في حقيقة الأمر لم أكن أنوي التحدث بشأن اللجنة الموقرة المبتعثة من قبل وزارة التعليم العالي والتي تكبدت عناء السفر تاركة وراءها العديد من المهام الصعبة المنوطة بها في الداخل والتي لا تقوم الوزارة الا بهم ، وبما أن الدولة قد أولت أهتمامها بتغطية نفقات سفر اللجنة الموقرة على حساب الوزارة فإني أجد قلمي لم يهدأ وفكري لم يستطع السكوت فقررت أن أطلق سراحهما كنت أتوقع أنني عندما أذهب اليوم الى الملحقية الثقافية بالقاهرة لعرض مشكلتي الشخصية في تعسف اللجان المتوالية وأعرض موضوعي على هذه اللجنة لعل الله يعيد اليهم بصيرتهم بعودة أسمي بعد أن أنزلوه عندما كانت بصيرتهم لا تبصر ، لأجد أن اللجنة قد خرجت من الملحقية بعد أن مكثوا فيها قرابة 15 دقيقة فقط . لم أستوعب الخبر من شدة الصدمة ، فقد كنت مجهز ملف مكون من 8 مذكرات مخاطبة للداخل وعدد 4 تقارير من المشرف ، بالاضافة الى صورة من أول كشف لأول ربع استلمته وكانت حقيبتي الشخصية مثقلة بهذا الملف لدرجة أنها أشتكت من الثقل وكنت في طريقي للملحقية أقوم بتصبيرها والتهوين عليها بأنها ستترك الملف للجنة الموقرة للبت فيه أو لمعالجته ولن تعودي أيتها الحقيبة الى المنزل مثقلة بهذا الملف مرة أخرى !! فخرجت من الملحقية لأجد أحد افراد اللجنة الموقرة في الشارع المؤدي للملحقية قد أكتسى بظل شجرة من شدة الشمس وقد تجمع حوله العديد من الطلاب حاملين في أياديهم ملفات ومذكرات تتنافس أياديهم بقوة تجاه وجه الموظف الغلبان للأطلاع عليها وإبداء رأيه فيها . فقلت في نفسي ولما لا أكون واحدا من هؤلاء لأعرض مشكلتي وأخلص ، وعندما اقتربت من الموظف الموقر سألته لماذا ما ندخل الملحقية ترتاح وتشوف المواضيع براحتك ؟ لكن الموقر لم يجب !! والغريبة أن الطلاب المحيطين به يجيبون على لسان الموقر " عادحنا خرجنا الآن من الملحقية " دون أن يأذن لهم وكأنهم سكرتارية لسعادته وكأنهم بيتجملوا مع الموقر لكي ينهي طلباتهم . فتذكرت عندما كنت أعامل في الوزارة أنني ذهبت عدة أيام في الصباح الباكر لأتابع معاملتي لدى موظف أو مدير فلا أجده مرزوع في مكتبه ، وأسأل عليه فيقولوا " ربما تلاقيه هنا أو هنا دور عليه " وعند البحث والمتابعة أكتشف أن السيد الموظف في الحوش بيدور الطلاب هو بنفسه ، لأمر في نفسه !! واليوم بهذا المنظر لم تختلف الصورة لا قبل الثورة ولا بعدها . فسألت نفسي سؤال هل رأيت يا أبن الريده موظف أو مدير أو مسئول يخرج من المكتب المخصص له ولعمله لينهي هذا العمل في الشارع ؟ المنظر جد مخزياً لنا أولاً كطلاب دراسات عليا دكتوراه وماجستير أن نسمح لأنفسنا أن نقف بهذا الشكل الغير حضاري والغير مسئول ، ومخزياً للجنة الموقرة بأنهم اختاروا المكان والزمان الغلط لفعلتهم هذه . لقد كان في الملحقية الكثير من الطلاب الذين أتو من المحافظات ومن المناطق المختلفة لديهم شكواهم ومشكلاتهم لعرضها اليوم على اللجنة بناءً على ما تم تصريحه من قبل د . الشرجبي لكنهم للأسف لم يجدوا أحد لماذا لم تلتزم اللجنة بالمكوث في الملحقية كمقر رئيسي يتوافد إليه الطلاب ؟ أم أنهم قد استمروا العمل في جنح الظلام في احد البيوت ؟ . أنا لا ألوم الطلاب على تكدسهم فوق رؤوس اللجنة فهذا حقهم ويجب المطالبة به ، لكن بشكل يليق بكونهم طبقة مثقفة عليا ، وواجب اللجنة بما أنها أتت على نفقة الدولة للاستماع وحل مشاكل الطلاب أن تتقيد بالمكان والزمان المحدد للدوام الرسمي . ولا يحق لها بأي شكل ولا بأي حال أن تتعامل مع الطلاب بهذا الأسلوب الغير مسئول . أم أن الذين أختشوا ماتوا . فيديو للجنة وهي تلتقي بالطلاب في الشارع بالقاهرة http://www.youtube.com/watch?v=TNuYpHXMRA4