لم يكن الطفل صدقي صالح قاسم ذو ال"15″ عام يعلم وهو يهمس في أذن أخيه الأصغر صالح ذو ال(12) عام الذي كان يجلس إلى جانبه مسنداً رأسه على صدره من مشاق وعناء رحلة سيرهم وهم في طريق عودتهم من محافظة لحج إلى ردفان على متن حافلة لنقل الركاب (باص) وهو يشير له إلى ثلاثة من الجنود كانوا على بعد حوالي (30) متراً يقومون بتفتيش السيارات المارة على الخط العام بصورة استفزازية بأن جنود هذه النقطة يتبعون لواء "أبو العوجاء" الذي يقوم جنوده بإطلاق الرصاص على المواطنين ويقومون بنهب المسافرين وأنهم هم الذين قتلوا الشهيد رأفت العطفي وسط الشارع العام في الملاح بأن روحه البريئة سوف تُزهق برصاص هؤلاء العسكر الذين تجردوا عن كل القيم والمعاني الإنسانية حتى أضحت فوهات اسلحتهم لا تفرق بين رجل وامرأة أو بين طفل وكهل أو بين عدوٍ وصديق , وماهي إلا لحظات حتى أطلق أحد أولئك الجنود رصاصات الموت صوب الحافلة التي كانت مليئة بالركاب لتستقر إحداهن برأس صدقي الذي كان يحاول في تلك الأثناء بأن يضم رأس أخيه الأصغر إلى صدره للتهدئة من روعه ولحمايته من تلك الرصاصات ليسقط مضرجاً بدماءه وماهي إلا دقائق معدودات لتصعد روحه الزكية إلى بارئها ولم تفلح صرخات صالح التي أدمت قلوب وأفئدة من كانوا على متن الحافلة وهو يحاول ضم أخيه إلى صدره من إيقاف نزيف الدم المنهمر من رأس صدقي في مشهد حزين ومؤلم يعيد إلى الأذهان بعضاً من مشاهد القتل التي تعرض لها أطفال فلسطين . * الشهيد صديق في سطور : صديق صالح قاسم من مواليد 1998م منطقة الربوة الحبيلين مديرية ردفان بمحافظة لحج درس الابتدائية في مدرسة الشهيد ثابت حسن الحقبي والتحق هذا العام بثانوية الشهيد لبوزة الحبيلين الصف الأول الثانوي , حيث كان من الطلاب المتفوقين والمتميزين حيث كان قدوة الطلاب بأخلاقه العالية ,حضي باحترام زملائه ومعلميه فهو برغم ظروفه الأسرية الصعبة واصل دراسته في الثانوية فقد كان يحلم بمستقبل مشرق وأن يكون طبيباً أو مهندساً في بلاده وأرضه ,فصارع الحياة من صغره حيث كان يأتي من منزلة الكائن في الربوة إلى الثانوية في الحبيلين مشياً على الأقدام أو كان يتعلق بالشاحنات الكبيرة(قلابات ) ,فالشهيد يتيم الأب من أسرة فلاحية فقيرة تكابد الظروف المعيشية الصعبة من أجل كسب العيش ., فوالد الشهيد متوفي ولديه أسرة مكونة من 6 أولاد و7بنات , والشهيد يأتي في الترتيب الثاني عشر بين إخوته ( أي قبل الأخير ) والذي هو اخوه صالح الذي كان مرافقاً له في ليلة استشهاده في الساعة الخامسة عصراً من يوم السبت بتأريخ 16/11/2013م فبينما هو عائد مع أخيه الأصغر منه سناً من زيارة أقاربه في لحج على متن باص أجرة وعند مرور الباص بالنقطة العسكرية في مديرية الملاح . * مقتل صدقي يشعل فتيل الاحتجاجات الشعبية والثورات الطلابية : أثارت سلسلة الجرائم التي ترتكبها قوات اللواء (135) الذي يقوده العميد "ابو العوجاء" والذي يتخذ جنود إحدى كتائبه من مبنى المجمع الحكومي بمديرية الملاح ردفان بمحافظة لحج مقراً لهم والتي كان آخرها جريمة قتل الطفل صدقي صالح قاسم ذو ال"15″ عام والذي قام جنود إحدى النقاط العسكرية المستحدثة على مداخل مدينة الملاح مساء السبت بقتله بطريقة وحشية أثارت موجة من الاحتجاجات الشعبية العارمة التي عمت جميع مديريات ردفان الأربع . وتداعى أبناء ردفان إلى منصة الشهداء الحبيلين ردفان، للوقوف أمام الحادث الإجرامي الوحشي والشنيع الذي قامت به القوات العسكرية والمليشات التابعة لها (البشمرجة) المحتلة المرابطة في الملاح مساء يوم أمس السبت 16/11/2013م بإقدامها باغتيال الشهيد الطالب/ صدّيق صالح قاسم أثناء مرورهم في الخط العام مديرية الملاح وهو في طريقه من عدن إلى الحبيلين هو وآخرين على متن حافلة خاصة بأحد أبناء الضالع عندما اعترضت تلك القوات خط سيرها مستخدمة في عملها الإجرامي السلاح الناري الخفيف والمتوسط مصوبة النار إلى رأس الشهيد بطريقة عمدية وهمجية ممنهجة وبنفس الطريقة والأسلوب الذي ارتكبته بحق الشهيد رأفت العطفي قبل أيام وغيره من الشهداء والجرحى المارين على الخط العام بطريقة عنصرية في تمادي واضح واستفزاز واعتداءات وسلب ونهب المواطنين والمارين يومياً بطريقة غير شرعية وقانونية. وفي اللقاء الذي حضره حشد جماهيري كبير من أبناء ردفان سادته النقاشات الهادفة وغاضبة واستياء شعبي عام وفي نهاية اللقاء تم الخروج بالبيان التالي: إدانة واستنكار لهذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي تركب بحق شعب الجنوب. تسليم القتلة والمسئولين عنهم للاقتصاص منهم في أسرع وقت ممكن في مدة لا تتجاوز 72 ساعة. رفع جميع قوات جيش والمليشيات التابعة له من جميع مناطق ردفان باعتبارها مصدر للقتل والتهديد والسلب والنهب وخطر على الجميع. نحمل الجهات المعنية والمختصة أي تداعيات أو ردود أفعال قد تحصل نتيجة أي مماطلة أو تسويف. تشكيل لجنة لمتابعة وتنفيذ قرارات هذا اللقاء مع الجهات المعنية وتقديم إفادتهم اليومية عن سير عملهم وعقد لقاء يوم الخميس القادم 21/11/2013م للوقوف أمام ما تم التوصل إليه من قبل اللجنة لاتخاذ المواقف اللازمة تجاهها. كما دعا الحاضرون أبناء ردفان خاصة والجنوب عامة إلى تنسيق الجهود واتخاذ المواقف العملية لوقف هذه المجازر ووضع حد نهائي لها، والتضامن والوقوف مع أسرة الشهيد وجميع الضحايا. ناشد الحاضرين المنظمات الإنسانية والقانونية والمفوضيات السامية المهتمة بحقوق الإنسان للقيام بدورها الإنساني بوقف الجرائم التي ترتكب يومياً بحقنا من قبل قوات الاحتلال الهمجية باعتبارها جرائم ضد الإنسانية. وتواصلت وعلى مدى الثلاثة الايام الماضية مسيرات الغضب العارمة التي شهدتها مدن كل من الحبيلين والملاح وحالمين والتي شارك فيها طلاب مدارس التعليم الأساسي والثانوي والمئات من نشطاء الحراك الجنوبي وجموع غفيرة من المواطنين . وجاب متظاهرون غاضبون أمس شوارع مدينة الحبيلين كبرى رباعيات ردفان حاملين صور الشهيد صدقي صالح قاسم وأعلام دولة الجنوب مرددين الهتافات المنددة بجريمة مقتل زميلهم والمطالبة بالقصاص ممن وصفوهم ب(القتلة والمجرمين) . واتجه المتظاهرون بعد ان جابوا شوارع المدينة صوب منصة الشهداء حيث أقيم مهرجان خطابي شاركت فيه قيادة السلطة المحلية وأعضاء المجلس المحلي ومدير أمن المديرية العقيد عثمان معوضة . وألقى مدير عام ردفان عباس ثابت كلمة مقتضبة عبر فيها عن إدانته واستنكاره لجريمة قتل الطالب صدقي صالح قاسم برصاص قوات الجيش متهماً قوات "أبو العوجاء" بممارسة أعمال القتل والسلب والنهب وأضاف بالقول : "ان القوات العسكرية الموجودة حالياً في مديرية الملاح ليست قوات جيش نظامي بل قوة قبلية من (البشمرجة) قدمت إلى الملاح لممارسة أعمال القتل بحق المواطنين الأبرياء وإثارة الفوضى وترويع السكان الآمنين " . وأكد مدير عام ردفان على ضرورة تسليم الجنود المتهمين في جريمة قتل (صدقي) إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع . * محلي ردفان يطالب بسرعة تسليم القتلة ورفع القوات العسكرية : إلى ذالك فقد دان المجلس المحلي بردفان بمحافظة لحج وبشدة ما وصفها ب"الجريمة البشعة" التي ارتكبها جنود نقطة عسكرية على مدخل مديرية الملاح بحق طفل لم يتعدى الخامسة عشر من العمر وأدت إلى وفاته في الحال . وطالب المجلس المحلي بردفان خلال اجتماع استثنائي عقده أمس وكرس للوقوف أمام تداعيات جريمة مقتل الطالب صدقي صالح قاسم وزارة الدفاع وقيادة المنطقة الجنوبية وقيادة السلطة المحلية بمحافظة لحج بسرعة تسليم الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل . كما طالب المجلس المحلي قيادتي وزارة الدفاع والمنطقة الجنوبية برفع تلك القوات التابعة للواء (135) والتي وصفوها ب(الغير نظامية) من كافة مديرية الملاح , مؤكدا بان هذه الحادثة ليست الأولى التي ترتكبها تلك القوات بل سبقتها حوادث كثيرة راح ضحيتها الكثير من المواطنين . ودعا المجلس المحلي كافة ابناء ردفان إلى ضبط النفس واتاحة الفرصة أمام المجلس لمتابعة الجهات المختصة بتسليم الجناة , مؤكداً بانه في حال لم يتم تسليم الجناة فان المجلس المحلي سوف يكون إلى جانب أبناء ردفان في أي قرار يتخذونه . *مكتب التربية بردفان يدين جريمة مقتل الطالب صدقي : أدان مكتب التربية والتعليم في مديرية الحبيلين بردفان بمحافظة لحج جريمة القتل البشعة التي تعرض لها الطالب صدقي صالح قاسم الذي يدرس في الصف الاول ثانوي في ثانوية الشهيد لبوزه ،على أيدي بشمرجة أحدى النقاط العسكرية التابعة للواء "أبو العوجاء" الذي ينتشر في مديرية الملاح ويقيم العديد من النقاط المستحدثة في المنطقة . وفي رسالة وجهها مدير التربية والتعليم في مديرية الحبيلين بردفان الأستاذ فضل صالح الحجيلي حصلت "الأمناء" على نسخة منها ،أدان واستنكر فيها هذه الجريمة البشعة التي تعرض لها الطالب صدقي على أيدي بمشمرجة لواء أبو العوجاء ،وقال إن هذه النقاط العسكرية تحولت من حماية الناس إلى قتلهم في جرائم متلاحقة وبدم بارد دون وازع من دين أو ضمير ،ومكتب التربية في المديرية إذ يدين هذه الجريمة البشعة التي حدثت للطالب صدقي ،يشدد على ضرورة تسليم الجناة إلى يد العدالة لينالوا جزائهم . * الحراك يدين الجريمة ويدعو إلى التصعيد : عبر مجلس الثورة السلمية وقطاع الشباب والطلاب بردفان بمحافظة لحج عن إدانته واستنكاره لما وصفها ب"الجريمة البشعة" التي ارتكبتها قوات الجيش التابعة للواء (135) مدرع المرابط بمديرية الملاح بحق الطفل صديق صالح قاسم حينما كان في طريق عودته من عدن وبمعية شقيقه الأصغر على متن حافلة ركاب . وحمل مجلس الثورة وقطاع الشباب والطلاب في بيان صادر عنه تلقت "الأمناء" نسخة منه نظام صنعاء المسؤلية الكاملة عن هذه الجريمة الشنعاء وقال البيان : " ان قوات (الاحتلال ) قد استباحت دماء ابناء الجنوب فتقتل بدم بارد في استهار واضح بحياة الناس كونهم ينفذون اوامر قيادتهم التي تحرضهم على القتل وذالك تكريساً لنهج الاحتلال القائم منذ 1994م. وأكد البيان بان قوات (الاحتلال ) اليمني تعمل على خلط الاوراق ونشر قتلتها في كل مناطق الجنوب لمحاولة جر الثورة الجنوبية الى معركة وإدخال الجنوب في حرب على غِرار ما يحدث في صعده الامر الذي يتحم علينا الدفاع عن انفسنا فنحن معتدى علينا ويقتل ابناءنا وهم مارون وعزل امام صمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المنادية بحقوق الانسان . كما عبرت شخصيات اجتماعية وقبلية في مديرية ردفان عن ادانتها واستنكارها لجريمة قتل الذي الطفل صديق صالح قاسم الردفاني وحذرت قوات الجيش من محاولة تهريب القتلة مطالبين بتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم العادل جراء ما اقترفوا من جرائم .