مسكينة رياضتنا العسكري..فهي تفتقر الى مقومات العمل الشفافي الهادف والبناء ، وتفتقد عنصر المشاركة الفاعلة في المحافل الداخلية قبل الخارجية ، ولذلك أسبابه ومسبباته! عند البحث الجاد في عوامل تأخرنا عن الركب ، سنجد أننا فعلا لا نعطي مبدأ (الشفافية) نصيبه المستحق في زخم العملية الرياضية ، في مختلف وحداتنا العسكرية التي سيطرت عليها قوة (العادة) المستحكمة في نفوس القائمين على إدارتها ..فهم ينظرون للرياضة من زاوية واحدة.. وهي زاوية (الاسقاط ) الذاتي الضيق المصلحة والافق.. ولا يعيرون اهتماما يذكر بالابداعات التي يمكن رصدها لو توفرت لدينا النية الصادقة في إنشاء وبناء المنتخبات الرياضية العسكرية (الخالصة).. أي التي لا تعتمد على الشق المدني في تطعيمها بالخامات الابداعية التي عادة تأتي من خارج أسوار المؤسسة العسكرية!
رياضة العسكر محرومة ومظلومة كحرمان وظلم المنتسبين اليها..فلا يزال البحث جاريا عن حقوق ضائعة في دهاليز اصحاب القرار ، ولا تزال الاهات تتبعها آهات وانات وصيحات مكبوتة دفينة!
فكيف تريدوننا ان ننهض برياضتنا العسكرية ، وهناك من يحرمنا حقوقنا المشروعة ، ولا يمنحنا الامل في التحرر من أوضاعنا التي لا يمكن توصيفها إلا كونها نتاجا طبيعيا لممارسات وسلوكيات اعتاد عليها ، من هم في (سدة) القرار عن الشأن الرياضي العسكري العام ، اسوة بشؤون اخرى ، لا يزال المبدعون فيها ينفخون في قرب فارغة خاوية خواء عقول المسؤولين عن رياضة (العسكر)!
وهنا؛ لا اتهم شخصا بعينه ، في التقصير في أداء الواجب ، بقدر ما أعزي ذلك الى منظومة العمل داخل المؤسسة العسكرية برمتها التي هي الاخرى مشلولة ومنكفئة على ذاتها ، بسبب استحكام واستقواء قوة (العادة) السيئة على مفاصل العمل في كافة الوحدات والوحدات الفرعية ، داخل مؤسستنا العسكرية والامنية التي نتطلع الى انتشالها من أوضاعها الرتيبة الراهنة الى ما يرقى وطموح قاعدة عريضة من منتسبيها المغبونين و(المهمشين) !
ستظل رياضة العسكر محلك سر ، حتى يلتزم الجميع - رؤساء ومرؤسين- بمبدأ (الشفافية) في أداء الرسالة الوظيفية ، الملقاة على عواتقهم جميعا! طيعا ؛ هناك التزاماتٌ ومستحقاتٌ للرياضيين العسكريين ، لم يتم النظر فيها بعين المسؤولية الحقة انطلاقا من مبدأ (الحقوق والواجبات)! أتمنى من كل قلبي ان نقول للفاسد : انت فاسد وتوكل على الله ، ودع الاخرين يعملون خدمة للارتقاء بمستويات العمل في كل مناحي حياتنا .. وليس فقط الرياضية!
وللموضوع صلة في قادم الايام إن شاء الله تعالى
نائب مدير دائرة الرياضة العسكرية لشؤون الصحافة والاعلام