هي التي تقوم على أكاذيب وتزوير حقائق . و نهايتها بوار حتى لو كانت ثورة ضد مستعمر . الضرر لايقع على المستعمر سواءً بقي أو غادر ، الضرر يقع على الشعب الذي تنازل عن القيم العليا للثورة و قبل بناء ثورته على أحجار من الأكاذيب . فعندما يوصف قاطع الطريق بحامي طريق الثورة ، والبلطجي بالفدائي ؛ يتوارى الثوَّار والفدائيون الحقيقيون عن الساحة ، لماذ….؟ لأنَّ البيئة لم تعد بيئة موسومة بالأخلاق و القيم الثورية النبيلة ، بل الثورة بكاملها تصبح "ثورة كاذبة" مثل الحمل الكاذب عند النساء "أعراض حمل بدون حمل" . هذا النوع من الثورات أسميته """ الثورة البلُّونية """ لأنَّها كالبالون منفوخة و بشكة دبوس تنتهي وتتلاشى . و أسوء أنواع الثورات البلّونية ؛ هي تلك الثورات التي تتجاوز التزييف ببطولات أفراد إلى تزييف مرحلة نضالية بكاملها ؛ فعندما توسم مرحلة أو جولة نضالية كذباً و زورا بأنَّها كانت ناجحة ، وحققت أهداف وطنية عظيمة فهذه طامَّة كبرى لعقود من الزمان على هذا الشعب الذي قبل التزوير . و خطورة الثورة البلّونية تكمن في عدم اكتشاف الشعب لها قبل أن يكتشفها عدوه "المستعمر" …؟ إذا حدث ذلك فالعدو يحقق انتصار تلو انتصار و يصور أنَّه ينهزم ، والثورة البلّونية تزيد انتفاخاً بالانتصارات الزائفة . . . حتى يحسم العدو المعركة لصالحه ، وينهي كل جولاتها منتصراً ، ولا يترك من المعركة إلَّا ""شكة دبوس"" ينهي بها حياة الثورة البلّونية عندما تكون نهايتها في مصلحته . والخطر الأكبر في الثورة البلّونية أنَّها تعزز التفاخر الكاذب ، عن طريق تفشي الإدعاء بالبطولات والإنجازات بالكذب والزور ، وهذه الخصلة ليست من فضائل الأخلاق . . . والشعب الذي يُسقط فضائل الأخلاق من كيانه يصبح عرضه لفقدان هويته الأخلاقية ، وبعد ذلك يفقد هويته على العموم ، والتي إذا فقدها يصبح مهيئاً للتفكك والذوبان في هويات الشعوب الأخرى . سؤال ؛ هل تريدون أن تعرفوا لماذا كان احتلال الجنوب في 1994 مثل شكة دبوس لبالونة …؟ جواب ؛ لأنَّ الجنوب حينها كان دولة ناتجة عن ثورة بلُّونية اسمها ثورة 14 أكتوبر 1963 ضد الاستعمار البريطاني . . . . لو كانت هذه الدولة قامت على حقيقة الثورة الجنوبية الممتدة لمئات السنين ضد كل الغزاة الذين اقتحموا حياض الجنوب ؛ ونضال الشعب ضد الاستعمار البريطاني الذي لم يتوقف منذ دخول الانجليز عدن 1839 ، وكانت ثورة 14 أكتوبر جولة نضالية من جولات نضال شعبنا الطويل لم تكن الجنوب وقعت تحت الاستعمار الزيدي اليوم . قدَّر الله و ماشاء فعل . عبدالسلام بن عاطف جابر .