ذكر مصدر محلي أن وزير الدفاع انتقل إلى عدن لإدارة العمليات العسكرية والأمنية المتزامنة مع التصعيد السياسي الكبير لفصائل الحراك الجنوبي ضد الدولة، والمطالبة بالانفصال عن الشمال أو ما يطلقون عليه (فك الارتباط) عن الوحدة اليمنية التي تحققت بين الشطرين الشمالي والجنوبي في اليمن عام 1990، حسب ما نقلته صحيفة القدس العربي. وتزامنت زيارة وزير الدفاع لمدينة عدن مع قيام القوات المسلحة اليمنية بعمليات نشر واسعة للأسلحة الثقيلة والمدرعات في بعض شوارع مدينة عدن، قبيل احتفال فصائل الحراك الجنوبي بذكرى الاستقلال عن بريطانيا الذي يصادف يوم غد الأحد، حيث حددته فصائل الحراك الجنوبي في 14 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي كيوم نهائي لانفصال الجنوب عن الشمال، وهددت بالتصعيد الثوري والطرد بالقوة لكل الشماليين من الجنوبيين في حال لم تتحرك الدولة للقيام بذلك قبل انتهاء المهلة. ويواصل المتظاهرون الجنوبيون من مختلف الأطياف السياسية الاعتصام في ساحة العروض بمدينة عدن منذ منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ويصعّدون كل يوم من مطالبهم السياسية، كما يقومون بتنفيذ العديد من الخطوات التصعيدية العملية مثل ترديد النشيد الوطني الجنوبي في المدارس الحكومية بعدن ورفع العلم الجنوبي فوق المباني والمنشآت الحكومية، وفي مقدمتها المدارس العامة. ويعتقد العديد من المراقبين أن تؤدي عملية التصعيد الثوري الجنوبي نحو تحقيق العديد من المكاسب الجنوبية، وليس شرطا الحصول على الانفصال، حيث يمكن على الأقل اعتماد تقسيم اليمن جغرافيا إلى إقليمين اتحاديين بدلا من قرار سابق صدر مطلع العام الجاري يقضي بتحويل النظام السياسي إلى نظام فدرالي يقسم بموجبه اليمن إلى ستة أقاليم وهو ما رفضه الجنوبيون حينها بشدة. واستغل الجنوبيون الوضع الراهن في المناطق الشمالية التي تهاوت فيها مؤسسات الدولة أمام المسلحين الحوثيين الذين اجتاحوا العاصمة صنعاء والعديد من المدن الرئيسية الأخرى، برفعهم سقف المطالب الجنوبية عبر تحقيق الانفصال للجنوب، بذريعة التهميش والإقصاء الذي لاقاه الجنوبيون طوال الحكم الشمالي لدولة الوحدة في اليمن. وذكر مصدر مسئول في الحراك الجنوبي ل»القدس العربي» أن الأحد المقبل سيشهد حالة اصطفاف كبيرة في عدن مع المطالب الشعبية الجنوبية المنادية بالانفصال، حيث ستشهد ساحة العروض بعدن أكبر مظاهرة جنوبية مطالبة بالانفصال يشارك فيها كل الأحزاب والفصائل الحراكية الجنوبية.