يبدو ان جميع اللاعبيين الرئيسيين في اليمن قد وصلوا الى قناعة تامة باستحالة الحسم العسكري ، وجدوى استمرار الحرب العبثية، التي وللاسف لم تحقق اي مكاسب سياسية لاي طرف من الاطراف، بل ان العكس هو ماحصل ،فقد بات الجميع يدرك حجم الاضرار التي لحقت به ، وبات الصراع الان يحوم حول ايجاد مخرج مشرف للجميع،يحفظ ما الوجه. لم يعد هناك مجال للشك بان الجميع قد فقد البوصلة لمواصلة المسير ، واصبح الجميع يعيش حالة من التخبط والتوهان، وصعوبة اتخاذ القرار. فالبنظر الى ابرز اللاعبين وهو التحالف العربي،نجد ان قيادة التحالف العربي لم تستطيع حتى يومنا هذا من تجاوز نفسها ومبالغتها في طرح المحاذير نحو اجتياز عقبات وعرة (نهم،تعز،مارب) مع ان لدى التحالف العربي الامكانيات العسكرية واللوجستية للاجتياز ولكن ،لان التحالف منذ البداية قد عقد تحالفات هشة مع بعض القوى اليمنية ، والتي كان يعول عليها الدور الكبير في كسر جماح المتمردين ، ولكن للاسف فقد خذلت هذه القوى الجميع وتقوقعة في افق المصالح الحزبية والشخصية الضيقة ،متجاهلة مهمتها الوطنية، في ردع المتمردين وانقاذ مايمكن انقاذه من هذا الوطن المذبوح. ومع ان التحالف العربي كان يدرك مسبق استحالة اتخاذ هذه القوى كحليف رئيسي في حربه، لاستعادة الشرعية، للاختلاف الواسع في الاهداف والايدلوجيات بين الطرفين ،الا انه اي التحالف تحول سريع من مرحلة احتواء هذه القوى الى مرحلة اتخاذهم كحليف وشريك اساسي في الحرب. كل يوم يمر يدرك التحالف مدى الخطا الاستراتيجي الذي وقع فيه ، حين جعل من هذه القوى ورقة رئيسية يستعين بها في حربه لاقتحام صنعاء، ولكون امر التخلي عنهم اشبه باعتبارهم كطرف مناوى للتحالف وله تبعات كارثية على التحالف فهو بالتالي مظطر للتماشي ،تحت حالة من الحذر الشديد. في المقابل نجد ايضا اللاعب الرئيسي الاخر وهم المتمردين ،يجاهدون باستماتة للابقا على حالة التماسك والترابط الداخلي، والذي بات من الواضح حالة التخلخل والتفكك التي يعيشها المتمردون الحوثيون وحلفائهم وتراجع مستوى الثقة بينهم ،بعد ان تلاشت وتبخرت كل الاهداف والامال والاطماع الدنيئة، والتي كان ضحيتها وطن باكملة. لم يتبقى امام المتمردين وحلفائهم من خيار سوى الاستمرار في حالة الدفاع ، مع استخدام ورقة الصواريخ البالستية، لانتزاع اي قرار سياسي يضمن خروجهم ولو باقل القليل من ماء الوجه، مع انحسار فرص فرض القرارات على الميدان ،وتزايد الاعباء الاقتصادية والتي باتت تمثل حرب حقيقية لا يقوى المتمردون على الاستمرار فيه. Share this on WhatsApp