بدأت جماعة «أنصار الله» المعروفة إعلامياً بجماعة الحوثي، عصر أمس، فعاليات الاحتفال بالمولد النبوي في العاصمة اليمنيةصنعاء، وسط تحليق للطيران، وإجراءات أمنية مشددة فرضها مسلحو الجماعة في شوارع صنعاء. ووفقاً لفضائية «المسيرة» التابعة للجماعة، فإن «الحفل الذي بدأت فعالياته في تمام الساعة ال3 عصراً بتوقيت صنعاء، (13 تغ) في مقر المنطقة العسكرية السادسة، شهد حضور دبلوماسيين أجانب ووزراء في الحكومة وسياسيين وبرلمانيين». وشهدت شوارع صنعاء، صباح أمس السبت، انتشارا مكثفا لمسلحي «الحوثي»، قبيل ساعات من انطلاق حفل الجماعة بذكرى المولد النبوي. وفي كلمة له في الاحتفال هاجم «عبدالملك الحوثي» زعيم جماعة «أنصار الله» المعروفة بجماعة الحوثي، السبت، مشروع الدولة الاتحادية المكون من 6 أقاليم، وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل. وقال زعيم الحوثيين، في خطاب متلفز، بثته فضائية «المسيرة» التابعة للجماعة، إن «مشروع الأقاليم الستة، محاولة لتفتيت البلد وتجزأته إلى (كينتونات) صغيرة وضعيفة يسهل التحكم فيها». وأكد الحوثي على «ضرورة أن تتعامل القوى الدولية مع بلاده على أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون اليمن الداخلية». ونوه الحوثي إلى «ضرورة الحفاظ على مكاسب ثورة 21 سبتمبر (أيلول)، في إشارة إلى اريخ دخول مسلحي جماعته إلى العاصمة صنعاء، و»عدم الانجرار وراء المخططات الخارجية الرامية إلى تفتيت اليمن». وطالب الحوثي ب»حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً، وألا تبقى ورقة خاضعة للتلاعب والمزايدات، لأنها تعبر عن قضية وطنية ومظلومية حقيقية لأهل الجنوب». وقام مسلحو جماعة الحوثي بنشر نقاط تفتيش في مختلف شوارع العاصمة قبيل موعد انطلاق الاحتقال بمقر المنطقة العسكرية السادسة في العاصمة. وتأتي هذه الإجراءات، خشية تعرض الحفل لأي استهداف، بعد أيام من تعرض حفل نظمته الجماعة الأربعاء الماضي في مدينة إب، وسط اليمن، لهجوم انتحاري؛ خلف 26 قتيلاً و48 جريحا. ومنذ 21 أيلول/سبتمبر 2014، تسيطر جماعة «الحوثي» المحسوبة على المذهب الشيعي بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية، إيران، بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران. ويثير الانتشار العسكري للحوثيين وسيطرتهم على قرار المؤسسة العسكرية في اليمن غضب المؤسسة العسكرية، حيث يشعر العسكريون في اليمن بالاهانة وهم يرون الميليشيلت تسيطر على سلاح وآليات المعسكرات في طول وعرض البلاد، حيث أصبحت الميليشيات تمتلك سلاحا يعادل سلاح الدولة وربما يفوقه بعد سيطرة الحوثيين على معسكرات كل المناطق التي يدخلونها. وحسب تقرير أصدره مركز «أبعاد» للدراسات والبحوث في اليمن حصل الحوثيون على أسلحة نوعية من اقتحامهم لقيادة المنطقة السادسة (الفرقة أولى مدرع سابقا) والمعسكرات التابعة لها مثل اللواء 310 في عمران، ومن القيادة المركزية لوزارة الدفاع وهيئة الاركان. ويقول التقرير انه اصبح في يد الحوثيين منذ بدء اسقاطهم لمعسكرات الدولة في هذا العام أكثر من 120 دبابة من نوع (T55-T62)، وحوالي 70 مدرعة (BMB – BTR)، وحوالي 20 مدفع (شيلكا وهاوتزر ذاتي الحركة)، وحوالي 10 عربات (كاتيوشيا)، وما يقارب من 100 مدرعة تحمل رشاشات ثقيلة ومتوسطة، الى جانب مئات الأطقم العسكرية وعشرات المخازن للذخيرة الحية. وبعد أنباء عن حصولهم على شحنات صواريخ ايرانية نوعية الى جانب شحنات سفينة جيهان المحتجزة، يقول التقرير أن الحوثيين أصبحوا يمتلكون حوالي 70٪ من قدرات الجيش اليمني، فيما هم يحاصرون معسكرات اخرى فيها أسلحة نوعية واستراتيجية مثل الصواريخ بعيدة المدى، ويتحكمون بالمطارات العسكرية الموجودة فيها.