دخلت إلى ثلاجة الموتى فسألتهم عن وجوده في ثلاجات الموتى فأجابوني نعم وكان لازال حينها الأمل يراودني إلا أن أعصابي كانت منهارة فلم أستطع فتح الثلاجة فأشرت على الموظف بأن يفتح لي ، فرأيت الشهيد رحمه الله وفي تلك اللحظة لن أنساها وجالت في نفسي العديد من الخواطر وجدت أغلى شخص في حياتي قد فارقنا وتذكرت الثورة وتذكرت الشهداء والشهادة وكان إذا سمع دعاءً عن الشهادة يؤمن بالحاح وأنه نطق بالشهادة مرتين قبل أن يموت فجاءني الخاطر الذي بعده يقول في داخلي وكأنه يصيح بأعلى صوته والله لقد فزت بها ، ونحن نقول والله لقد فاز بها ، صحيح اننا خسرناه ومكانه لايسد لكن إذا كان الله قد اختاره لأن يكون شهيداً فنحن لماذا نعارض قدر الله . هكذا تحدث الأستاذ علي العريف شقيق شهيد الكرامة الشيخ الحافظ أمين العريف رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ،،،،،،،، نبذة عن الشهيد أمين العريف من قرية العريف مديرية الرجم محافظة المحويت تلقى تعليمة الاساسي في قرية العريف ، انتقل بعدها إلى الرجم ليكمل دراسته الثانوية في مدرسة ، كما التحق بدار القران الكريم بالرجم واكمل حفظ كتاب الله هناك . الشهيد العريف حصل على المرتبة الاولى في كلية التربية بالمحويت وكان يستعد بجواز سفر لاستكمال دراسته العليا نظراً للظروف المعيشية الصعبة واقصاء النظام للكوادر المؤهلة مما دفعه للبحث عن عمل بعيداً عن تخصصه فعمل في أحد مراكز العسل لتحسين وضعة ولكونه خاطب يعد نفسه للزواج إلا أن الشهادة كانت أسرع من الزواج لم يكن ليعلم أنه سيكون عريساً عما قريب سيزف ولكن الى هناك حيث الخلد الدائم . تميز الشهيد باخلاقة الرفيعة وذكاءه الخارق ،وأسلوبه الفذ ،وشجاعته النادره ، وصراحته التي لاتحجزه عن إبداء النصيحة وقول الحق ، عرف بتواضعه ونشاطه الدعوي ، وبصماته المؤثرة ، واخوّته الصادقة .منظما في شؤنه ، حريصا على وقته . يقول شقيقه الأكبر علي العريف: جلست معه قبل يومين من جمعة الكرامة في إحدى الخيام بالساحة وأخذنا في الحديث وكان لقاءاً مؤثراً رغم جلوسنا مع بعض في أماكن أخرى ، وكان من ضمن ماقاله لي بأن العام 2011م عام سقوط الانظمة الفاسدة . أحداث الجمعة الدامية في يوم جمعة الكرامة حاولت الاتصال به ولكن تلفونه كان مغلقا ولم أوفق باللقاء به لم أره إلا في الثلاجة بعد أن استشهد رحمة الله عليه ، لكن سألت زميله الذي صلى معه صلاة الجمعة فاخبرني أنه صلى بجوار جامعة العلوم والتكنولوجيا كلية البنات وأنا صليت في الجهة المقابلة لها لم يكن بيني وبينه سوى الاسفلت ولأن تلفونه مغلقا لم أوفق بأن التقي معه . وحينما سألته بأن المسافة كانت بعيدة عن مكان الجريمة أجاب أن الملايين في ذلك اليوم وبعد أن انهوا الصلاة ورأينا الطائرة وهي تجوب أجواء الساحة ، ورأينا كذلك اشتعال النيران وتصاعد الأدخنة استغرب الجميع فوقف الجميع في أماكنهم إلا النوادر من ذهبوا الى أماكن اشتعال النيران وتصاعد الادخنة وكان من ضمن الشباب الشجعان الذين حاولوا التصدي للقتلة والشهيد أمين كان قد وصل الى مكان الجريمة وساهم في انقاذ كثير من زملاءه الجرحى والشهداء واسعافهم وهو من أواخر من نالوا الشهادة في ذلك اليوم فقد كتب الله له أن يكون من الشهداء . ترددت علي الاتصالات من عدة جهات حتى أخبرت بأن أخي أصيب فلم أصدق كلامهم من خلال ملامحهم فقلت لهم أخبروني بالحقيقة فقالو له وصلنا خبر بأن أمين استشهد فذهبت للبحث عنه المستشفى الميداني ومررت على كافة الجثث والجرحى لجمعة الكرامة فراودني أمل حينما وجدت اسماً لأحد الشهداء وهوالشهيد محمد عبد الواحد العريفي فقلت ربما أنهم اخطئوا بالاسم فانبعث في نفسي الأمل انه ليس هو ، إلا أنهم أخبروني بأنه لازال هناك جثث في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا وأثناء خروجي من المستشفى الميداني وانا في طريقي في الخيمة التي كان يبقى فيها وجدت أحد الاساتذة يقول في ذمتي شهادة وأنا انقلها عمن نقلها إلي الشخص الذي أسعفه وهو من مارب يقول أمين العريف استشهد وبطاقته وكوته الذي كان يرتديه موجودان في المستشفى الميداني وفي ذمته شهادة يقول أنه نطق بالشهادة قبل أن تخرج روحه مرتين . وبحثت عنه حتى وجدته أخيراً في ثلاجة المستشفى النظام سقط بسقوط الشهداء وفي رده على سؤال هل يرى أن دم أخيه الشهيد قد حقق هدفه باسقاط النظام أجاب "أيقنت ان النظام سقط يومها ، لماذا؟ لأنه إذا كان هذا النظام يدعي أنه صاحب شرعية يقتل شخصيات من هذا النوع حافظة لكتاب الله وينطق بالشهادة مرتين قبل أن يموت ايقنت يومها بسقوطه مع سقوط اول شهيد في هذه الثورة كما انه اضاف لنا مطلبا اخر بعد سقوط النظام كثائرين وهو الوفاء لدماء الشهداء فزادنا ذلك الموقف اصراراً وعزيمة وثباتاً وكانت تلك الدماء عبارة عن وقود أوقدت المشاعر والعزائم نحو الوصول الى تحقيق الأهداف التي خرج الناس من أجلها لن نتخلى عن دماء شهداءنا وسنلاحق القتلة وحول منح صالح وأعوانه الحصانة تحدث العريف " الله قد حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما، ولن يفروا من قبضة الله وإن فروا في الدنيا فلن يفروا في الاخرة ، وأنى لقاتل يعطى حصانة ، سياتي اليوم الذي نراه بأعيننا حكم الله عز وجل فيهم ، أما نحن أسر الشهداء فلن نتخلى عن دماء شهدائنا وليست رخيصة حتى نتخلى عنها ، فهم أغلى من كل شيء وليست دمائنا أرخص من دمائهم ، فلن نتخلى عن ملاحقة القتلة داخل البلاد وخارجها وقد وكلنا بذلك محامين ولدينا ملفات لتقديمها للجنايات الدولية لمتابعة القتلة سواء كانوا داخل اليمن اوخارجها ونحن وراء قتلة شهدائنا وسنكون لهم بالمرصاد .