مما لا شك فيه أبدا.. أن الإخوان المسلمين أثبتوا جدارتهم في حفظ السلام بينهم وبين الديانات الأخرى كاليهودية والنصرانية.. وقدموا نموذجا راقيا في التعايش والتعامل مع ابناء تلك الديانات.. هل رأيت مثلا ..يهوديا اشتكى يوما من اخواني أو قال أن الإخوان وقفوا ضد حريته في التعبير عن رأيه ومعتقداته - مهما كانت - أو انهم –لا سامح الله- عادوه وأباحوا دمه وماله وعرضه.. بل على العكس.. ينادونه "ذميا" ويحفظون له الود مهما فعل.. ما أعظمهم !! حقيقة عندما تأملت براعتهم.. ووداعتهم في التعامل مع أبناء الديانات الأخرى.. ومدى التزامهم بمعاهدات السلام معهم.. جعلني ذلك أتمنى لو أن الإخوان المسلمين أضافوا إلى تلك القائمة الوضاءة من معاهدات السلام.. معاهدة أخرى.. ولكن هذه المرة مع المسلمين.. أطالع احيانا بعض الصور التي تظهر الكنائس المجاورة للمساجد.. فتدمع عيني من روعة موقف السلام والتعايش الديني.. غير أن قليل من الحسرة يصيبني فأتمنى لو أرى مساجد المسلمين جوار مساجد الإخوان المسلمين.. تخيلوا معي.. سلام بين المسلمين والإخوان المسلمين.. والمسلم يمر مع الإخواني دون أن يكفره أو يبيح دمه.. والإخواني يحرص على مصالح أخوه المسلم "الذمي" كما يحرص على غيره من "الذميين". تخيلوا معي.. مسلم يعيش بين الإخوان دون أن يتهموه بالخيانة والعمالة.. تخيلوا كيف سيكون شكل الدولة.. شكل الشوارع.. شكل المساجد !! أليس أمرا مذهلا.. إن مجرد التفكير في هذا الموضوع يجعلني "أقشبب"- يقشعر جسمي- لروعة الموقف.. ولا أشك أنكم أيضا "تقشببون" الآن أيضا لروعة الأمر..
ولكني لا أستبعد أبدا أن يتحقق حلمي.. فسماحة الإخوان وانسجامهم ورقيهم في التعامل مع الديانات الأخرى.. كفيل بتحقيق حلمي.. وعشرة من أمثاله.. كيف لا؟.. لقد استطاع الإخوان قبول كل الديانات.. والتواؤم مع أبنائها.. فما المانع أن ينسجموا مع المسلمين ؟!؟ عن: اليمن اليوم