كيف استطاع النظام في اليمن البقاء والتمسك بالحكومة والحفاظ على رموز السلطة ! رغم النزاعات والحركات السياسية والثورية المؤشرات في أنهيار العملة في وقتا سابق لما تمر فيه اليمن من صراعات وظروف اقتصادية واجتماعية وثقافية وعلمية ! وكيف استطاع هذا النظام خلق الخلافات السياسية وإدخال اليمن في انقسامات وقضايا ونزاعات أن المتابع للمشهد على الساحة السياسية اليمنية يرى أن تحالف القوى في الشمال أحزاب وجماعات كان تحالفها للسيطرة على السلطة في اليمن الشمالي والجنوبي عند تحقيق مشروع الوحدة اليمنية بين الدولتين الجارتين وما صاحب تلك المرحلة من عمليات التصفية والاغتيالات لكثير من الكوادر الجنوبية وعرقلة التطبيق العملي لميثاق الوحدة اليمنية وإعلان الحرب على الجنوب في صيف 94 والسيطرة على الأرض والثروات واستبعاد كل رموز الدولة الجنوبية، كان في نظر النظام اليمني أنه انتصر وأطلق على نفسه صاحب الشرعية وان الجنوبيين انفصاليين. لكن ما بني على باطل فهو باطل والظلم لا يولد إلا ظلم ، انهارت القوى المتحالفة على الجنوب في الشمال مع خروج الاحتجاجات الشعبية في الجنوب المطالبين برحيل النظام اليمني وإستعادة دولة الجنوب، استخدم النظام اليمني أوراق وخلق نوع من القضايا التضليلية للرأي العام والبحث عن مكتسبات وتحالف وتعاطف إقليمي كما هو في علم السياسة هناك مصطلح اسمه (خلط الأوراق) الهدف منه إرباك عدو أو خصم وجعله يحار في فهم نوايا خصمه أو عدوه، وهذا ما يكون في سياسة الدولة الخارجية، استطاع النظام اليمني التحالف مع عناصر تنظيم القاعدة لضرب الجنوب سابقاً واستخدام القاعدة أيضاً لتصفية نشطاء وقيادات الحراك الجنوبي وكسب المكتسبات والتعاطف الخارجي لمحاربة الإرهاب في اليمن وقد أنهار التحالف بين السلطة وعناصر القاعدة وبدأ انقلاب السحر على الساحر وجني ما زرعة النظام من قتل وظلم ضد شعب الجنوب في صفوف جنوده وجيشه ، استطاع النظام اليمني أيضا استخدام جماعات الحوثي كورقة ضغط على الجار الخليجي وكسب المكتسبات منه ومن إيران وإظهار الحوثي بشكل أكبر وأوهام الرأي العام في خطر الحوثي وتأييده لقضية الجنوب وأن هناك تعاطف إيراني يشكل خطرا على الجار الخليجي وهذه عملية خلط الأوراق كسياسة داخلية فهذا مما لا يعرف في سياسة أي نظام تجاه شعبه أو مجتمعه، مع الأسف الشديد هناك الكثير يؤيد استفحال عناصر الحوثي ومصدقا كذا سيناريو وقدرات خارقة تتحدي الجيش الشمالي وحلافائه الذي لا يخرج أمامه كائن حي في الجنوب إلا قتله أو اخفاه من على الوجود ، ضل النظام اليمني متمسك بالسلطة ومحافظا على رموزه لعدم وجود الاعب السياسي الذي يمثل رأي الشعب الجنوبي وهويته الوطنية وإحراق مثل تلك الأوراق المتساقطة والباليه للاحتلال اليمني أمام الرأي العام والدولي بل ما يزيدنا اسفا أن نقتل ونسحل في الساحات برصاصهم الغادره ومن ثم نتعامل وننتظر إلى تغيير الوضع حسب ما يخطط له الإحتلال ويلعبه في اوراقة المغلوطة دون الإدراك في مخاطر المرحلة وكيفية التعامل معها سياسياً ودولياً وهذا يحتاج إلى اصطفاف لكل النخب السياسية والدكاتره والشباب في الجنوب وترتيب صفها والتمثيل الصحيح لقضية شعبنا المحتل الذي عبر عن مواقفه الثورية في أكثر من حشد مليوني ولم نستطيع استغلال ذلك التعبير بالطرق المناسبة ، شاهدت أثناء جلوسي مع القيادات والنشطاء والمراكز الإعلامية والشباب في الساحات الجنوبية أن هناك إدراك من الجميع في الأخطاء الشائعة التي لم تستطيع قوى الثورة الجنوبية التعامل معها وهناك بوادر في الترتيب والتنظيم ولكنها دون انسجام وتوافق واصطفاف وكلا يحمل الآخر الأسباب والأخطاء والعمل دونه ، راجياً أن دم الشهيد حسين اليافعي الذي ضحي بروحه لعزة وكرامة الجنوب أن يكون انطلاقاً نحو تصعيدا ثوري واصطفاف قيادي موحد في كل ساحات الجنوب يواكبه مشهد سياسي وإعلامي للرأي العام وتشتت وإحراق أوراق الإحتلال اليمني وتعاطف الحركات التحالفية المزورة التي تضر مصلحة القضية الجنوبية والترويج لها في دعم ثورتنا الجنوبية التحررية الذي فجرها الشعب الجنوبي الجبار بتضحيات جسام وإرادة ومجهودات شعبية جنوبية