تتصاعد الاحداث في الجنوب بشكل متسارع من اي وقت مضى ، مع دخول الهبة الشعبية السلمية الجنوبية التي اطلقتها قبائل حضرموت والجنوب وقوى الحراك الجنوبي السلمي اسبوعها الثالث منذ اطلاقها يوم 20 ديسمبر الماضي . وادخلت الهبة الشعبية الجنوبية ، صنعاء ونظام حكمها في مرحلة الفصول النهائية ، بعد ان اعلنت صنعاء بشكل غير مباشر وعبر حوارها اليمني المزعوم ، عن فشلها الذريع في محاكات الواقع الميداني الجنوبي ، وما يجري في الجنوب من ثورة شعبية صامدة رافضة لكل اشكال وسيناريوهات التوافق السياسي الجاري في صنعاء ، والذي يغرد خارج السرب . طبقاً لمعلومات خاصة ، فإن المجتمع الدولي ، يبحث عن بديل للحوار اليمني الفاشل ، بعد عجزه عن تحقيق أي تقدم في ملامسة حلول جدية فيما يخص القضية الجنوبية ، وتهدئة الشعب الجنوبي الذي يصر على مطالبه باستعادة دولته الجنوبية " جمهورية اليمني الديمقراطية الشعبية " . وعلى ضوء ذلك ، يرى مراقبون سياسيون ، ان نهاية الحوار اليمني ، المعلن عنه في صنعاء ، ليست نهاية للقضية الجنوبية ، كما تدعي صنعاء ، بقدر ما هي بداية لفصول ساخنة منها ، ودخولها مرحلة التدويل بشكل رسمي ، وخاصة ان شيئاً ما لم يتغير تجاه الجنوب وشعبه ، منذ بداية الحوار ، غير ان انتهاكات جسيمة ارتكبت ، كانت اشد فضاعة وشراسة منذ ظهور ثورة الحراك الجنوبي السلمي . ولعل تطورات المشهد في الجنوب ، ومنذ بدء الهبة الشعبية كمرحلة جديدة في الثورة الجنوبية التحررية ، عرت مزاعم صنعاء وتطميناتها الخادعة للمجتمع الدولي بقدرتها على عودة الاستقرار والهدوء الى الشارع الجنوبي ، عبر قرارات ورقية لا تعدو كونها حبيسة الادراج ، ولا يستطيع احد تنفيذها ، لوقوف قوى النفوذ اليمني امامها حجرة عثرة . ومن المتوقع ان يختتم ما يسمى الحوار اليمني مرحلته ، الايام القادمة ، بعد اعلان صنعاء ذلك ، في ضل تصعيد جنوبي ثوري ، تتمسك خلاله المكونات الثورية الجنوبية ، بالنضال السلمي ، في حين تدعو قبائل جنوبية بينها قبائل حضرموت ، للدفاع عن النفس ، بكل الوسائل ، من بطش الجيش اليمني ، والتأكيد على ضرورة رحيله من الجنوب ، وترك شئون مدن ومناطق الجنوب لابناءها كي يديروا شئونها . وفي إطار ذلك ، تتخذ عملية المواجهات المسلحة بين حلف قبائل حضرموت ، وقوات حماية الشركات النفطية التابعة للجيش اليمني ، منحى خطير على مستقبل الشركات الدولية العاملة في حضرموت ، وخاصة مع اصرار حلف قبائل حضرموت ، على ضرورة ايقاف انتاج النفط من اراضي حضرموت ، حتى تلبية مطالب بيان حلف قبائل حضرموت الذي انعقد يوم 10 ديسمبر 2013م ، والتي جاءت في مقدمتها رحيل الجيش اليمني من حضرموت واخلاء مواقع حماية الشركات النفطية وتسليمها لابناء حضرموت . الى ذلك يشدد السكان الجنوبيين على ضرورة سحب معسكرات الجيش اليمني ونقاطه العسكرية من مدن ومناطق وطرقات الجنوب ، باعتبار رفع الجيش اليمني لقواته سيكون عامل استقرار امني للشعب الجنوبي ، وخاصة بعد تماديها بقتل الابرياء وارتكاب مذابح بحق المدنيين والاطفال والنساء . وحذر ناشطون جنوبيون من مخطط خطير تقوده سلطات صنعاء وقياداتها العسكرية ، لاستخدام القوة المفرطة في الجنوب ، داعين الاممالمتحدة والمجتمع الدولي الى الاسراع في انقاذ شعب الجنوب ومناطقه ومدنه من عمليات التدمير الممنهج التي ترتكبها سلطات صنعاء ، في محاولات بائسة لإثناء شعب الجنوب عن مطالبه واستعادة حقه المتمثل باستقلال دولته " ج ي د ش " الجنوبية التي كانت قائمه حتى عام 1990م ، ومعترف بها من كل العالم . واكد الناشطون الجنوبيون على ضرورة تبني الاممالمتحدة خيار ارسال قوات دولية لحماية الشعب الجنوبي ، وإخراج الجيش اليمني من مدن ومناطق الجنوب والذي بات يشكل عامل غلق ولا استقرار للشعب الجنوبي ن ومن شأن عملياته ومخططاته العسكرية في الجنوب ان تشعل المنطقة بالحروب ، وتؤدي الى تضرر مصالح الدول العالمية في الجنوب وخاصة في ممر باب المندب ومواقع ضخ الثروات النفطية .