أكد رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة ان اليمن لن تستطيع استيعاب دعم المانحين وجذب الاستثمارات دون تحقيق الامن والاستقرار متمنيا ان يلمس الناس تغيير في واقعهم واحوالهم المعيشية، وتوفر فرص عمل للعاطلين. جاء ذلك لدى افتتاحه أعمال المؤتمر ال21 لقادة وزارة الداخلية، الذي بدأ أعماله اليوم بصنعاء ويستمر حتى 21 فبراير الجاري، تحت شعار "من أجل يمن آمن ومستقر" . وقال باسندوة ان عهدا جديدا قد بدأ ليس في اليمن وحده بل وفي عديد من الاقطار العربية مضيفا " الشعوب صبرت وتحملت كثيرا، وحان لها ان تشق طريقها في الحرية والتقدم، ومهما كانت قوة اي نظام فانه لايستطيع ان يصمد امام ارادة شعبه". وأشار الى ان صفحة في اليمن قد طويت والى غير رجعة، وعلى من لا يريدون ان يعقلوا او يفهموا ان يعيدوا حساباتهم ويدركوا ان صفحة جديدة قد بدأت. وأضاف " الوطن للجميع، وليس وطن لاحد بمفرده وانما وطن شعب تعداده 25 مليون نسمة، وينبغي ان ننتصر جميعا لهذا الوطن، فانا لا اريد ان انتصر لهذا الحزب او ذاك وانما لليمن، فهو الابقى ". وتابع " اريد ان انتصر لليمن، وسابقى يمنيا فقد عشت في الجنوب 30 عاما وشاركت في النضال واعتقلت، وقضيت في الشمال 48 عاما من عمري، فكيف لي ان اكون جنوبيا او شماليا؟؟، وساظل اعتز بيمنيتي، فاليمن احببناها ودعونا الى وحدتها منذ اكثر من 50 عاما". وأكد رئيس الوزراء انه سيظل حريصا على وحدة اليمن .. وقال " قد لاتكون الوحدة الاندماجية هي الصيغة المناسبة، بل من الممكن ان نبحث عن صيغة اخرى تضمن الوحدة ولا تسمح بالانفصال". وقال" لم نات لنقصي احد او ننتقم من الاخرين فقلوبنا مفتوحة للجميع، فالبقاء في نهاية المطاف هو للاصلح والانفع للناس".وحث رئيس مجلس الوزراء الاجهزة الامنية على المعاملة الحسنة مع المواطنين.. لافتا الى ان خلق علاقة طيبة بين رجل الامن والمواطن ستنعكس بالتاكيد على الامن والاستقرار وستضمن تعاون المواطنين مع اجهزة الامن.. وقال " علينا ان نعمل بجهد على تطوير ادائنا وان نقدم السلوك والمظهر الافضل، نريد في ان نرى في القريب العاجل وقد تحسنت الاوضاع تنمويا واقتصاديا ومعيشيا". وأضاف " مردودات التنمية يجب ان تعود على الطبقة الفقيرة، كما ينبغي علينا ايضا ان نهتم بتنمية الطبقة الوسطى باعتبارها من عوامل الامن والاستقرار والتوازن الاجتماعي". من جانبه القى وزير الداخلية اللواء الدكتور عبدالقادر قحطان كلمة بالمناسبة أكد فيها ان تحقيق الأمن والاستقرار لليمن غاية وهدف المرحلة السياسية الجارية تنفيذاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وللقرارات والبيانات الأممية بشأن الوضع في اليمن وعلى ضوء القرارات الصادرة عن الاخ رئيس الجمهورية ونتائج الزيارات التي قام بها كل من امين عام الأممالمتحدة ووفد رئاسة مجلس الأمن التي أكدت استمرار دعم المجتمع الدولي لجهود الإرادة الوطنية المخلصة . وقال ان مؤتمر قادة وزارة الداخلية ال21 يقع على عاتقه مسئوليات تاريخية فهو مطالب في مضمونه ونقاشاته والقضايا الموضوعية على جدول أعماله أن يرتقي الى مستوى هذه المسئولية التاريخية وأن يشكل علامة فارقة في العملية الأمنية الجارية في المجمع.. مشيراً الى ان قادة وزارة الداخلية سيقفون في مؤتمرهم هذا بجدية ومسئولية أمام الوضع الأمني الراهن وأمام متطلبات ومهام الحاضر والمستقبل الأمني . وأضاف ":إننا لا نريد أن نستهلك وقت جلسات المؤتمر في مناقشة الماضي لأن أمن واستقرار اليمن الذي نجتمع لأجله اليوم يوجب علينا أن ندرك بدقة الواقع الذي نعيشه وأن نحدد ماذا نريد وماهي القضايا والمهام التي يجب وضعها على رأس أولوياتنا وتحديد السبل الكفيلة بتنفيذها وهو الأمر الذي نتوقع أنه سيضفي على مؤتمرنا طابعاً استثنائياً ومتميزاً عن المؤتمرات الماضية". واستعرض الدور الذي لعبته الاجهزة الأمنية خلال العام المنصرم في تنفيذ المهام والواجبات المدرجة على برنامج عمل وتوجهات القيادة السياسية والعسكرية الهادف الى استعادة الاستقرار الأمني والسياسي ومتابعة تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومضامين القرارات والبيانات الدولة الصادرة بشأنها . وقال ان تلك المهام تمثلت في متابعة تنفيذ برنامج لجنة الشئون العسكرية ودعم عملياتها الميدانية في إزالة بؤر التوتر والصراع ومظاهر التمترس ، ورفع درجات التنسيق المشترك مع قيادة وزارة الدفاع والمؤسسة العسكرية لتنفيذ عمليات استعادة السيطرة على المحافظات والمناطق التي سيطرت عليها الجمعات الارهابية ، الى جانب تكثيف الجهود الأمنية المبذولة في مكافحة العمليات الارهابية والانشطة الاجرامية التخريبية والعدوانية التي استهدفت المصالح القومية والمنشآت الوطنية وخطوط النقل والطرقات الحيوية ، فضلاً عن استعادة جاهزية المؤسسة الأمنية البشرية والمادية والمعنوية وإزالة آثار الدمار والتدمير والتأثيرات السلبية التي لحقت لها خلال الاعوام الماضية ، وتنفيذ العديد من خطوات الاصلاح الإداري داخل المؤسسة الأمنية وفي مجال إدارة الموارد والنفقات والتعاقدات الادارية ، وكذا تحقيق معدلات قياسية في مجال الضبط وانجاز مهام الخطة السنوية للوزارة . وقال إن وزارة الداخلية وبدعم من القيادة السياسية تتطلع الى تحقيق المزيد من النجاح في مواجهة التحديات الأمنية الراهنة والانطلاق نحو تحقيق الأمن والاستقرار المنشود لحياتنا في ظل دولة اليمن الجديد دولة البناء والتنمية والعدالة وسيادة القانون واحترام حقوق الانسان وتعزيز الامن والسلم الدولي.. مشيراً الى ان الوزارة ستدشن خلال الأيام القادمة الحملة الوطنية للتوعية الأمنية وذلك بهدف بناء شراكة وطنية متفاعلة ومسئولة لخدمة الأمن.