلية واسعة من الأنصار الذين استقطبهم التنظيم من خلال تصدره لمشهد المقاومة وتسويقه للحرب التي يخوضها مسلحوه ضد مقاتلي ميلشيات جماعة الحوثي بأنها "نصرة" لأهل السنة ودفاعا عن حياضهم ومناطقهم ضد المد الشيعي الفارسي . على صعيد آخر، هدد مصدر قبلي بحلف قبائل حضرموت، شرقي اليمن، بإسقاط ميناء الضبة النفطي ومطار الريان غرب مدينة المكلا، إثر سيطرة رجال من القبائل على ميناء الشحر للاصطياد السمكي . ويتخوف قبليون محليون من إقدام قوات الجيش على محاولة إخراج رجال القبائل الذين يقولون إنهم ينتمون لحلف قبلي نشأ في نهاية العام ،2012 وقالوا إنهم بصدد تسليم الميناء إلى أمن الشحر من أبناء المنطقة وحضرموت، بحسب توجه قبلي اتخذه الحلف قبل أشهر، ولم يستبعد القبليون الرد على أي هجوم قد يتعرضون له، بمهاجمة عدة منشآت حيوية منها ميناء الضبة ومطار الريان وغيرها والسيطرة عليها . وأكد مدير عام مديرية الشحر أحمد عمر مدي، أن حماية ميناء الشحر السمكي تحت سيطرة أبناء حلف قبائل حضرموت بعد إخراجهم وطردهم لقوات الجيش وحراسة الميناء التابعة للكتيبة الثالثة خفر سواحل، موضحا أن هذا الإجراء مؤقت، حتى يتم تسليم الميناء بشكل رسمي لقيادة أمن مديرية الشحر بعد ترتيبات مع محافظ حضرموت، رئيس اللجنة الأمنية .