اهتمت صحيفة "آس" في تقرير لها بما سمّته "ريال مدريد الجديد"، الذي تغير بشكل كبير هذا الموسم وتمكن من قلب كل المعطيات وإزالة كل الشكوك، إذ ما زال حاليا في السباق من أجل التنافس في كل المسابقات. وجاء الفوز في ديربي العاصمة الإسبانية على حساب الجار والغريم أتلتيكو مدريد، مساء السبت، ليؤكد صحوة الفريق الملكي تحت قيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان. وحسب الصحيفة، فتاريخيا ارتبط اسم ريال مدريد بلاعبين تمكنوا من قيادته للألقاب عبر حقب زمنية، كوقت دي ستيفانو وخينتو وبوشكاش وبعدها عرف الفريق حقبا مع نجوم كبار وصولا للقرن الحالي مع حقبة زيدان وراؤول وفيغو ورونالدو البرازيلي ثم حقبة كريستيانو رونالدو الأخيرة. في المقابل، ظل الغريم التقليدي برشلونة مرتبطا بالأسلوب أو بالمدربين فتاريخه ارتبط بعدة مدربين كبار خلقوا أسلوبا في الفريق هيلينو هيرارا والراحل الهولندي يوهان كرويف ومواطنه فرانك ريكارد والإسباني بيب غوارديولا. وتمكن زيدان منذ ولايته الأولى من تغيير القيادة في ريال مدريد نحو المدرب، حيث ارتبط اسمه بالثلاثية التاريخية في دوري أبطال أوروبا وضمنها ثنائية الليغا ودوري الأبطال موسم 2016-2017 وهو إنجاز لم يحققه الفريق منذ 59 عاما. وكشفت الصحيفة "أدوات زيدان السحرية التي صنعت ريال مدريد الجديد"، وجعلته برفقة ليفربول الأقوى حاليا في القارة الأوروبية: تغييران في فترة ما بين الشوطين يعتبر زيدان من المدربين الذين لا يجرون تغييرات في فترة ما بين الشوطين سوى للضرورة كالإصابات، لكنه أمام أتلتيكو مدريد غير لاعبين حيث أشرك لوكاس فاسكيز وفينسيوس جونيور على حساب إيسكو وكروس. وقال زيدان بعد اللقاء: "ما حدث في الشوط الأول كان خطئي لا أحب إجراء تغييرات بين شوطي اللقاء لكنا كنا في حاجة إليهما". وأعطى فاران الحق لمدربه، وقال: "طلب منا أن نفتح الملعب ونذهب للعمق ونستغل السرعة في الفريق". ومن الغريب أن زيدان لم يستخدم التغيير الثالث في اللقاء، حتى من أجل إضاعة الوقت لكونه كان معجبا بطريقة لعب المجموعة وقدرتها على إنهاء اللقاء دون مشاكل. الأوروغوياني فيدي فالفيردي يعتبر النجم الشاب أحد اكتشافات زيدان هذا الموسم فهو اللاعب الذي أنساه في طلبه الملح في فترة الانتقالات الصيفية مواطنه بول بوغبا، وهو اللاعب الذي ضمن له التوازن في الفريق. ولعب فالفيردي كل اللقاءات المهمة وكان حاسما، حيث بدأ اللعب في 18 مباراة لم يخسر فيها ريال مدريد، حقق الفوز في 12 وتعادل في 6 وسجل الفريق 42 هدفا وتلقى 6 أهداف فقط، ودونه سجل الفريق 22 هدفا ودخل مرماه 17 هدفا. ثنائي ارتكاز لم يجد زيدان مشكلة في فرض لاعبي ارتكاز في الفريق البرازيلي كاسيميرو والأوروغوياني فيدي فالفيردي وهي تجربة مارسها كابيلو في ريال مدريد بالبرازيلي إيمرسون وديارا ومارسها البرتغالي جوزيه مورينيو بالإسباني تشابي ألونسو والألماني سامي خضيرة. ويعطي زيدان بلاعبي ارتكاز الحرية للثنائي الألماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش للقيام بأدوار هجومية أكثر. وجاء قرار زيدان بإشراك ثنائي ارتكاز منذ الخسارة في باريس 3-0 أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا. إقناع اللاعبين يعتبر زيدان سيد القرارات في غرف الملابس ويملك سلطة معنوية قوية على لاعبيه وتمكن من فرض أسلوبه وإقناعهم بقراراته. وقال فاران عن ريال مدريد زيدان: "نقولها كثيرا ويعتقد البعض أنها مجرد جملة، لكن الحقيقة أننا عائلة"، وأكدت الصحيفة أن زيدان هو هذه العائلة. وفرض زيدان عدة قرارات كعدم دعوة غاريث بيل للديربي وكذلك البرازيلي الشاب رودريغو ودعوة فينسيوس جونيور والذي ساهم في الفوز. عودة الألماني توني كروس تعتبر عودة كروس لأفضل مستوىاته من إنجازات زيدان فاللاعب أصبح أكثر مشاركة في الهجوم ساهم في 12 هدفا هذا الموسم، حيث سجل 4 أهداف ومنح 8 تمريرات حاسمة. وجاء تألق الألماني بفضل الحرية التي منحها له زيدان في الأدوار الهجومية بوجود كاسيميرو وفالفيردي. الظهير الفرنسي ميندي كان من أهم قرارات زيدان وضع البرازيلي مارسيلو في دكة البدلاء على حساب الفرنسي ميندي الذي أعطى الفريق قوة دفاعية. ويعتبر ميندي وفالفيردي من أهم أسباب الصلابة الدفاعية لريال مدريد في الفترة الأخيرة، حيث ترك الفريق مرماه نظيفا في 51% من اللقاءات وهو إنجاز تاريخي لم يحققه في السابق. تغيير في خطط اللعب فند زيدان كل الأقاويل التي تحدثت عن فكره الخططي ففي الفترة الإعدادية جرب اللعب ب3 مدافعين، لكنه لم يستعملها في أي لقاء رسمي ثم لعب بخطط 4-3-3 مع غاريث بيل أو فينسيوس جونيور أو رودريغو في اليمين وهازارد يسارا وبنزيما قلب هجوم، ثم 4-2-3-1 مع بنزيما وحيدا في الهجوم ثم 4-1-4-1 مع 5 لاعبين في وسط الميدان. وفاجأ زيدان باريس سان جيرمان في "سانتياغو بيرنابيو" بخطة 4-4-2 في لقاء انتهى بالتعادل 2-2 وكان ريال مدريد أفضل بكثير من منافسه وأضاع الفوز.