الاختلاف والتنوع سُنة الحياة ولوازمها فالتنوع مصدر الحركة والجمال والحيوية والتجديد والتفاضل أيضاً ، التنوع وليس التطابق هو الاعجاز والحاجة والإبداع.. الاختلاف والتنوع أصل الحياة نراه في كل شيء في هذه الأرض المبسوطة وفي هذا الانسان البسيط الذي يعد نقطة ارتكاز الحكمة، ودوره الأساسي هو توظيف الاختلاف والتعامل معه على أحسن صورة من أجل حياة أفضل وأكثر تأملاً..والتنوع على تعدده ينطق بواحدية المصدر وواحدية الخالق ، فهذه الأرض وهذا التراب يمثل مصدراً للأشكال والألوان من الزرع والفواكه والنبات المتنوع اللون والطعم والفائدة« ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها ومن الجبال جُدد بيض وحُمر مختلف ألوانها، وغرابيب سود، ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه» . نقف أمام مليارات من البشر هم من أصل واحد ونفس واحدة وقالب واحد في الشكل والوجه تحديداً ومع هذا لكل فرد من هذه المليارات مسحة خاصة ورسم خاص وبصمة خاصة ولون يعرف به تميزه بين المليارات ،هذا التنوع هو الاعجاز وليس التشابه والتطابق الذي نراه في التوأم مثلاً من أين جاءت كل هذه الفوارق، الناس ينبهرون في التشابه الحاصل بين التوأم لكنهم ينسون الاعجاز في التنوع واختلاف الوجوه ، فالعادة تنسينا كثيراً من الآيات وتأخذنا بعيداً عن التأمل ، لوتحدث ألف مفكر عن فكرة واحدة فستجد أن لكل مفكر بصمته الخاصة وجديده رغم أن الفكرة واحدة ، تصور لو كنا أمام تطابق بشري وقالب واحد لنرى أمامنا ستة مليار إنسان نفس القالب والشكل والملامح كنسخة واحدة بالشكل والذوق والتفكير سيكون الأمر صعباً ولا يطاق وربما تستحيل الحياة ، أصل الحياة اختلاف وتنوع وليس تطابق الذي يأتي محدوداً دائماً بمايحقق التكامل مع الآخر المختلف لتسير الحياة ومهمة الانسان هو الابداع في توظيف الاختلاف وإدارته بما يشكل إثراء للحضارة الانسانية على أساس هذا الاختلاف وإذا أردنا بناء حضارة على قاعدة التطابق المطلق نكون كمن يعمل قبوراً جماعية للإنسانية ومدافن للحضارات بمعنى نكون هنا أعداء الحياة.